عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jul-2019

تسویة متعثرة - مئیر شمریت
یدیعوت أحرونوت
بعد اسبوعینمن الھدوء النسبي، اندفعت غزة مرة اخرى الى حیاتنا. مرة اخرى، یزداد التوتر قبل
اسبوع من وصول المال القطري، مرة اخرى في اعقاب خطأ تكتیكي (ھذه المرة خطأنا، اطلاق النار على نشیط حماس ارسل الى الحدود بالذات كي یضبط المشاغبین على الجدار) ومرة اخرى
ترتفع النبرات الى أن جاء المصریون، ھدؤوا.. بالنسبة للدولارات التي على الطریق وكرروا الوعود لتحقیق التسھیلات التي سبق أن اتفق علیھا في الماضي، مثل ادخال الادویة الى غزة، زیادة
عدد تصاریح العمل بل وحتى بناء مستشفى.
غزة ھي حدث عضال، متواصل، لیس لھ حل جید، فقط سلسلة حلول انتقالیة سیئة وسیئة اقل.
سنغافورة لن تكون في المستقبل القریب، رغم العروض اللامعة من كوشنیر في البحرین. لا یمكن
احداث انطلاقة اقتصادیة في منطقة تسیطر علیھا میلیشیا اسلامیة سبب وجودھا ھو تحریر فلسطین ومخصصة للحرب والدمار كل بضعة اسابیع. یمكن اعطاؤھا الانفاس في اقصى الاحوال.
في قیادة حماس ما یزالون یسیرون في مسار التسویة، ولكن یوجد في المنظمة من یشعرون بان
ھذا یشبھ السیر على ماكنة السیر في المكان – حیث لا یصل المرء الى أي مكان. والتحسن في
حیاة الغزي البسیط لا یشعر بھ احد بعد، وفي القطاع یعیشون من جولة واحدة من التبرعات الى
الاخرى، وما یزالون یواصلون من الید الى الفم. التوتر الداخلي في قیادة المنظمة طفا الى السطح
في نھایة الاسبوع عندما اعطى قائد حركة حماس في شمال القطاع، فتحي حماد، الذي یعتبر
متطرفا، انذارا لاسبوع لاسرائیل كي تستجیب لمطالب حماس. احد یوسف، مقرب ھنیة وبخھ علنا:
”لغة السكاكین والاحزمة الناسفة لیست ملائمة للسیاسیین. كما أن الحدیث عن قتل الیھود بھذه اللغة یتعارض مع الدین ومع الاخلاق“.
بشكل عام، فان الحوار الداخلي في غزة یعكس فقدان الطریق. فحملة مسیرات العودة تعبت،
والجمھور فقد الاھتمام، ولكن لیس لدى احد الشجاعة لتخلیصھ من عذاباتھ. وبغیاب الافكار الابداعیة الاخرى، في یوم الجمعة القریب القادم یعتزمون تكریس المظاھرة لاحراق جماعي لاعلام اسرائیل، احتجاجا على التطبیع مع العالم العربي وصفقة القرن. قلة في العالم العربي، وحتى في اوساط الفلسطینیین أنفسھم، یتأثرون باعمال الاحتجاج الباعثة على السأم ھذه. اما التسویة كما یذكر فمتعثرة، في حرب كبیرة على المضاعفات والمخاطر التي لا رغبة فیھا، ولكن في ظروف معینة، حین یحتدم احساس الجمود، وربما مع بعض التشجیع الایراني، سیكونون مستعدین لاخذ المخاطرة. حین یبدون غارقین، یكونون مستعدین لھز الواقع.
في اسرائیل ایضا، رغم حملة الانتخابات التي تلزم نتنیاھو وحكومتھ بان تلتقط لھم الصور في فرقة
غزة والاعلان عن الجاھزیة لمعركة واسعة، فان الرغبة في المواجھة الشاملة تبقى متدنیة. تشھد
على ذلك اقوال الوزیر ھنغبي الذي تحدث عن 500 جندي قتیل امس في برنامج ”التق الصحافة“.
بالمعاییر الاسرائیلیة، فان الحدیث عن جنود قتلى ھو ما تفعلھ عندما ترید ان تخرج الشھیة للحرب
من الجمھور، لا ان تعده لھا.