عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Mar-2020

إغلاق تام الآن - بقلم: ران روزنيك

 

اسرائيل هيوم
 
هذا واجب جماهيري اخلاقي أول في درجته ولا يوجد اي مفر: على اسرائيل أن تدخل في اغلاق تام وان تنتقل بشكل كامل الى اقتصاد الطوارئ.
كانت هناك حاجة حرجة لعمل ذلك منذ بداية الاسبوع، حين طلبت وزارة الصحة ذلك من الحكومة، وواصلت وزارة المالية الضغط (وتواصل اليوم ايضا) عدم عمل ذلك. مع أنها تعتقد أن هذا سيقلص الضرر الشديد بالاقتصاد، ولكنه من شأنه أن يجلب ضررا مخيفا لم يسبق أن رأيناه.
وحده الاغلاق التام سيعطي أملا، والذي هو ايضا ليس مؤكدا، لتلطيف وابقاء وتيرة تقدم وباء الكورونا. بهذه الطريقة سيكون ممكنا تلطيف وتيرة وصول المرضى الخطيرين جدا الى المستشفيات، والتي قد تنهار لا سمح الله اذا وصل حتى 10 الاف مريض يكونون بحاجة ماسة الى اجهزة التنفس ومعالجة مرضهم الفتاك.
لقد قال نائب مدير عام وزارة الصحة البروفيسور ايتمار غروتو هذا الاسبوع ان الدولة أمرت بشكل متأخر جدا بعزل الاسرائيليين الذين عادوا من الخارج، وذلك حين كانت اسرائيل من الدول المبكرة والمتشددة في العالم في هذا الموضوع.
وعلى حد قول غروتو يمكن حتى ان نعزو الارتفاع اليومي الحاد بالمرضى، بمن فيهم الخطيرين، لعودة الكثير من الاسرائيليين الى البلاد حتى قبل أن يلزموا بالحجر.
حتى الآن، كانت احدى المشاكل التي ظهرت في ادارة الازمة هي النقص في الفحوصات للكورونا. والمشكلة ليست فقط النقص في اطقم الفحص (التي يوجد لها الان طلب دولي لا نهاية له) بل السياسة العنيدة لبعض من قيادة وزارة الصحة التي اعتقدت لسبب ما بانه لا حاجة للاسراع في اجراء فحوصات جماهيرية لكل من يجب فحصه.
في اعقاب ذلك، منعت وزارة الصحة على مدى اسبوع اقامة منشآت “افحص وسافر” بادارة نجمة داود الحمراء، حيث كان من المخطط أن يفحص كل يوم 10 الاف اسرائيلي. وفي بداية الاسبوع فقط صحت وزارة الصحة وبدأت بزيادة مكثفة للفحوصات، والتي ستؤدي الى جمع معلومات حرجة لرسم خريطة تفشي الوباء في اسرائيل حسب المناطق، البلدات والتجمعات السكانية – مما سيسهل محاولات تلطيف حدة تفشي الكورونا.
ولكن حتى لو زيدت الفحوصات لعشرات الآلاف في اليوم، فانها لا يمكنها أن تحل الان محل الحاجة العاجلة الى الحجر التام وحظر الخروج من البيوت (باستثناء الاحتياجات الحيوية كالمعتاد).
وتصف وزارة الصحة الصراع ضد الوباء كـ “حرب” وأول امس قال البروفيسور غروتو ان تخوف الوزارة هو من عدد كبير جدا من الموتى يفوق عدد الموتى في كل حروب اسرائيل معا. واضاف البروفيسور غروتو بان العالم بعد الكورونا سيكون مختلفا جدا عما كان قبل الوباء العالمي، مثل العالم بعد كل واحدة من الحربين العالميتين في القرن الماضي. ليس أقل.
ومع ذلك، يبدو بان الرسالة القاسية والشديدة هذه لم تستوعبها بعد وزارة المالية، ولا يبدو حتى وزير الصحة يعقوب ليتسمان نفسه يستوعبها دوما. لا مفر امام وزارة الصحة غير العودة للمطالبة بالدخول في اغلاق تام، بما في ذلك منع فتح الكنس والمطاهر. حان الوقت لان يخرج ليتسمان بنداء لكل الجمهور، بما في ذلك كل الجمهور الاصولي، للانصياع الى تعليمات وزارة الصحة والقانون. وحقيقة أنه لم يسمع علنا صوت الوزير تجاه الخروقات الجماعية للاغلاق من جانب مجموعة من الجمهور الاصولي هي وصمة عار لليتسمان ولادائه الاشكالي كوزير مسؤول عن صحتنا.