عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Mar-2019

”ابن عربي“ للقیسي..مراجعة جریئة تکشف تناقضات ”الشیخ الأکبر“

 

عمان-الغد- بعد عشر كتب في الروایة والقصة القصیرة والحوارات الإبداعیة أصدر الأدیب الأردني یحیى القیسي كتابھ البحثي الأول بعنوان ”ابن عربي في الفتح المكي: الانتقاص من القدر المحمدي“ وذلك عن مؤسسة أونیكس للتواصل الفكري في ویلز البریطانیة.
ینشغل ھذا الكتاب كما جاء على غلافھ الخلفي بمراجعة جریئة لنتاج الصوفي الشھیر الشیخ
ّ محیي الدین ابن عربي في سفره الضخم ”الفتوحات المكیة“ إضافة إلى كتبھ الأخرى مثل:
ّالتجلیات، فصوص الحكم، الرسائل،.. وغیرھا.
ّ وتتأمل المراجعة النصوص لسبر أغوارھا فیما یتعلق بمعرفة الشیخ الأكبر الأكیدة بالحقیقة  المحمدیة، وكیف تناقضت كشوفاتھ الروحیة مع النقولات من النصوص التي وصلتھ في كتب  إضافة إلى ما وصلھ من نتاج المتصوفة السابقین علیھ.
الأحادیث التي رآھا صحیحة تماماً ّ وقد ضم الكتاب بعد المقدمة 5 فصول تناولت سیرة الشیخ وتلامذتھ وكتبھ وشیوخھ إضافة إلى ملاحظات المؤلف على ھذه السیرة.
وجاء الفصل الثاني لیناقش الحقیقة المحمدیة، بیما تناول الفصل الثالث أمثلة على الأخطاء والخطایا التي أوردھا ابن العربي بحق النبي، كما انشغل الفصل الرابع بمقارنة ابن عربي نفسھ  بالنبي، أما الفصل الأخیر فقد رصد وقوعھ في فخ مسألة ”الفاضل والمفضول“، وانتھى الكتاب بخاتمة وثبت بالمراجع والمصادر وتعریف بالمؤلف.
ّ الكتاب كما جاء في مفتتحھ نتاج سنوات طویلة من التأمل في التجربة الصوفیة الإسلامیة والانغماس في البحث والقراءة لمنجز ابن عربي تحدیداً، وھو یقدم قراءة محایدة لھ دون الوقوع تحت سطوة التضخیم والتقدیس للشیخ.
ولم یكن ھدف المراجعة انتقاد ابن عربي وتتبع ھفواتھ بل جاءت كمحاولة للفھم والتأمل، وقد أورد المؤلف بالشواھد الواضحة والدامغة من السفر الضخم في ھذه الدراسة وھو ”الفتح المكي“ ما یصیب المرء بالصدمة لحجم الإساءات التي طالت الذات المحمدیة في محاولة تبریریة من الشیخ لقبول الأحادیث المنسوبة للنبي على علاتھا دون عرضھا على القرآن الكریم والعصمة النبویة. كما انشغل الشیخ بإیراد كشوفاتھ الروحیة في محاولة منھ للتوفیق بین النقل والكشف فوقع في الأخطاء كما أشار القیسي.
أما المسألة الأخرى فھي قیام ابن عربي بمقارنة معجزات النبي بما جرى معھ شخصیاً، بحیث
بدت ھذه المعجزات أمراً عادیاً للنبي، ولا تكاد توجد معجزة أو خصوصیة للنبي إلا وھي موجودة عن الشیخ نفسھ على شكل كرامة وأكثرھا وضوحاً المعراج السماوي الذي نالھ بطریقة مشابھة تقریباً لما جرى مع النبي بل أحیاناً أكثر قوة وسطوعاً، إضافة الى تسبیح الحصى في كفھ، وقدرتھ على الرؤیة من خلف ظھره، وطیرانھ في الھواء، ومخاطبتھ من قبل الله كفاحاً، ..الخ .
كما ناقش الباحث أیضاً في كتابھ الجدید موضوع قناعة الشیخ الأكیدة بقاعدة ”الفاضل والمفضول“ التي أخذھا من شیخھ الصوفي الأندلسي ابن قسي.
الكتاب جاء في 350 صفحة من القطع الكبیر ویضم الكثیر من التفاصیل في ھذه الموضوعات وغیرھا، وھو كما یعتبره مؤلفھ الجزء الأول من سلسلة من المراجعات لـ ”الشیخ الأكبر والكبریت الأحمر“ كما وصفھ مریدوه والذي وقع في ظنھ أنّھ المھدي المنتظر أو ختم الولایة المحمدیة حتى سنوات حیاتھ الأخیرة.
یذكر أن الأدیب والباحث یحیى القیسي لدیھ تجربة طویلة في الصحافة الأدبیة والإدارة الثقافیة في تونس والأردن والإمارات، ویعمل حالیاً مدیراً للنشر في مؤسسة أونیكس للتواصل الفكري في بریطانیا، وینشغل بقراءة الفكر الدیني والتصوف الإسلامي منذ سنوات طویلة، أما في جانبھ الأدبي فھو یؤمن بالروایة العرفانیة حیث انشغلت أعمالھ كلھا بالماورائیات والروحانیات والتصوف.