عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Feb-2023

لعبة “هاجي واقي” من العالم الافتراضي إلى الواقع.. خطر يتربص بالأطفال

 الغد-تغريد السعايدة – أفواه كبيرة تخرج منها أسنان مدببة وأذرع وسيقان طويلة بألوان زاهية؛ تجذب أنظار الأطفال وتستحوذ على اهتمامهم وفضولهم بحيث يتسابقون إلى اقتنائها، ويستبدلونها بتلك “الدببة” اللطيفة والوجوه الناعمة والتي كانت تنال رضاهم سابقا.

في الأسواق، ومنذ ما يزيد على عام تقريبا، انتشرت إحدى الالعاب الإلكترونية التي تتميز بالوجوه المرعبة في تفاصيلها، ولكنها في المقابل هي دمى أطفال، بفروها الناعم الذي يجذبهم، بعد ان تحولت إلى ألعاب ملموسة في الأسواق، وبدأ الأهل ومختصون نفسيون يعبرونها “سبب مساعد لحدوث حالات نفسية ورهاب لدى بعض الأطفال”.
والدة الطفلة مايا، ذات الخمسة أعوام تقول إنها احتالت على ابنتها بشكل كبير وملفت في أحد الأسواق، بسبب إصرارها على شراء اللعبة التي تُدعى “هاجي واقي”، والتي هي عبارة عن لعبة قطنية ولكنها “مخيفة”، كما تصفها الأم، ولا تصلح لأن توضع في غرفة نوم الأطفال ولا في أي مكان، على حد تعبيرها.
وتقول والدة مايا، إن هذه اللعبة ينبغي ان لا تباع في الأسواق، وأسعارها التي في متناول اليد، تدفع الأطفال إلى اقتنائها، وقد يدفع الأهل كذلك للانصياع لهم وشرائها كونها غير مكلفة، وتُباع بأكثر من شكل.
ناديا حرز الله تتساءل كذلك، “لماذا يتم السماح للباعة باستيراد تلك الألعاب وبيعها في الأسواق، نحن الكبار شعرنا بالخوف من شكلها فما بالنا بالأطفال”، وما الهدف من خلق هكذا نماذج من الألعاب بهذا القُبح في الشكل، لماذا أصبحت مرغوبة بعيدا عن الألعاب التي اعتدنا عليها منذ عقود، وما زلنا نحتفظ ببعضها رغم مرور الزمن وتشعرنا بالأمان والطمأنينة”.
وهذا ما تؤكد عليه كذلك أحلام الحديد، حيث تقول إن الألعاب منذ ولادة الطفل “نشتريها حتى نضعها أمام عينيه ليشعر بالراحة والأمان والسعادة بملمسها وشكلها اللطيف”، وابتسامة “الدب” الجميلة، وهذا ما تعارف عليه الجميع، ولكن أن نرى ألعابا مرعبة تتسلل من شاشات الكمبيوتر بعد أن كانت ألعابا إلكترونية، والآن نراها في غرف نوم أطفالنا، فهذا أمر مرفوض ويجب على الأهل أن يكونوا هم حائط الصد لدى أطفالهم ويعيدونهم للمسار الصحيح الطبيعي الفطري.
إلكترونياً، لعبة الهاجي واقي، هي عبارة عن لعبة فيديو تتحدث عن دمية بشكل مرعب ترتكب العديد من الأعمال غير اللائقة ومخيفة لأنها لم تجد من يحبها في العالم، ومن هناك تبدأ تفاصيل اللعبة حيث يحاول هاي واقي احتضان شخصية اللاعب الافتراضية لدرجة عصره حتى ينفجر، وفي حال نفذ اللاعب من الانفجار تبدأ الكثير من الخطوات المليئة بالألغاز المخيفة وحصلت هذه اللعبة على شهرة بين الأطفال، منذ عام تقريبا.
“إما أن تقتل هاجي أو يقتلك”؛ هذه من ضمن خطوات اللعبة التي تعلق بها الأطفال فيما يتعلق باللعبة المرعبة، ومن ثم تبدأ بتكوين ألعاب غريبة الشكل وتراكيب غير منطقية ومخيفة في ذات الوقت، وتدخل الطفل في دوامة وبوابات وممرات ضيقة تتحول فيها اللعبة إلى عدو يلاحق الطفل بشكل مرعب جدا كما تم تشكيلها من قبل صانعي الألعاب.
أحد المراكز الطبية المتخصصة في العلاج السلوكي النفسي للأطفال، صرحت في منشور لها عبر مواقع التواصل، توجه فيه تحذيرا للأهل من ضرورة الانتباه إلى تلك اللعبة التي انتشرت في الأسواق ويستهين الأهل بشرائها للأبناء، وقال مختصون “انتبهوا لأطفالكم وأولادكم، منذ نصف سنه فقط، ستة أطفال توجهوا إلينا للعلاج بسب هذه اللعبة، حيث كانت الأعراض تتمثل في التبول اللاارادي وخوف وهلع والامتناع من الخروج من البيت ورفض الذهاب إلى المدرسة”.
دراسة نفسية تناولت جانب رغبة الأطفال في اقتناء تلك الألعاب تبين أن هذا يفسر مقولة “كل ممنوع مرغوب وأن العقل يتأثر بالدوبامين، وهو هرمون عصبي يرسل إشارات بين الجسم والدماغ ويعزز الشعور بالسعادة، مما يجعل البعض يلجأون للإثارة الخارجة عن الواقع والإدمان عليها تعزيزا لشعوره بنشوة العنف أو التفريغ الخارجي”.
لذلك، من الطبيعي أن تخرج تلك الانفعالات على هيئة قلق وخوف يظهر من خلال السلوكات، وتظهر شيئا فشيئا على سلوكهم الخارجي، وقد يخفي الطفل مشاعره ويكبت الخوف بداخله ليتحول إلى عدوان لاحقا أمام أي شخص يعترض طريقه، وقد يعيش بعضهم في تواصل دائم مع “هاجي” شاعرا الطفل انها دميته في كل مكان، تراقبه كي تقتله” لذلك هذا يحمل خطورة الأمر.
الاختصاصي التربوي والعلاج النفسي السلوكي موسى مطارنة يقول إن الأطفال لا يدركون ولا يعون ما هية هذه الألعاب، والعمق الذي تحمله مدلولاتها، بل ينظرون إليها كشيء غريب يجذب اهتمامهم، ويقودهم الفضول إلى اقتنائها، لذلك الأصل أن يكون هناك وعي أسري في هذا الجانب، لحماية أطفالهم من مخاطرها المحتملة على نفسيتهم وسلوكهم.
ويؤكد مطارنة أن الانعكاسات النفسية لهذه الألعاب تعتمد على طبيعة البنية الشخصية للطفل، فهناك أطفال يتأثرون سلباً، بينما آخرون قد لا يبدو عليهم أي تأثير، لكن لها مؤشرات، حيث أن الطفل الذي يفضل الألعاب المرعبة على غيرها، دليل على أنه يعاني من تأثيرات نفسية تتعلق بتربيته ونشأته وسلوكه.
كما يرى مطارنة أن ما نراه من هؤلاء الأطفال أو المراهقين انعكاس لصورة تعيش في داخلهم، ووفق نظرتهم للمجتمع، نتيجة لظروف قد مروا بها أو موقف مؤذ تعرضوا له، وحبهم لهذه الألعاب هو تعبير وانعكاس لما يشعرون به، و”علينا أن نتوقف عند هذه الأمور ولا نمضي عنها من دون تعديل سلوك ومشاعر الطفل لما لذلك من تبعات نفسية كبيرة لاحقا”.