عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-May-2025

دمى "لابوبو" المرعبة تتحول لهوس عالمي على "السوشال ميديا"

 الغد-رشا كناكرية

 "لابوبو" دمية صغيرة (أرنب غريب بملامح مخيفة) تتحول لهوس عالمي، بل أصبحت الأكثر طلبا حول العالم وتصدرت "الترندات" العالمية على منصات التواصل الإجتماعي، وكان أبرزها "التيك توك" و"الإنستغرام".
 
 
يبدو هذا "الترند" للوهلة الأولى أمرا مضحكا وبلا أي فائدة، ولكن الحقيقة أن العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومؤثريه سارعوا إلى المشاركة في هذا "الترند" العشوائي لاقتناء هذه الدمى ووضعها كزينة وإكسسوار على الحقائب.
 
وفي زمن تسيطر فيه المنصات والشاشات على حياتنا، ظهرت العديد من "الترندات" التي بدأت تؤثر على رغباتنا وتتحكم بسلوكياتنا، والأخيرة كانت دمية بحجم صغير سرقت اهتماماتنا متجهة نحوها بشكلها الغريب وملامحها المخيفة بعض الشيء.
وغزت منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات قصيرة لردود فعل مؤثري "السوشال ميديا" ورواد المواقع وهم يحاولون معرفة ما شكل دمية "لابوبو" التي حصلوا عليها وسط غموض وترقب كبيرين، وعلى تطبيق "تيك توك"، نشر أكثر من مليون مقطع فيديو عن هذه الدمى.
إذ تباع هذه الدمى غالبا ضمن "صناديق عمياء"، حيث لا يعلم المشتري النموذج الذي سيحصل عليه، ما يضيف عنصر الفضول إليها، الأمر الذي زاد من شهرتها والإقبال عليها.
هذا وقد ظهرت دمى "لابوبو" لأول مرة في الأسواق العام 2019، لكن في العام الحالي، عادت لتنتشر من جديد بعدما ظهرت المغنية "ليسا" من فرقة "بلاك بينك" الكورية وهي تضع واحدة من هذه الدمى الصغيرة معلقة على حقيبة فاخرة وسارت على خطاها النجمة الأميركية "ريانا"، لتبدأ من هنا شهرة "لابوبو" ليقبل عليها الكبار قبل الصغار.
وتعود بداية انطلاق هذه الدمية عندما استوحى الفنان "كاسينغ لونغ"، المولود في هونغ كونغ، تصميم الدمى من الأساطير الإسكندنافية، ضمن سلسلة كتب الأطفال "ذي مانسترز" (الوحوش) التي أطلقها العام 2015.
هذا ويصل سعر دمى "لابوبو"  إلى أكثر من 30 دولارا، وقد يتجاوز المائة لبعض الموديلات على موقع العلامة التجارية الصينية "بوب مارت"، Pop Mart التي تبيعها.
وبين الملامح اللطيفة والمخيفة اجتمع العديد من الأفراد على حب هذه الدمية والإقبال على شرائها كعلامة، وهذا دليل واضح على تأثر رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتوجه العالمي واتباع "الترندات"، ما يؤكد أن "الترندات" أصبحت ظاهرة اجتماعية عابرة للأعمار والثقافات.
ولم يقف الأمر هنا، بل تجاوز المعقول ووصل إلى طوابير طويلة على الشراء تبدأ منذ ساعات الفجر في عدد من الدول منها، أستراليا وبريطانيا اللتان شهدتا إقبالا كبيرا من محبي هذه الدمى، والبعض الآخر أصبح يتنافس على اقتناء أكبر عدد منها.
وإن نظرنا للدمية، فمن حيث الجاذبية البصرية، تتميز بأسلوب فني يجمع بين الطفولة والرعب، وإضافة إلى ذلك، فإن توزيعها محدود ما يخلق حالة من الندرة تزيد الإقبال عليها والرغبة بها.
وبفضل ألوانها الجذابة وشكلها اللافت، أصبحت هذه الألعاب المحشوة، إكسسوارا للأزياء انتشر على نطاق واسع في غضون أسابيع قليلة، ولم تعد "لابوبو" مجرد لعبة، بل غدت ظاهرة عالمية أثرت على التوجه العالمي للأزياء والموضة.
ولم يكن العالم العربي بمعزل عن هذا "الترند"، إذ أخذ ينتشر بين مؤثري "السوشال ميديا" الذين سارعوا  لاقتناء هذا الدمى وتوثيق ردود أفعالهم على شكل الدمية التي حصلوا عليها، ليسير على خطاهم العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب.
الرغبة البشرية بالانضمام إلى ما هو رائج في العالم وحاجة الفرد للشعور بأنه جزء من الكل، قد تكونان الدافع الأكبر لاتباع هذا "الترند" وغيره.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن الباحثة الأكاديمية الأميركية في التصميم، جوزدي جونكو بيرك، قولها "إن مثل هذه الظواهر لا تحدث من فراغ، بل تعكس تحولات اجتماعية وتكنولوجية وثقافية، فربما تمثل "لابوبو" مهربا جماعيا من تعقيدات الحياة الراهنة إلى عالم طفولي بسيط".
ووسط إقبال الكثيرين حول العالم، عاد السؤال الذي يطرح مع كل "ترند" جديد يتصدر منصات التواصل الاجتماعي.هل نعاني من هوس "الترند"؟ أم إن "التقليد الأعمى" هو ما يقودنا لإتباع كل ما هو جديد؟