عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Dec-2019

جوردان تايمز* عماد الحمود
عمون -
تتداول أوساط إعلامية ومهتمة بالشأن العام أنباءا عن توجه إدارة المؤسسة الصحفية الأردنية لإغلاق يومية الجوردان تايمز صحيفة الاردن الناطقة بالإنجليزية منذ عام 1977, نتيجة متاعب مالية تعمقت سببها حكومات متعاقبة سيطرت على قرارات الصحف و ابعدت كفاءات و مهارات و استبدلتها بالمحاسيب و باتت الاسترضاءات والتجاذبات بعيدا عن حرفة الصحافة و مهنة الإدارة..
 
وابتليت الصحف بتدهور الأحوال ونالت القرارات الحكومية من مكانتها و أدائها و هي التي كانت تخرج مهنيين جابوا صحف العالم و رفدت من صحافييها و كتابها حكومات و وزراء و دبلوماسيين و سفراء حملوا اسم الاردن و اداروا دفة مؤسسات كبرى في العالم العربي. و بعيدا عن الأسماء، صنعت "الجوردان تايمز" عبر تاريخها سياسات و مواقف و دافعت عن الاردن و نقلت وجهات نظر الى العالم ونقلت عنها وكالات انباء و تفلزيونات عالمية، و خاطبت الأجانب من شتى المشارب وكانت رائدة في دفع سقف المعلومات و الدفاع عن الحريات و أصحاب الاختلاف. وهي وان ضعفت في السنوات الأخيرة لكنها بقيت مدرسة خرجت جيشا من الصحافيين كانوا رياديين و قيادات حيثما حلوا.
 
متاعب الصحف تفشت في كل العالم وكثير من المطبوعات غابت و اندثرت وهذا ليس جديداً، فهل نقبل أن يطال رسالة الاردن الى العالم هذا الموت المفاجئ؟! هل يجوز أن بيخفت هذا الصوت ويختفي الوجه المشرق للحكم و العلاقات الدولية لمجرد أن المخصصات المالية لا تكفي؟ و هل يمكن لمن هو غير صحافي و لا يدرك دروبها أن يتخذ قرار إغلاق صحيفة وحيدة موازنتها تقل عن أي من بنود الانفاق و ابواب الهدر المعروفة، و مقامها ليس هنا؟
 
التحولات التقنية أنتجت موتا سريريا للصحافة الورقية و لا بد من مواكبة الإعلام الشبكي التفاعلي بالقفز إلى ما هو أكثر انتشارا في عالم التطبيقات و الدخول بجرأة وتحويل الجوردان تايمز إلى تطبيق يرسل اشعارات الاخبار و بيع اشتراكات سنوية بأسعار رمزية لمدة ثلاث سنوات، مثلا، على أن تمول شركات و معلنين كلفة الجهاز ويحما اسمها، و هو ما يفتح باب الانتشار و جذب حملات الاعلان السنوية من شركات كبرى تدعم الصحيفة لأنها تؤمن ببقاء صوت بالانجليزية بعدما شطب جهابذة و طارئين، نشرة أخبار العاشرة من التلفزيون الاردني..
 
والى أن تدور عجلة الانتقال الى العالم الرقمي و السوشيال ميديا على الحكومة تقديم دعم مادي مخصص مباشرة إلى الجوردان تايمز قبل أن نفقد عزيزا نبكي على غيابه و نلوم أنفسنا عندما لانجد من ينطق باسم الاردن بلغة إنجليزية سليمة إذا كنا نريد البقاء و التكيف في مواكبة العالم و ما يحدث فيه..