عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Mar-2020

لم تلتزم - اوريت لفي نسيئيل

 

معاريف
 
عشية الانتخابات الاخيرة، حين اشارت الاستطلاعات بأن احزاب اليسار، العمل وميرتس، تترنح على حدود نسبة الحسم، اعلنت النائبة اورلي ليفي أبقسيس بانها خولت عمير بيرتس بإدارة مفاوضات للوحدة مع ميرتس. وكلمة “خولت” شددتها على نحو خاص، والتي بدت وكأنها أحالت من صلاحياتها الى بيرتس الاكبر منها وأعطت ضوءا أخضر للارتباط بكل ما ينطوي عليه الامر من معنى. الويل للسذاجة. بخلاف ما كتبته هذا الاسبوع في البوست الذي طلقت فيه هذا الارتباط الذي منحها مقعدا في الكنيست، احد لم يفرض عليها الوحدة.العكس هو الصحيح. فقد أعلنت بانه لن تكون لها مشكلة للجلوس في حكومة مدعومة من الخارج من النواب العرب. ليفي أبقسيس ليست الاولى التي تخرق وعدا انتخابيا، ولكن لخطوتها يوجد طعم من الخيانة الشخصية – السياسية ورائحة شديدة من الانتهازية.
إن تنكرها السريع للشراكة مع العمل وميرتس، اللذين على ظهرهما انتخبت للكنيست، ومعارضتها القاطعة لحكومة أقلية بدعم من اعضاء القائمة المشتركة، يذكر بمثل العقرب والضفدع. لقد قرصت ليفي ابقسيس حزب اليسار الموحد والمضروب دون أن ترمش لها عين. في مثل كاريلوف، يسأل الضفدع العقرب: لماذا قرصتني؟ فكلانا سنغرق! فأجاب العقرب: هذه طبيعتي. ومن هنا الى المشبه به. تعرض بيرتس لانتقاد شديد حين توجه الى الشراكة مع غيشر – حزب لشخص واحد، وحده ما كان سيجتاز نسبة الحسم. وبالنسبة لمصوتي العمل وميرتس كانت ليفي أبقسيس غرسة غريبة عسيرة على الهضم. وقد فهموا بان خيرا لن يأتي من الارتباط بنائبة جذورها في اليمين، تربت في بيت ليكودي، كانت نائبة عن اسرائيل بيتنا (الذي انضمت اليه اساسا لاعتبارات الراحة والنفور من الانتخابات التمهيدية)، انسحبت بعد ان أشركها ليبرمان في مفاوضات مع الليكود ولم يعينها وزيرة، اقامت حزبا، ارتفعت في الاستطلاعات وتحطمت في صندوق الاقتراع. أما لحزب العمل فلم تضف له حتى ولا مقعد واحد.
بيرتس، لسبب ما، كان مقتنعا بأن الحديث يدور عن دولاب إنقاذ للعمل وعن استحداث سياسي – اجتماعي محطم للتعادل. هو اخطأ على مدى كل الطريق حين اعتقد بأن صفقة الرزمة مع غيشر ستجتذب رجال اليمين. المصوتون لم يتدفقوا بكمياتهم. العكس هو الصحيح. الشراكة مع ليفي ابقسيس أبعدت غير قليل من مصوتي اليسار. وثمن هذا المشروع الفاشل ستدفعه الآن الكتلة بأسرها. ليفي أبقسيس أجرت احباطا مركزا شخصيا لبيرتس وصفت الاحتمالات الطفيفة لغانتس لأن يستبدل الرجل المتمترس في بلفور.
قد تكون لم تنجح في الصمود امام الضغط من اليمين، وقد تكون خططت الخطوة مسبقا. مهما يكن من أمر فانها تنضم الى القائمة الطويلة وغير الفاخرة للفارين السياسيين ممن اخطؤوا في الاعتقاد بان المقعد في الكنيست مسجل على اسمائهم في الطابو. على ميرتس وبيرتس ان يطالبانها باعادة المقعد. هذا على ما يبدو لن يحصل، وبالتالي، يمكن فقط الاسف في أن الجمهور خسر ايلان غيلئون، المكان الثامن في قائمة العمل – غيشر – ميرتس، النائب النشيط، القيمي، الاجتماعي، الايديولوجي وبالاساس الانسان.