عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jun-2019

نار انتقائیة - عمیرة ھاس
ھآرتس
في یوم الاربعاء الماضي، الیوم الأول لعید الفطر، اشتعلت النار في حقول الزیتون وفي أراضي
عدد من عائلات قریة جالوت في شمال شرق رام الله. النار اشتعلت في الصباح واستمرت حتى
الظھر. سكان القریة حاولوا في البدایة اطفاء النیران بأیدیھم لأن الاطفائیة الفلسطینیة توجد في
نابلس وسیارات الاطفاء كانت مشغولة باخماد حریق آخر. أحد السیارات جاءت قبل الظھر والثانیة
بعد الظھر، ولكن بدون وجود طریق للوصول إلى الحقول فان القدرة على المساعدة كانت محدودة
اصلا.
قبل بضع دقائق من اشتعال النار مر تسعة ملثمین قرب المدرسة في القریة وقاموا برشق الحجارة
على شباب جلسوا في الساحة. الشباب ھربوا من بوابة خلفیة. في الوقت الذي قام فیھ خمسة من الملثمین بدخول البوابة الرئیسیة. كامیرا الحمایة في المدرسة وثقت صورھم المقرفة. جمیعھم
یرتدون ملابس غامقة باستثناء واحد كان یرتدي قمیصا ابیض مع اھداب تنزل منھ. الشباب من
القریة جلسوا على الدرج في الساحة وكانوا یأكلون ویتحدثون، الى أن اندفع المجھولون الى
الساحة.
بعد مرور یومین كان یمكن رؤیة لوح من الزجاج مكسورا في غرفة الحارس في المدرسة، بالضبط في المنطقة التي شوھد فیھا الملثمون وھم یقتربون من المبنى. لیس من السھل كسر الزجاج من خلال رشق الحجارة من بعید، قضبان من الحدید تغطي نوافذ المدرسة والممر على طول الصفوف في الطابق السفلي، لأن ھذه لیست المرة الاولى التي یقوم فیھا مجھولون برشق الحجارة على المدرسة، ایضا حین وجود الطلاب في الصفوف.
الافلام تظھر كیف أنھ في 16:20:10 ركض شاب مكشوف الوجھ في الساحة. وفي المقابل ظھر
عدد من الملثمین من بین الأشجار التي توجد في الجھة الجنوبیة للمدرسة. الساعة 57:20:10 قام
مجھول برشق حجر للداخل بحركة ید قویة – لم یكن حذرا، فقد كان یمكنھ أن یصیب أحد اصدقائھ.
الساعة 21:10 ركض الملثمون الى الخارج وانضموا لاصدقائھم. أحدھم أعطى الآخر شیئا ما. عندھا اختفوا في شرق حقل رؤیة الكامیرا. عادوا الیھ وركضوا. الساعة 13:22:10 عاد الاخیر الى مجال الرؤیة وانضم لاصدقائھ الذین اختفوا بین الاشجار. بعد ذلك في الساعة 34:23:10 الكامیرا التقطت دخانا یتصاعد ویتكاثف مع ظل الشارع. كامیرا اخرى التقطت الموجود في شرق المدرسة: حقل قفر وخلفھ بستان لم تصبھ النار. كامیرا ثالثة التقطت سكان القریة الذین بدأوا یركضون نحو الحریق. یوم الجمعة سبق لنا ورأینا الحقل القفر وھو محروق. ”النار ھنا كان من السھل اطفاؤھا“، قال محمود وھو احد ابناء فوزي حاج محمد الذي تضررت كرومھ بشكل كبیر في الحریق.
في نفس الساعة في صباح یوم العید جلس ابناء عائلة الحاج محمد في المنزل وانتظروا الضیوف.
ھم یعیشون في بیت فاخر اقیم في العھد العثماني، اقواس وقباب واسقف مرتفعة وجدران سمیكة من الحجارة. قبل الساعة 30:10 شخص ما اتصل معھم واخبرھم عن الشباب الذین ھربوا من
الملثمین المجھولین. محمود اتصل على الفور مع عائلة أحد الاولاد الذین ھربوا من اجل الاطمئنان
علیھ. الواحد قال باستغراب ”ماذا؟ ألا تعرفون؟ النار اشتعلت ھناك“. الجمیع استنتجوا أن الملثمین
ھم مستوطنون وأنھم ھم الذین اشعلوا النار.
الاخوة الخمسة ركضوا وراء اللھب الذي اندلع في الحقل القفر وامتد إلى الجنوب، إلى سفح تلة صخریة في غرب الشارع والى حقل اشجار الزیتون الذي یمتد إلى الاسفل. عشرات سكان القریة
قاموا بكسر اغصان من الاشجار لاستخدامھا في اطفاء الحریق. ھكذا اطفأنا النار، قال أحد الاخوة.
وحسب سكان قریة جالوت فان سیارات الاطفاء الاسرائیلیة التي كانت توجد قریبة من المكان بدأت
في اطفاء الحریق قبل وقت قلیل قبل الساعة الثانیة عشرة عندما اقتربت النار من قطعة الارض المجاورة المزروعة بأشجار لمستوطنة شفوت رحیل.
في ھذه الاثناء من التقاریر الأولیة في وسائل الإعلام الإسرائیلیة كان یمكن الاستنتاج بأن
الفلسطینیین ھم الذین اشعلوا النار في حقول شفوت رحیل وأخواتھا. شفوت رحیل التي تقع في
جنوب غرب جالوت اقیمت في 1991 كبؤرة استیطانیة غیر قانونیة، تم تبییضھا الآن. المستوطنة
القریبة منھا اقیمت في العام 1997 على تلة تقع جنوب شرق القریة وھي الآن في طور التبییض
المسرع. وھما مقامتان على اراضي فلسطینیة اعلنتھا اسرائیل كأراضي دولة في الثمانینیات.
وقربھما توجد قطع اراضي اسرائیل لم تنجح في تعریفھا كأراضي دولة لأن فلاحتھا من قبل الفلسطینیین كانت بارزة جدا.
في الوقت الذي كانوا فیھ یكافحون النار لاحظ سكان جالوت ایضا طائرة بدون طیار وھي تحلق فوقھم. ھم لا یعرفون اذا كانت تابعة للجیش أو للمستوطنین. في الساعة 30:14 تجددت النار وھذه
المرة في شرقي السھل. مرة اخرى سكان القریة كافحوا النار بأیدیھم. الأخ محمد ایضا احترق ظھره من النار. النار خرجت من الحقل وصعدت بین الصخور والاشجار المتفرقة نحو المستوطنة المجاورة. فقط حینھا، قال ابناء عائلة الحاج محمد، تم ارسال مروحیتین اسرائیلیتین من اجل اطفاء
الحریق واخماده. اضافة الى عدد من سیارات الاطفاء.
اساف ابراش، المتحدث بلسان الاطفائیة والانقاذ في اسرائیل في لواء یھودا والسامرة، كتب للصحیفة بأن ”الجھاز لا یفحص ملكیة المنطقة التي یقوم باطفاء النار فیھا، ونحن نتعاون مع الاطفائیة الفلسطینیة“ (بالمناسبة، في موقع خدمات الاطفاء في لواء یھودا والسامرة كتب بأنھ یخدم 450 ألف شخص، وھذا عدد الیھود في المستوطنات).
تقریر أولي عن النار وصل في الساعة 37:10 .طواقم الاطفاء الاولى خرجت في الساعة 02:11
وباقي القوة حتى الساعة 15:11.
درور ایتكاس الباحث في شؤون الاستیطان تجول في المكان یوم الخمیس وھو یقدر بأن 90 في
المئة من الاشجار المتضررة ھي في الحقول الفلسطینیة. النار كانت بعیدة عن كروم الزیتون الكبیرة لمستوطنة أحیا التي تقع في جنوب غرب القریة.