عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Oct-2020

“عاصفة إلكترونية” تطالب بإعادة رياض الأطفال للعمل

 الغد-آلاء مظهر

 منتقلًا من أريكة إلى أخرى، غير مبال بما تروي معلمته من معلومات عن بُعد، هذا هو حال الطفل هاشم الملتحق بالمرحلة الأولى من رياض الأطفال، منذ الاسبوع الأول لبدء روضته تطبيق نظام التعلم عن بُعد.
تقول والدة الطفل هاشم “اضطررت لأخذ إجازة عمل غير مدفوعة الأجر لأبقى مع طفلي في المنزل، لمتابعة دروسه عبر المنصة الخاصة بروضته. تبذل المعلمة مجهودًا كبيرًا، لكن للأسف نسبة الاستفادة لا تذكر. لا يبدي طفلي أي اهتمام بما تقوله المعلمة”.
من أصل 20 طفلًا ملتحقين بصف هاشم، يدخل إلى الحصص ما بين 10 و12 طالبًا فقط، لكن نادرًا ما يبدي الأطفال اهتمامًا بما تقوله المعلمة.
هذه الحالة تسببت بإحباط للمعلمة والأهل، تقول والدة هاشم “مفروض ان ابني يتعلم يمسك القلم ويتعلم أصوات الأحرف. للأسف إحنا مكانك سر”.
ليس هاشم حالة استثنائية، فمع إدراك الأهالي والمعلمين عدم جدوى التعلم عن بُعد لمرحلة رياض الأطفال، التي فرضتها الحالة الوبائية جراء جائحة كورونا في المملكة، انطلقت أول من أمس عاصفة إلكترونية تحت شعار “افتحوا الروضات” نظمتها الحملة الوطنية لفتح رياض الأطفال.
وضمن وسمي “حقي في روضتي” و”افتحوا روضات”، اللذين تم تداولهما على موقعي التواصل الاجتماعي “توتير” و”فيسبوك”، طالب مغردو الحملة من أولياء أمور الجهات المعنية بإعادة النظر في قرار إغلاق رياض الأطفال لنهاية العام الحالي.
وقالوا إن هذا القرار في حال استمراره سـ”يكون له نتائج غير محمودة على هذه الفئة العمرية، قد يصعب تلافيها مستقبلًا”، مستعرضين لأبرز التغيرات التي طرأت على سلوكات أطفالهم، عقب تغيبهم القسري عن روضاتهم متمثلة بالبكاء المستمر والعزلة والانطواء وعدم الرغبة بالمشاركة والتفاعل مع الآخرين.
ودعوا إلى فتح رياض الأطفال بأسرع وقت ممكن، كون هذه المرحلة تُعد الركيزة الأولى لتأسيس قاعدة التعليم للمرحلة الابتدائية، لأن إنجاز الطفل في هذه المرحلة يعتمد على رصيده المعرفي والمهاراتي والسلوكي، الذي اكتسبه في رياض الأطفال.
مديرة روضة ومنسقة الحملة الوطنية لفتح رياض الأطفال، ديما القيسي، قالت إن الغياب القسري للأطفال عن رياض الأطفال “يتسبب لهم بمشاكل سلوكية وتشتت انتباه، فضلًا عن العزلة والانطواء”.
وأوضحت أن هذه السلوكات غير المرغوب بها، كانت السمة الأبرز لدى الأطفال، الذين انقطعوا عن مرحلة رياض الأطفال العام الدراسي الماضي، بعد قرار تعليق دوام المؤسسات التعليمية منذ منتصف آذار (مارس) الماضي.
وأشارت القيسي إلى أن عملية التعليم عن بُعد، تعرض الأطفال لـ”الخطر”، خصوصًا إذا اضطر أولياء الأمور العاملين اللجوء إلى الحضانات المنزلية، بديلًا عن رياض الأطفال المرخصة كالتحرش والتنمر والعنف.
وتابعت أن الحضانات ما تزال أبوابها مفتوحة، رغم أنها تستهدف ذات الفئات العمرية، وتطبق نفس الشروط والبروتوكول الصحي، الذي تطبقه رياض الأطفال، لافتة إلى أن هذه الفئة العمرية، بحسب الدراسات العالمية، هي أقل عرضة للإصابة ونقل العدوى بفيروس كورونا المستجد. وأكدت القيسي أن جميع الدراسات توصي بعدم جلوس الأطفال أمام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، لكن في ظل تطبيق التعليم عن بُعد، كيف لنا أن نحمي أطفالنا من أخطارها على صحتهم العقلية والنفسية والجسدية؟