عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Apr-2020

“سعادتي في منزلي”.. مبادرة تهدف إلى حل مشكلات الأسرة وتوعيتها

 

ربى الرياحي
 
عمان – الغد-  الظروف الاستثنائية التي يمر بها الجميع وما يرافقها من خوف وقلق وتوتر نتيجة لانتشار فيروس كورونا والتعطل بأغلب مظاهر الحياة وقسوة الضغوطات الملقاة على عاتق الأسر الأردنية، هي كلها في المحصلة أسباب تقف خلف إطلاق مبادرة “سعادتي في منزلي”، وذلك بتنظيم مجموعة من المرشدين النفسيين والاجتماعيين والقانونيين وأخصائيي التربية والشريعة وغيرها من التخصصات المهمة التي تتعاون كل الجهود لإنجاحها، وذلك تحت مظلة جمعية “أسرتي”، وقد تم إطلاق هذه المبادرة في آذار (مارس) الماضي.
تقول الاستشارية الأسرية والمرشدة النفسية رولا خلف، وهي عضو في جمعية “أسرتي” ومن المشاركين في المبادرة “اهتمامنا بالأسرة وإدراكنا لدورها الكبير في تماسك المجتمع وقوته هو ما جعلنا نفكر بطريقة فعالة لحماية الأسر من الانهيار والضياع والعمل في الوقت نفسه على توعيتها والنهوض بها ومساندتها لتستطيع مقاومة كل التحديات وإتمام مهمتها على أكمل وجه”.
وتضيف “الهدف من المبادرة هو تقديم النصيحة والاستشارة لكل من يحتاجها وحل الكثير من المشكلات التي تواجه الأسرة وتعكر صفو حياتها في أغلب الأحيان”. رولا ترى أن المبادرة بمثابة المتنفس والمنقذ لكثيرين تاهت بهم السبل ومنعهم تراكم المشكلات والهموم من رؤية الطريق الصحيح، لهذا السبب تقوم المبادرة بدور توعوي من شأنه أن يخلق التوازن بين جميع أطراف الأسرة الواحدة وتقويم سلوكيات أفرادها وإعطائهم الحلول المناسبة لهم حتى يكونوا أكثر سعادة وإيجابية.
وتتابع أن خبرة المتطوعين المشاركين في المبادرة وإلمامهم بالكثير من القضايا الاجتماعية والأسرية والنفسية والقانونية، هما ما يصنع بالتأكيد ذلك التنوع في المجالات كافة والسماح لأكبر عدد من الناس بالاستفادة من الاستشارات المقدمة لهم، مشيرة إلى ضرورة وجود الأمن النفسي والصلابة النفسية، وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يسيطر عليها الملل والتعب والترقب والاستعانة ببعض الأفكار والتمارين التي تعزز من الثقة والثبات والتحصين ضد التوتر والتقليل أيضا من الحساسية واللجوء للتنفس العميق من أجل العمل على ارتخاء الأعصاب والتوقف عن العصبية الشديدة والمؤذية.
وتبين أن الأزمة الحالية فرضت على الجميع تقبل عادات كثيرة والتعايش معها، وذلك بالنظر إلى الإيجابيات والتركيز عليها حتى تنعم البيوت بالسلام والسكينة والاستقرار وتكون السعادة هي الطاغية على شتى تفاصيل الحياة.
وتلفت إلى أن أكثر المشاكل التي وصلتهم إلى الصفحة الخاصة بالمبادرة تدور حول تربية الأبناء وعدم اتفاق الأب والأم على طريقة واحدة في تقويمهم وتوجيههم، بالإضافة إلى مضاعفة مسؤولية الأم مقارنة بالأب وأيضا الخلافات الحاصلة بين الأزواج الجدد وصعوبة التفاهم بينهم.
وعن أهمية المبادرة، يقول رئيس جمعية “أسرتي” المحامي أحمد أبو رمان “إن المساعدة المقدمة للأسر من خلال مبادرة “سعادتي في منزلي” تتمثل في تزويد الأزواج وأفراد الأسرة بشكل عام بالمهارات الضرورية والمهمة للتواصل، وإيجاد بيئة جيدة للحوار الفعال والقائم على التفاهم والاحترام”، كما أنهم كجمعية تعنى بالأسرة وبتوازنها واستقرارها يحرصون على تقديم بعض الطرق والأفكار لاستثمار الوقت، وخاصة أن أفراد الأسرة لم يكونوا قبل الأزمة معتادين على البقاء ساعات طويلة مع بعضهم بعضا، لكن الظروف الصعبة التي يعيشها الجميع اليوم أوجدت نمط حياة جديدا يختلف تماما عما كان عليه في السابق، فالأزمة الراهنة خلقت داخل الأسر مهام من نوع آخر وضاعفت من حجم المسؤولية.
ويشير إلى أن المتطوعين وبمختلف التخصصات يتلقون باستمرار المكالمات والرسائل وهناك تفاعل كبير من الناس مع المبادرة لكونهم رأوا فيها سبيلهم للسعادة والحياة المتزنة الإيجابية. هم من خلال الخبرة الواسعة والكبيرة يسعون، وبتضافر كل الجهود، إلى تحويل المشكلات التي تواجه الناس من محن إلى منح والتعامل معها بسرية مطلقة حفاظا على خصوصية الأشخاص، وضمان إحساسهم بالأمان وتركيزهم فقط على المشكلة والعمل على حلها بدون الدخول في تفاصيل أخرى قد تكون كالتطرق للأسماء وغيرها، كل ذلك أكسب المبادرة الثقة والتقدير من قبل كل من لجأ لها.
ويبين أنه وبالرغم من تدني ثقافة اللجوء لاستشارة المختصين في حل المشكلات، إلا أن التجربة كان لها أثر كبير في الترويج للمبادرة، وهذا دليل واضح على استفادة الكثيرين من الحلول التي تقدم لها، مما ساعد على صناعة المصداقية لدى الأغلبية والمرتكزة في الدرجة الأولى على النتائج الإيجابية والتغيير الذي تحدثه الاستشارات.