عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Oct-2019

شاهد على عمان... مطاعم الشرق «ابوأحمد».. ذاكرة (70) سنة تنسج رقي أهل المدينة وضيوفها
 
عمان-الدستور-  محمود كريشان - لأنها عمان حكايات حب وورد..وثنايا مضاءة بالياسمين..وادراج عشق يصعد فوقها المحبون ليلامسوا طهرها وبراءتها المتدفقة، لتحنو القلوب وتنبض بحبها ردحا من الشوق والعشق المكنوز لجدائلها التي ستبقى تتدلى فوق الكتفين.. «عمان وناسها» .. ورقي اهلها.. عندها تشرق فينا الكلمة لتكون اجمل وارق واعذب، عندما يكون الحديث عن عبق عمان ومجدها الهاشمي.. لتكون مثل «الهيل والخيل..والقمرا» إللي نورت «ليل» ورا «ليل».
من قلب عمان النابض بالمحبة، تنهض العراقة في صورة مطعم الشرق/ ابواحمد المتسلح بالعراقة حتى يومنا هذا ويشمخ في الازقة المقابلة لمطعم هاشم الشهير وسط المدينة.. فكان «الشرق» بفكرة عمانية جميلة، حملها المرحوم «فايز» وقد عرفه زبائن المحل، بشطارته واتقانه لعمله، وعلاقته الحميمة بالمثقفين وابناء الاحزاب، كحافظ لاسرارهم.
الشرق .. ذلك المكان العماني، الذي تجسد في صورة مطعم.. كان في حقبة الخمسينيات والستينيات، موئلاً لنجوم الرياضة والفن ولاهل اليسار والشيوعيين الذين كانوا يدلفون من مقر حزبهم الى وسط البلد، في سعيهم للوقوف في ظل مطعم، يُكملون صياغة منشور، وجد ضالة الكلام في مكان عماني هادىء ووادع بعيد عن الاعين، لم يجدوا مكانا اكثر سرية من ذلك المطعم الذي يتوسط قاع المدينة منذ الخمسينيات وحتى الآن.
محمد فايز «ابوتامر» حافظ على عراقة المكان، ورفع بيرق الرفض لكافة العروض التي يسيل لها اللعاب، ليبقى «الشرق» شاهداً على سيرة مدينة، تُحب وتُعشق.. مثل النساء.. فهو جزء لا يتجزأ من ليل عمان، باجواء الروح العابقة بعطر العراقة.
مدير عام المطعم تامر محمد فايز اشار الى ان تقاليد عريقة تم الحفاظ عليها منذ عشرات السنين وابرزها طريقة اعداد صواني الكفتة والدجاج، وشواء اللحوم على المناقل التراثية وامام الزبائن، الذين يواظبون على التردد على هذا المطعم منذ سنوات طويلة بالاضافة الى الافواج السياحية التي تحرص على التقاط صور للمطعم المزينة جدرانه بصور عمالقة الفن العربي.
وهنا.. فان «الشرق» الذي يتميز بصالاته الانيقة وبعضها المكشوف على هواء عمان واخرى للعائلات، ولايزال ابرز زبائن المطعم هذه الايام هم كبار رجال الصحافة والثقافة والنخب السياسية والحزبية، وان الزبائن اصبحوا مثل اسرة واحدة نظرا لدفء اجواء المطعم وتقاليده الساحرة.