عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Dec-2019

كان خطأ تعريف المبنى في دير البلح بالعسكري - ينيف كوفوفيتش

 

هآرتس
 
تبيّن من خلال تحقيق للجيش الإسرائيلي حول الهجوم الذي وقع في دير البلح اثناء عملية الحزام الأسود والتي راح ضحيتها تسعة أفراد من ابناء عائلة واحدة في الشهر الماضي، ان تعريف المنشأة كهدف عسكري كان خاطئا. وحسب التحقيق فانه لو تم تعريف المنشأة بصورة سليمة، فان هذا الهدف ما كان يجب مهاجمته في إطار العملية المحدودة.
رئيس الأركان أفيف كوخافي تسلم أول من أمس التوصيات، وأصدر في أعقابها تعليمات جديدة، مع التأكيد على طريقة إدخال الأهداف الى بنك الأهداف وكيفية المصادقة عليها. حسب التحقيق كان من الأصح أن يتم تعريف المنطقة التي قصفت كمنشأة مدنية تتم داخلها نشاطات عسكرية. وليس كمنشأة عسكرية كما عرفت بالفعل. نتيجة للتعريف الخاطئ، لم يتم بصورة صحيحة تقدير إمكانية المس بالمدنيين.
في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن الخطأ وقع في طاقم تحديد الأهداف، ولكنهم لم يبيّنوا ما الذي تسبب في ذلك. في الهجوم قتل تسعة من ابناء عائلة السواركة، من بينهم خمسة أطفال، ابناء سنتين حتى 13 سنة. التحقيق أوصى بأن يتم تحديد إجراءات عمل الطواقم المسؤولة عن صلاحية الأهداف، منذ المرحلة الأولى لاختيار الهدف والمصادقة عليه. توصية أخرى تم تبنيها هي إيجاد طريقة تعامل أكثر صحة مع المعلومات الاستخبارية، وتحديث عمل الطاقم.
فحص “هارتس” أظهر انه وحسب مصادر في جهاز الأمن فإن الجيش الإسرائيلي وفي كثير من الحالات يهاجم أهدافا للمقاومة في غزة دخلت الى “بنك الأهداف” قبل الهجوم بفترة طويلة، دون فحصها قبل المهاجمة للتأكد من عدم وجود مدنيين في المكان أو ان المكان لم يتم تحويله للسكن. شهادات نشرت لرجال سلاح الجو وصفت ثقافة “الوثوق”، وأهمية كبرى تم إعطاؤها لتجميع أهداف مع التأكيد على نوعيتها.
تحقيق الجيش الاسرائيلي أظهر ان تواجد عائلة السواركة في المكان كان معروفاً. من الجيش ورد “أن الهدف تم تجريمه بناء على نشاطات الجمع والتحليل”. وأنه “نفذت من المنشأة نشاطات عسكرية في الماضي وكذلك خلال أيام معركة “الحزام الأسود”. التحقيق العسكري وجد “أن “الهدف صودق عليه استخبارتيا في قيادة المنطفة الجنوبية في حزيران (يوليو) الماضي ومنذ ذلك الحين تم التأكيد على المصادقة عدة مرات ،كان آخرها قبل أيام من قصفها. بالرغم من ذلك يعترفون اليوم في الجيش الإسرائيلي أن التقدير كان بانه لن يصاب في القصف مدنيون. “في التحقيق اتضح انه في المنشأة التي قصفت نفذت نشاطات عسكرية ، ولكنها لم تكن منشأة مغلقة وفعليا تواجد بها مدنيون”، كتب في بيان الجيش الإسرائيلي.
كما ورد أيضا بأن “تنظيما مقاوما يحاربه الجيش الإسرائيلي قد استغل السكان المدنيين بإخفائه معداته العسكرية في اوساطهم، وعمل بصورة متعمدة داخل بيئة مدنية مكتظة”. وحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “حتى عندما يكون على الجيش أن يعمل في مثل الظروف المعقدة، فإنه سيواصل التحقيق في أحداث إصيب فيها مدنيون غير مشاركين في القتال واستخلاص العبر كما هو مطلوب”.
في الجيش الإسرائيلي ادعوا بعد الهجوم بأن المبنى “كان منشأة تدريب” للجهاد الإسلامي”. وقد قالت مصادر مطلعة على تفاصيل الحدث حينها بأن الأمر لا يتعلق ببيت العائلة، بل بأكواخ وأكوام من التراب وجدران تحيط بمنشأة التدريب. مع ذلك فإن صور المبنى من فترة ما قبل حوالي 11 شهرا والتي وصلت لـ “هارتس ” تظهر أن الأمر يتعلق بكوخ صغير من الصفيح محاط بجدار مهدم يمكن من الوصول الحر للمكان وبدون الكثبان الترابية كما هو الأمر في منشآت التدريب لمنظمات الارهاب ولكن بالمقابل ايضا لا تظهر أشياء تشير الى وجود عائلة، مثل أغراض للأطفال.
بعدما نشر بأن المعلومات عن المبنى لم يتم تحديثها قبل الهجوم، ادعوا في الجيش بانه جرى فحص آخر قبل أيام معدودة من القصف. ولكن اتضح لاحقا بأن الفحص الأخير تناول ظروف القصف ولم يتم فحص معلومات استخباراتية محدثة. جيران العائلة قالوا بعد ذلك انه في السنوات الأخيرة تم اشغال المبنى بالسكان.