عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Apr-2024

الاحتلال يواصل إبادته عائلات فلسطينية بالكامل

 مجزرة "الشفاء الطبي": ارتقاء أكثر من 1500 فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود

الغد-نادية سعد الدين
 زعم الاحتلال بإبداء المرونة في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى والخاصة بعودة النازحين إلى أماكنهم في شمال القطاع، مقدماً مقترحاً جديداً على حركة "حماس" للنظر فيه، بينما يواصل عدوانه بإبادة عائلات فلسطينية بالكامل لم يعد لها أيّ وجود ويخرج مشفى آخر عن الخدمة بعد جريمة مجمع الشفاء الطبي.
 
 
ويبدو أن حكومة الاحتلال تسعى للتغطية على جريمتها التي ارتكبتها بحق "الشفاء الطبي" عبر الادّعاء بأن الوفد الصهيوني في القاهرة قام بتحديث الاقتراح الذي قدمه في المفاوضات الخاصة بصفقة تبادل الأسرى، ويتضمن مرونة أكبر فيما يتعلق بعودة سكان غزة إلى شمال القطاع.
 
وطبقاً لوسائل إعلام الاحتلال، فإن الجانب المصري سيقوم بإحالة الاقتراح الصهيوني إلى حركة "حماس" للنظر فيه، والذي جاء بعدما منح رئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، وفده للقاهرة صلاحيات أكبر من السابق في محاولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة، وفق مزاعمها.
يأتي ذلك بالتزامن مع نفي حركة "حماس" القبول بوجود عناصر أممية تراقب وقف إطلاق النار وتوزيع المساعدات الإنسانية، والذي تداولته بعض وسائل الإعلام، مؤكدة أنها تطالب بوجود الجهات والمنظمات الدولية وخاصة وكالة "الأونروا" لإيصال المساعدات والإغاثة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، عزت الرشّق، إنه في حال التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، "فالمطلوب دول ضامنة للاتفاق وضامنة لالتزام الاحتلال به، وليس عناصر للمراقبة"، مؤكداً "رفض الشعب الفلسطيني لوجود أي جهات غير فلسطينية على أرضه".
في حين ما تزال آثار المجزرة الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال في مجمع "الشفاء الطبي" ومحيطه بمدينة غزة على مدار أسبوعين، ماثلة ويتكشف هولها عقب انسحابه من المنطقة، بارتقاء أكثر من 1500 فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود، نصفهم من النساء والأطفال، وتدمير وحرق زهاء 1200 وحدة سكنية في محيط المشفى.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن حجم المجزرة الصهيونية الفعلي وأبعادها لم تكشف بعد بالكامل، إذ "هنالك مئات من الجثامين داخل المجمع وفي المنطقة المحيطة به، منها جثامين محترقة وأخرى مقطعة الرؤوس والأوصال".
وأوضح "الأورومتوسطي" أن من بين ضحايا المذبحة أكثر من 22 مريضًا على الأقل قتلوا على أسرة المستشفيات بفعل حصار الاحتلال للمجمع وتعمد حرمانهم من الرعاية الطبية والغذاء والطعام.
وأكد أنّ جيش الاحتلال تعمّد طوال فترة عملياته العسكرية عرقلة وصول الفرق الإغاثية وممثلي المنظمات الدولية إلى المجمع للقيام بمهام إنسانية أو عمليات إجلاء، بالإضافة إلى تعمده تفريغ المجمع من كوادره العاملة، وبخاصة الطبية، سواء بالإعدام أو بالاعتقال أو بالإجبار على النزوح، فيما يبقى مصير بعضهم مجهولا حتى الآن.
ولفت إلى أنّ مجمع الشفاء أصبح الآن خارج عن الخدمة بشكل كامل، بعد أن دمّر جيش الاحتلال جميع مبانيه بالتفجير والحرق، بما في ذلك ثلاجة الموتى، وساحاته وممراته الداخلية والخارجية.
وشدّد على أنّ جريمة الاحتلال ضد مجمع الشفاء الطبي، تأتي في مقدمة الخطة المنهجية والمنظمة والواسعة النطاق التي ينفذها ضد القطاع الصحي في قطاع غزة لإخراجه عن الخدمة بالتدمير والحصار، وإيصاله إلى نقطة اللاعودة، وحرمان الفلسطينيين بالقطاع من فرص النجاة والحياة والاستشفاء.
وقد أجبرت قوات جيش الاحتلال أكثر من 25 ألف مدني فلسطيني على النزوح بالقوة من مناطق سكنها في محيط مجمع "الشفاء الطبي"، بعد مارست بحق العائلات في المنطقة العديد من الجرائم، بما في ذلك القتل والاستهداف والحصار والاعتقالات التعسفية والتجويع، فضلًا عن الإضرار الشامل بالمنازل والأعيان المدنية بالتدمير والحرق.
وكان جيش الاحتلال سحب قواته وآلياته العسكرية أول من أمس من داخل ومحيط مجمع الشفاء الطبي والذي كان يعد أكبر مؤسسة صحية طبية داخل قطاع غزة، ويضم ثلاث مستشفيات تخصصية هي مستشفى الجراحة ومستشفى الباطنة ومستشفى النساء والتوليد، وتبلغ القدرة السريرية الإجمالية له 800 سرير.
وحذّر "الأورومتوسطي" من مغبة استمرار الاحتلال في محاولته لإفراغ مدينة غزة والشمال من ساكنيها وإجبارهم على النزوح قسراً نحو الجنوب، من خلال أوامر التهجير القسرية وتحت وطأة العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين والتجويع والحصار، والحرمان من مقومات الحياة الأساسية.
ويواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة بارتكاب 7 مجازر بحق العائلات الفلسطينية، أسفرت عن استشهاد 71 فلسطينياً وإصابة 102 آخرين، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية، مما أدى لارتفاع حصيلة عدوانه إلى 32916 شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء، و75494 جريحاً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وأوضحت "الصحة الفلسطينية" أن آلاف الضحايا ما يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
كما يستمر تصعيد قوات الاحتلال ضد الضفة الغربية، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الشاب الفلسطيني ربيع فيصل زكارنة (20 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال خلال اقتحامه قبل أيام لبلدة قباطية، والتي أدت لمواجهات أسفرت عن وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.