عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jan-2019

تحديات رئيس الأركان الجديد

 الغد-اسرائيل هيوم

افرايم عنبر
إن الدور الاهم لكل رئيس أركان هو اعداد الجيش للحرب القادمة. وعليه فواجب على الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية أن يفكرا جيدا في أي نوع من الحرب يدور الحديث. فمنذ 1982، لم يقاتل الجيش الإسرائيلي حربا تقليدية واسع النطاق ضد خصم مسلح بالدبابات والطائرات، ولكنه حارب حروبا “صغيرة”. معظم الاحتمالات أن يتواصل هذا الميل، في ظل غياب خصوم ذوي جيوش تقليدية كبيرة. إضافة إلى ذلك هناك حاجة لتحسين الرسم البياني لنجاحات الجيش في الحروب الصغيرة. فحرب لبنان الثانية في 2006 لا تذكر خيرا، وجزء من الجولات في غزة هي أيضا لن تنتهي بحسم إسرائيلي واضح.
للحقيقة، إسرائيل ملزمة للاستعداد أيضا لحرب كبيرة. مواجهة عسكرية ضد حزب الله في لبنان ومحاولة القضاء على تهديد الصواريخ الكثيرة على إسرائيل لا تنتمي إلى صنف الحرب الصغيرة. سورية التي تلعق جراحها بعد سنوات من الحرب الأهلية، توشك على بناء جيش جديد. محظور أن ننسى بأن مصر أيضا ذات جيش تقليدي كبير ومتطور، ومن شأنها أن تغير سياستها تجاه إسرائيل إذا عاد “الاخوان” إلى الحكم. وبالتوازي فإن إسرائيل ملزمة بان تحافظ وتحسن قدرتها على أن تبث قوة إلى مسافات بعيدة ولا سيما اذا ما اضطرت لان تعالج التهديد النووي الإيراني.
إن القرار لأي حرب نستعد هو إذن، بقدر كبير رهان تاريخي عاقل. نأمل أن يراهن أفيف كوخافي على نحو صحيح. فتشخيص الحرب التالية يؤثر مباشرة على بناء قوة الجيش. في السنوات الاخيرة اهملت القوة البرية؛ فرق الدبابات أغلقت ووحدات الاحتياط في سلاح البرية لم تتدرب بما يكفي. والجدالات التي جرت مؤخرا على جاهزية الجيش الإسرائيلي تركزت اساسا على وضع القوات البرية، ويجدر الاستثمار في تحسين هذه المنظومة.
فالسيناريو اللبناني يستوجب قوة اجتياح كبرى، تتجاوز استخدام سلاح الجو، وكذا السيناريو الاقل معقولية لحرب تقليدية واسعة النطاق يستدعي استخدام القوة البرية الكبيرة والجيدة. في الجيش الإسرائيلي انطلق منذ الان الانتقاد بالنسبة للتشديد الذي وضع على النشاط الجوي القائم على الاستخبارات الدقيقة بحيث ان الامر تم على حساب بناء قدرة مناورة برية.
إن دولة صغيرة كإسرائيل، وكذا دول أكبر واغنى منها، لا يمكنها ان تبني جيشا لكل سيناريو مستقبلي معقول. وعليه فإنها تبني خليطا من القدرات يمكنه أن يواجه في أفضل شكل ممكن الحرب التالية. خليط من نظام القوات ليس قابلا للتغيير السريع، وعليه فيجب التطلع إلى هوامش الأمن. لا يوجد حل نظامي للخليط السليم. هنا أيضا، التجربة، تقويم الوضع الواعي، الحدس الشخصي لمن يقف على رأس الجيش، هي الامور الاساس.
على كاهل رئيس الأركان ملقاة المسؤولية لاستخدامه الجيش ضد الخصوم العنيفين. فاستخدام القوة يستهدف تحقيق أهداف سياسية، وهذا فن بحد ذاته. اما التوقيت، حجم القوة اللازم، عناصرها وشكل استخدام القوة العسكرية فهي مثل الأدوات في الفرقة الموسيقية التي تحتاج أقصى قدر من التنسيق.
رئيس الأركان في إسرائيل هو عضو فعلي في الكابينيت الوزاري، ومن هنا فإن رأيه مهم للغاية. قواعد اللعب في الكابينيت تختلف عن القواعد في الجهاز العسكري، حيث خدم كوخافي عشرات السنين. وقد سبق أن تعرف على اللعبة السياسية الداخلية والخارجية، ومع ذلك علينا أن نتمنى له النجاح في هذه الساحة. فالتفاهم الجيد بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية حيوي لنجاح الفعل العسكري. وفي النهاية، نذكر ان نابليون بحث دوما عن جنرالات لهم حظ. نأمل ان يكون أفيف كوخافي محظوظ. نجاحه هو نجاح الدولة.