عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Jan-2019

هل تكفي منصة لمواجهة الاشاعات أم معالجة شمولية تضمن انسياب المعلومات؟
الرأي  - د.فتحي الاغوات - من المهم جدا ان نعلم ان قوة الاشاعة وانتشارها يعتمد على غموضها ومدى تأثير موضوعها في الرأي العام، لذلك يكون توفر المعلومة الصحيحة واتخاذ المصارحة والشفافية هو السبيل الاسلم للتصدي لها.
 
مجابهة الشائعات لا يمكن أن يقتصر على اطلاق منصة حكومية ترصد الاشاعة فقط، ولكن المطلوب في هذا الشأن رؤية شمولية أكبر تعالج جوانب الخلل في التصدي للشائعات تشمل الناحية الاعلامية او الاجتماعية.
 
يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور خالد الشنيكات ان موضوع الاشاعات احد اشكال الحرب النفسية، التي تؤثر على تماسك المجتمع في خلق حالة من الفوضى والارباك، فالاشاعات تنتشر في حالة عدم توفر المعلومة وعدم الوضوح ، الامر الذي يدفع الناس الى تلقي المعلومات غير الموثوقة المضللة. وأشار الى ان هنالك الكثير من الافراد يروجون للاشاعات دون ادراك منهم لمخاطرها واثرها المدمر على المجتمع.
 
وحول الاثار السلبية للاشاعات اوضح الشنيكات ان الاشاعات من شأنها ان تؤدي الى فقدان الثقة في مؤسسات الدولة الامر الذي يجعل المواطنين رهينة لمعلومات مضللة هدفها النيل والاضرار من سمعة البلد وابنائه. واكد ان توفر المعلومة الصحيحة يمثل قوة وعامل حاسم في التصدي للاشاعات ، ويعزز الثقة بالمؤسسات الرسمية ويُبعد الناس عن حالة التشكك والريبة والتوجس التي تخلق فرصة مناسبة للاشاعات.و المطلوب هو دور اكثر فاعلية لاجهزة الدولة الحكومية المعنية بتوفير المعلومة الدقيقة واتخاذ نهج الشفافية والمكاشفة.
 
الباحث والمفكر الاسلامي حمدي مراد قال ان الاشاعة ومايدور حولها تُعد من اسوأ واخطر انواع الحرب على اي مجتمع فهي تضربمعنويات الناس، وتفسد المعلومات الصحيحة فيه الى معلومات تنشئ خلافات داخل المجتمع ، موضحا انه من الممكن ان تُصعد هذه الخلافات الى درجة قد تقود المجتمعات الى صدامات -لا سمح الله- و اي مثقف لو تتبع عنوان الاشاعة في مواقع الرصد والدراسات لوجد انها من اخطر انواع الحرب، لا بل ان الحرب العسكرية لاتتقدم قبل حرب ضارية من الاشاعات تضعف الجبهة الداخيلة لهذه الدولة او تلك وتضعف الجيش وتضعف الترابط المجتمعي قبل خواض اي معركة.
 
وقال من هنا جاء تحريم الاشاعة في الاسلام وكل الاديان السماوية ، مضيفا ان استعمال الاشاعة مهما كانت المبررات او المصوغات كلها باطلة لاتقود الا للفساد وضياع للمجتمع. وطالب ان يدرك الجميع عظم الجريمة التي يرتكبها صانعو الاشاعة او مروجوها. ولا بد ان نكون جميعا في مستوى المسؤولية وان نكون جنودا في محاربة الاشاعة ومُصدريها وناقليها وناشريها، والعودة الى رشدنا هو من يجعلنا في ثقة حقيقية. وأكد ان حرب الكلمة تقود الى حرب الصدام والتفتيت والدمار.