عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jan-2020

في إسرائيل لا معارضة لسفك دماء المسلمين - جدعون ليفي

 

هآرتس
 
اليوم يوجد القليل جدا من الأمور التي تثير الحسد في الولايات المتحدة. واليكم أحد هذه الأمور: الانتقاد الفوري والشديد لرؤساء الحزب الديمقراطي لتصفية قاسم سليماني. في إسرائيل التي فيها كل عملية قتالية وكل تصفية تثير دائما فقط الهتاف، لا يعرفون ظاهرة كهذه. معارضة تعارض التصفية؟ بديل يستجمع الشجاعة لانتقاد عملية للجيش؟ لا توجد مثل هذه الأمور. فقط في أميركا. الرئيس الأميركي دونالد ترامب انشأ فيها عن غير قصد، معارضة لا تخاف من الوقوف ضد نشاطات حربية، وحتى لا تنتظر الى حين اتضاح الصورة. ولكن الصورة واضحة جدا: تصفية اخرى لن تكون لها أي فائدة، مثل كل التصفيات، الحاوية لمخاطر كثيرة تنتظر العالم في اعقابها.
في إسرائيل والتي لا معارضة يهودية فيها لسفك دماء المسلمين، لم يسمعوا عن أي سلوك معارض من هذا النوع. عندما يقف جو بايدن واليزابيث فيرن وبيرن ساندرز ضد تصفية أميركية، وفي المقابل بني غانتس ويئير لبيد وعمير بيرتس يهتفون لها بشكل تلقائي وأعمى مليء بالغباء – من الواضح مرة اخرى أنه يوجد في اسرائيل صوت واحد ووحيد فقط.
كم هو مثير رؤية خاتم سليماني على كف يده الميتة، المغطاة بالوحل. وكم هو غبي الانفعال من هذه التصفية. فيلي ناصر، بروفيسور اميركي من اصل ايراني في جامعة هوبكنز، الذي كان في السابق مستشارا كبيرا في وزارة الخارجية، وصف التصفية بـ “خطوة خطيرة جدا”. وقال إن القرار اتخذ دون أي تفكير بنتائجه. جميع الديمقراطيين وحتى سناتور جمهوري واحد قاموا بانتقاد هذا القرار. في أميركا لا يوجد “هدوء، هم يطلقون النار”. وفي إسرائيل بالذات يوجد. وليس فقط عندما يطلق الجيش النار، بل ايضا عندما تقوم الطائرات الأميركية بدون طيار بإطلاق النار.
ما الذي يعتقده الذين يهتفون للتصفية؟ أن تتحول إيران في اعقابها الى معتدلة أكثر وأقل خطرا؟ إلى ساعية أقل للانتقام؟ إلى أقل كراهية؟ ومن الذي سيرث من تمت تصفيته؟ فارسي يؤيد السلام؟ الاساس هو أن الخاتم اصبح في القبر. بايدن، المرشح الاقل يسارية، قال إن ترامب “رمى اصبع ديناميت في صندوق مليء بالمواد المتفجرة”. غانتس ولبيد وبيرتس ديمقراطيون لم يتجرؤوا على توجيه الانتقاد، ولو بالاشارة، للتصفية. وهذا بالضبط ما فعلوه ايضا بعد تصفية بهاء أبو العطا في غزة، التي ثبت على الفور بأنها كانت بدون فائدة. في حينه قاموا بمدح الجيش، والآن هم يمدحون ترامب على “القرار القيادي والشجاع”، حسب اقوال غانتس، الذي اثبت أنه فقط في اسرائيل، وربما في القلبين ايضا، ما زالوا يهتفون للرئيس الخطير والضار هذا. غانتس ايضا لم يفوت فرصة التذكير بأنه هو ايضا يعرف كيف يرسل خلايا تصفية، وأي فخر “مثلما لم أتردد في تصفية احمد الجعبري”. لبيد ارفق بالتهنئة المثيرة لترامب تهنئة كبيرة منه شخصيا للشرق الاوسط بأكمله. اجل، فجر يوم جديد يبزغ على المنطقة في اعقاب التصفية. فجر خطر الحرب. فجر جديد على إسرائيل لن يبزغ اذا كانت هذه هي معارضتها.
الحماس العام في إسرائيل من التصفية يضعها ثانية الى جانب ترامب وضد الديمقراطيين. هذا ليس فقط نتنياهو. في واشنطن وفي طهران ايضا يعرفون الآن بأنه ليس من المهم من سيشكل الحكومة القادمة في اسرائيل. فهو سيهتف لأي عمل عسكري للولايات المتحدة.
بدلا من طرح طريق اخرى، ضد إيران ايضا، الدعوة لتجديد الاتفاق معها الذي كان الضمانة الأفضل لأمن المنطقة، ومحاولة استخدام الدبلوماسية – إسرائيل كلها، يمين ووسط ويسار – تؤيد بحماس اثارة الحرب. رؤساء ازرق ابيض ورؤساء العمل لا يتجرأون على انتقاد الجيش الاسرائيلي، بل ليس لديهم الشجاعة لانتقاد اعمال حربية خاسرة للولايات المتحدة حتى لا يقوم الإسرائيلي اليميني الذي يؤيد الحروب والتصفيات، كما يبدو معظم الإسرائيليين، بالانتقام منهم في صناديق الاقتراع.
“في موضوع أمن الدولة لا توجد معارضة وائتلاف”، تفاخر أول أمس غانتس واثبت مرة اخرى بأن الأمن في إسرائيل هو عبادة دينية، وليس سياسة يمكن ويجب مناقشتها. وعلى ماذا توجد معارضة باستثناء كراهية نتنياهو؟.