علاء علي عبد
عمان - الغد- یشعر الكثیر من الأبناء بأنھ ینبغي علیھم خوض بعض الامتحانات قبل أن ینظر الناس لھم
كناضجین، ولیس كصغار. قدیما كان یتوجب على الذكور للوصول لھذا الأمر أن یظھروا قوتھم وشجاعتھم، وذلك لإثبات أنھم أصبحوا قادرین على حمایة النساء والأطفال، وبالتالي فھم مؤھلون
للانتقال من فئة الأولاد إلى فئة الرجال.
ما سبق لم یعد صالحا في عصرنا الحالي بعد أن أصبحت المرأة تلعب دورا یوازي إن لم یكن یفوق
ما یقوم بھ الرجل في سوق العمل وفي الحیاة ككل. وھذا ما یمكن أن یفسر تصویر الرجال في أفلام
ھولیوود وفي باقي وسائل الإعلام بأنھم یمیلون للسذاجة، فھذه رسالة مبطنة تسعى لتحجیم دور
الرجل في العصر الحالي.
ولمحاولة مساعدة الشباب على التخلص من مشاعر الحیرة التي تنتابھم سنستعرض فیما یلي عددا من العادات التي تؤدي لانتقالھم إلى فئة الرجال الحقیقیین عن جدارة واستحقاق:
• فكر بغیرك: یولد الأطفال وبداخلھم الكثیر من الفضول لاستكشاف ما حولھم ویجدون الإجابات
التي یبحثون عنھا لدى والدیھم، وعندما یصبحون في سن المراھقة یكون لدیھم تلك الإجابات
كمرجع مھم ووحید لھم. المشكلة أن البعض لا یتجاوزون تلك المرحلة لدخول مرحلة الرجال، فتصبح قناعاتھم من معلومات أخذوھا من والدیھم تناسب سنھم الطفولي مثل مبالغة المراھق بالفخر بمواھبھ وتوقعھ أن یحصل على الثناء لكل ما یقوم بھ. ھذه الأمور وما شابھھا تجعل المراھق أسیرا لتلك الأفكار وعدم السماح لنفسھ بالنظر خارجھا. لذا یجب أن یسعى المرء لتغییر نمط تفكیر من خلال التعود على الاھتمام بمشاعر الآخرین وعرض تقدیم المساعدة لمن یحتاجھا. فھذا یسمح لھ بتوسیع أفقھ والتفكیر خارج حدود عالمھ الطفولي.
• تحمل مسؤولیة حیاتك: علینا أن نعلم بأن الأولاد یحتاجون أن یحملوا المسؤولیة، حتى وإن كانوا
لا یریدون ھذا التحمل لكنھم بالتأكید یحتاجونھ. فبدون تحمل المسؤولیة فإنھم لن یتمكنوا من دخول
فئة الرجال بالشكل الصحیح. عدم تحمل المسؤولیة من شأنھ حصر الأولاد في فئة الضحایا ورغبتھم في الانعزال عن الآخرین، لكن من جھة أخرى فإن تحمل المسؤولیة أیا كان نوعھا یساعد المرء بأن یدرك قیمتھ ویساعده على توسیع أفقھ أكثر وأكثر وبدلا من الانعزال یصبح أكثر میلانا، لخوض الحیاة بشتى تجاربھا ومجالاتھا.