عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Mar-2020

العرب داخل إسرائيل يريدون إنجازات حقيقية - ميراف ارلوزوروف

 

الدستور- صوت 64.7 في المئة من أصحاب حق الاقتراع في أوساط المواطنين العرب، في الانتخابات للكنيست الـ 23. تعتبر هذه زيادة بأكثر من 5 في المئة مقارنة مع الـ 59.2 في المئة الذين صوتوا في شهر أيلول، وزيادة حادة بـ 15 في المئة مقارنة مع الـ 49.2 في المئة الذين صوتوا في نيسان. ولا نذكر على الإطلاق مجموعة من المصوتين رفعت نسبة تصويتها بهذا الشكل خلال سنة. تعتبر هذه سابقة، وهي نسبة التصويت الأعلى للعرب منذ انتخابات 1999. في تلك الحملة الانتخابية ذهب 75 في المئة من العرب الى صناديق الاقتراع من أجل تتويج ايهود باراك رئيسا لحكومة إسرائيل. وفي السنة والنصف التي أعقبت ذلك تعلم العرب درسا قاسيا فيما يتعلق بوفاء ومصداقية الأغلبية اليهودية تجاههم. انخفضت نسبة تصويتهم منذ ذلك الحين حتى الانتخابات الأخيرة.
يجب علينا أن ننسب لعودة وأحمد الطيبي الإنجاز الاستثنائي للقائمة المشتركة في الوسط العربي. وحسب اقوال اريك رودنتسكي من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، فإن القائمة المشتركة حظيت بزيادة المصوتين من خارج القرى العربية الكلاسيكية (المدن المختلطة وفي أرجاء البلاد). في هذا الجزء يوجد نصف مقعد ساهم فيه اليهود للقائمة المشتركة. وحسب التقديرات، هذا رقم غير مسبوق. وهذا نتيجة خيبة أمل اليسار اليهودي من انضمام «ميرتس» الى «العمل» – «غيشر»، وبسبب العمل الممتاز الذي قام به عودة والطيبي لتقريب اليسار اليهودي وطرح القائمة المشتركة على أنها الحزب الوحيد الذي يهتم بالمساواة والسلام.
الفضل في استيقاظ الناخب العربي يجب نسبه لنوايا السياسيين اليهود السيئة تجاههم. حملة «الليكود» (غانتس لن تكون له حكومة دون الطيبي)، حاولت ونجحت في نزع الشرعية عن هذه الشريحة من السكان الذين يشكلون 20 في المئة من سكان إسرائيل.
لا شك أنه يوجد لنتنياهو دور مهم في استيقاظ العرب. وما بدأ بـ»تدفق العرب الى صناديق الاقتراع» في 2015 استمر مع قانون القومية وقانون الكاميرات ووصل الى الذروة عند اعلان صفقة القرن وفكرة تنفيذ الترانسفير لسكان قرى المثلث.
هذا الضرر تسبب به نتنياهو لنفسه، لكنه لم يكن الوحيد. ايضا حزب «أبيض أزرق» ارتكب خطأً إستراتيجيا عندما انجر وراء حملة نزع الشرعية التي قام بها نتنياهو. وأوضح بأنه سيستند فقط على أغلبية يهودية، أي أن أغلبية عربية امر مرفوض. يدور الحديث عن ضرر ثلاثي تسبب به «ازرق ابيض» لنفسه ولناخبيه.
أولا، محاولة التقنع بقناع حزب يميني فشلت.
ثانيا، دعم العرب لحزب «ازرق ابيض» في الانتخابات، فقده. ففي حينه أعطى العرب مقعدا كاملا لحزب «أزرق أبيض»، الذي أصبح الحزب اليهودي الرائد في الوسط العربي. ولكن ذلك لم يحصل في هذه المرة. الانتخابات الأخيرة كانت استثنائية بالتكتل الكبير للناخب العربي.
ثالثا، التقدير هو لو أن «أزرق أبيض» مد يده للعرب فربما كانت يقظتهم ستكون أكبر. الدكتورة نسرين الحاج يحيى، من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، قدرت بأنه لو أن العرب شعروا بأنه مرغوب فيهم في اللعبة السياسية الإسرائيلية، لكانت نسبة تصويتهم سترتفع الى 70 في المئة، وهو الأمر الذي كان سيعطي على الأقل مقعدين آخرين لكتلة اليسار.
مع ذلك، الأمر الأخير، الذي يمكن أن يظهر من ارتفاع نسبة تصويت العرب الحادة هو اليأس من الشراكة السياسية مع اليهود. ولكن العكس هو الصحيح. ينبع الارتفاع من أن العرب فهموا للمرة الأولى قوتهم السياسية وضرورة استخدامها. حملة «لا توجد لغانتس حكومة مع الطيبي» بثت للمواطنين العرب القوة – أنهم يخافون منهم، أي أن لهم قدرة على التأثير. أيضا النقاش غير النهائي بأن غانتس سيشكل حكومة أقلية بدعم عربي من الخارج، عزز لديهم الشعور بهذا التأثير.
اليقظة ما زالت في بدايتها، وإضافة إلى تحسين الوضع الاقتصادي في المجتمع العربي، فإن مشاركتهم السياسية ستزداد. القائمة المشتركة، كما هو معروف، قدمت في السابق لـ»أزرق أبيض» بعد انتخابات أيلول قائمة من الطلبات كشرط لدعمه في حالة تشكيل حكومة أقلية. يدور الحديث عن طلبات اقتصادية – اجتماعية في معظمها: إلغاء قانون كمنتس ومعالجة الجريمة ووضع خطة خماسية اقتصادية بمبلغ 32 مليار شيكل والغاء قانون القومية وانشاء جامعة عربية وانشاء مستشفى عربي وانشاء مدينة عربية ومعالجة القرى غير المعترف بها في النقب واقامة مناطق تشغيل في القرى العربية ودمجهم في الهايتيك وزيادة التشغيل العربي.
في نهاية هذه القائمة الطويلة ظهر طلب آخر للدفع قدما بالعملية السياسية. ومثل الأصوليين، العرب ايضا يريدون استخدام قوتهم السياسية لتحقيق إنجازات اقتصادية. وقد توقفوا عن كونهم اغبياء وهم يريدون إنجازات. لذلك، يتوقع أن يواصلوا ويزيدوا مشاركتهم في السياسة الإسرائيلية.
«هآرتس»