مستشار خامنئي: منفذو العملية الانتحارية ضد «الحرس الثوري» تلقوا التدريب في باكستان
محمد المذحجي
لندن ـ «القدس العربي»: تصاعد غضب كبار المسؤولين الإيرانيين من باكستان بسبب العملية الانتحارية التي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 27 من الحرس الثوري في إقليم بلوشستان (جنوب شرقي البلاد) وقامت بها جماعة جيش العدل البلوشية المعارضة لإيران والتي تتخذ من المناطق القبائلية غربي باكستان ملجأ لها.
وقال مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون العسكرية، اللواء يحيى صفوي، إن منفذي العملية الانتحارية ضد الحرس الثوري تلقوا التدريبات اللازمة في باكستان، وإن جهاز الاستخبارات والحكومة الباكستانيين يتحملان مسؤولية الحادث.
وعلى هامش مراسم تشييع جثامين قتلى الحرس الثوري، أشار اللواء يحيى صفوي إلى ضرورة أن تتحمل الحكومة والاستخبارات الباكستانية مسؤوليتهما تجاه الحكومة والشعب الإيراني والحرس الثوري.
وبين أن الأشرار المجرمين الذين نفذوا العملية الانتحارية كانوا من أحد القبائل في بلوشستان، وإنهم قد تلقوا التدريبات على تنفيذ العمليات الانتحارية في باكستان، مشدداً على أنه يجب على الدولة الباكستانية وجهاز استخباراتها أن يتحملوا المسؤولية، وأن يوضحوا للحكومة الإيرانية والحرس الثوري كيف اجتازوا الحدود.
وهاجم إسلام آباد قائلاً «لماذا يتوفر لهم مكان آمن في هذا البلد للتدريب وتنفيذ العمليات الإرهابية».
وأضاف «لقد شهدنا في الماضي أن الحدود المشتركة بين باكستان وإيران عانت من الخطر والفراغ الأمني، ولذلك فإن الإرهابيين يستغلونها كمأمن لهم، وعلى الحكومة الباكستانية أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا الموضوع».
وتابع «نظراً للشواهد والقرائن الواردة، أن هذه الزمر يتم تمويلها من قبل بعض الدول المطلة على الخليج، والتي كان مقرراً أن يزور ولي عهدها باكستان، وقد كانت لديهم أهداف مشؤومة أخرى لتنفيذها خلال الذكرى الـ40 لانتصار الثورة الإسلامية، وقد تم إحباط جميع هذه المؤامرات بيقظة الحرس الثوري وسائر الأجهزة الأمنية والاستخباراتية».
وهدد صفوي باكستان قائلاً إن «القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية والقوة البرية للحرس الثوري، ترى أن من حقها أن تعمل برسالتها في الدفاع عن أمن الحدود الإيرانية وقمع الإرهابيين المجرمين».
ولفت إلى أنهم يريدون أن تكون لديهم علاقات حسنة مع دول الجوار، ورأى أن انعدام الأمن في المنطقة يصب في مصلحة الأمريكان والصهاينة الذين تجمعوا في مؤتمر وارسو، مشدداً على أن الحرس الثوري سيقوم برد قاطع ومناسب في الوقت الذي يحدده، على المحرضين على هذا الحادث الإرهابي ومنفذيه.
وكشف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة، أنه تم تدريب المئات من العناصر الإرهابية لشن عمليات انتحارية داخل الأراضي الإيرانية.
وبعد اجتماع قادة جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري والمسؤولين الأمنيين ولجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، حذر حشمت الله فلاحت بيشة من أن البلاد في أي لحظة ممكن أن تشهد عمليات انتحارية أخرى مماثلة لما حصل الأسبوع الماضي، وقال إنه تم تدريب المئات من العناصر الإرهابية للقيام بعمليات إرهابية على الأراضي الإيرانية.
وعلى الصعيد ذاته، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفيرة الباكستانية لدى طهران، رفعت مسعود، احتجاجاً على العملية الانتحارية في إقليم بلوشستان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، بهرام قاسمي، إنه إثر الإعتداء الإرهابي الذي أسفر عن استشهاد عدد من كوادر الحرس الثوري في إقليم بلوشستان يوم الأربعاء الماضي استدعى مساعد وزير الخارجية والمدير العام لدائرة غرب آسيا في الوزارة السفيرة الباكستانية لدى طهران.
وأضاف قاسمي «تمّت الإشارة، خلال اللقاء إلى إزدياد العمليات الإرهابية ضد إيران إنطلاقاً من الأراضي الباكستانية ومنها الإعتداء الإرهابي الأخير في الطريق الواصل بين مدينتي خاش و زاهدان، حيث أبلغ احتجاج طهران وتم التأكيد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتوقع من الحكومة والجيش الباكستانيين إتخاذ خطوات حازمة وجادة ضد القواعد والنشاطات وانتشار المجموعات الإرهابية في المناطق الحدودية المحاذية لإيران، وألا تدع المجموعات الإرهابية تزعزع الأمن وتثير سوء الظن وتقوض الثقة بين البلدين أكثر مما وقع».
وتابع قائلاً إنه طلب من الحكومة الباكستانية إتخاذ خطوات سريعة ومناسبة لتحديد هويات الضالعين في الاعتداء الإرهابي الأخير واعتقالهم.
من جهتها قالت سفيرة باكستان في إيران أنها ستبلغ حكومتها احتجاج طهران.
وبهدف امتصاص غضب طهران، أعلن وزير الخارجية الباکستاني شاه محمود قريشي، أن بلاده ستوفد لجنة مختصة إلى إيران إثر الإعتداء الإرهابي الذي استهدف عدداً من كوادر الحرس الثوري.
وخلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الباكستاني مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أعرب عن استعداد إسلام آباد للتعاون في دراسة جوانب هذا الإعتداء والمكافحة المشتركة في مواجهة المجموعات الإرهابية.
وأعرب قريشي عن إدانته لهذا الإعتداء الإرهابي بشدة وعن تعازيه ومواساته لأسر الضحايا.