عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Apr-2020

بأزمة كورونا .. تحمّل المسؤولية .. صورة مشرقة للمواطنة وصدق الانتماء

 

عمان - الدستور - حسام عطية - يتعرض العالم بدوله كافة اليوم لخطر فيروس كورونا، فيما كشف هذا الفيروس عن مستويات الرعاية واحتياجات المجتمعات الإنسانية وتفاوتها من بلد لآخر.
 
فالايجابية مسؤولية مطلوبة دائما في كافة مراحل الحياة.
 
وتعدّ المسؤولية الاجتماعية للأفراد والمؤسسات مطلوبة في كل الظروف ومطلوبة أكثر في الظروف الصعبة ومع كافة الأزمات والأوضاع الاستثنائية تكون هنا المسؤولية مضاعفة.
 
بدوره مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان علق على الامر بالقول» الانتماء والمواطنة ليس شعارا يرفع، أو قصيدة تلقى أو أغنية تلحن أو لوحة ترسم، هي سلوك قويم وممارسة عملية تحقق مصلحة الفرد والمجتمع بتوازن.
 
ومن أهم القيم الأخلاقية التي يجب تعزيزها، قيمة تحمل المسؤولية كما يقول مفيد سرحان مدير جمعية العفاف الخيرية: هي واحدة من أهم القيم الاخلاقية الإنسانية التي يجب ان يتمتع بها الإنسان في كل الظروف وخصوصا في الظروف الاستثنائية».
 
وأضاف «تحمل المسؤولية هو مؤشر قوي لنهضة وتقدم الأمم والشعوب والمجتمعات».
 
ويضيف سرحان أنها دليل الرقي والوعي والالتزام الذاتي. وتأكيد لادراك الشخص لدوره في الحياة. وقيامه بواجباته تماما كما يطالب بحقوقه.
 
وتحمل المسؤولية من صفات الشخص الواعي المسؤول عن تصرفاته وأقواله في كل الظروف وأينما تواجد.
 
ويوضح سرحان أن تحمل المسؤولية أمر ضروري لحياة الفرد كما هو للمجتمع والأمة والإنسانية. فالفرد جزء من كل، والأصل أنه يعطي ويأخذ ويتفاعل وهو ليس منعزلا. ومصلحته يجب أن لا تتعارض مع مصلحة المجتمع. كما أن المجتمع يجب أن يراعي المصالح الأساسية للأفراد. والمحافظة على هذا التوازن هو المقياس لنجاح الجميع.
 
ويقول سرحان: إنه لضمان تحمل الإنسان للمسؤولية يجب أن نعزز ابتداء مفهوم «الرقابة الذاتية» وهي الكفيلة بالالتزام في السر والعلن، لتصبح سلوكا ذاتيا؛ لأن الرقابة الخارجية الدائمة أمر غير ممكن وأن القوانين وحدها لا يمكن ان تضبط السلوك؛ فالقانون مهما كان قويا وشاملا يمكن التحايل عليه. كما أن العقوبات وحدها لا يمكن أن تردع في كل الاحوال.
 
ويضيف سرحان: أن بعض الظروف تشعرنا أكثر من غيرها بأهمية تحمل المسؤولية بدافع ذاتي، كالظرف الحالي الذي نعيشه بسبب انتشار فايروس كورونا. وظروف حظر التجول.
 
ومن مظاهر عدم تحمل المسؤولية التي أصبحت تقلق الجميع في هذا الظرف عدم الالتزام بالحجر الصحي المنزلي لبعض الأشخاص وما سببه ذلك من نقل العدوى لأسرهم وأقاربهم ومحيطهم بالرغم من التعليمات المشددة بذلك. الأمر الذي يؤدي الى مزيد من الإشغال والإرهاق للاجهزة الصحية المتابعة لهذا الوباء. واستنزاف للموارد والطاقات. والأخطر من ذلك ما يمكن أن ينتج عن نقل للوباء وزيادة أعداد المصابين. ومن مظاهر عدم تحمل المسؤولية أيضا عدم الالتزام بحظر التجول، وهو سلوك ينم عن روح التمرد وعدم الالتزام وانعدام الشعور بالمسؤولية.
 
ويقول سرحان: التنصل من المسؤولية مظهر خلل عند الشخص ومرض اجتماعي تعود جذوره إلى عملية التربية منذ الصغر، ودور الأسرة في غرس هذه القيمة الاخلاقية وترجمتها عمليا بما يتناسب مع المرحلة العمرية. وتعزيز ذلك بالقدوة الحسنة من الآباء والأمهات ووعي المربين إلى دورهم في غرس هذه القيمة وتنميتها.
 
وعدم تعويد الأبناء على الاعتماد على الآخرين واللامبالاة وعدم الاعتماد على النفس.
 
ويقول سرحان: إن تنمية الشعور بالمسؤولية هي مسؤولية الأسرة والمجتمع والمؤسسات التربوية.
 
ويضيف: أنه من المفيد التوعية بأهمية التربية على تحمل المسؤولية، والتحذير من الآثار السلبية المترتبة على عدم تحمل المسؤولية ودراسة أسباب ذلك ومعالجتها، والعمل عل تربية الجيل على تحمل المسؤولية.
 
ومن الوسائل التي تساعد عل ذلك إسناد بعض المهام للأطفال منذ الصغر بما يتناسب مع مراحلهم العمرية وهي مسؤولية الأسرة ورياض الأطفال والمدارس.
 
وتضمين المناهج الدراسية موضوعات تساهم في تنمية الشعور بالمسؤولية.
 
وقال إن ممارسة العمل التطوعي من أهم العوامل التي تساهم في تعزيز القدرة والاستعداد لتحمل المسؤولية.
 
وأن الشخص الذي يتحمل المسؤولية يعني أنه شخص يحترم ويقدر ذاته ويثق بنفسه ويتحلى بالشجاعة بعيدا عن الانانية ومحب للآخرين.
 
وقال سرحان: إن خطورة عدم تحمل الشخص للمسؤولية تزداد بازدياد مكانة الشخص، فكلما زادت مكانة الشخص وموقعه ومسؤولياته كان من واجبه أن يكون أكثر التزاما بمسؤولياته؛ لأن عدم تحمله لمسؤولياته يترتب عليه آثار خطيرة مادية ومعنوية. فالأصل أنه قدوة حسنة للآخرين ولا يقبل منه التنصل من مسؤولياته وعدم أدائها أو الإخلال بها. فمن أراد أن يكون قائدا ومسؤولا فعليه تحمل المسؤولية. وذلك يرفع من همة الآخرين ويشجعهم على الالتزام.
 
وأضاف سرحان: أن الشخص العاقل البالغ المدرك أكثر قدرة على تحمل المسؤولية من حيث الواقع ونظرة الآخرين له.
 
وأكد سرحان أن مشاركة الجميع في تحمل المسؤولية يعني التوازن وتوزيع أداء الواجبات وتخفيف العبء والنجاح في تحقيق الأهداف العامة.