عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Oct-2023

معلمون يرسخون في نفوس الطلبة حب فلسطين بالتعبير والكتابة

 الغد-منى أبوحمور

 لم يقتصر الدعم لفلسطين وما يحدث من عدوان وحشي في قطاع غزة، على طلاب الأردن وحدهم، بل امتد إلى كثير من الدول العربية، حيث عبر الطلاب من الفئات العمرية كافة، عن تضامنهم الإنساني من خلال التعبير في الدراسة والكتابة عن معاناة الشعب الفلسطيني، ليصبح لسان حالهم المطالبة بالحرية ووقف المجازر الحاصلة.
 
 
وساهمت الأحداث التي شهدها قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، في إحداث التغيير وتشكيل الوعي بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتقديم قصص بطولية افتقدها الصغار والكبار منذ زمن، وربما كانت غائبة عن آباء عند تربية أبنائهم وتشكيل وعيهم.
 
ساهمت المدرسة في تنمية وعي الأجيال الجديدة بالقضية الفلسطينية، وفي إبراز وحشية الاحتلال، وتزود الطلاب بكل مل يلزم بما يساعدهم على فهم ما يحدث، وليكونوا أكثر وعيا بالظلم الحاصل، وتنمية روح التضامن والمسؤولية لديهم.
هذا الاهتمام، ظهر جلياً في أحاديث الطلاب وتفاصيل يومهم، والنقاش المستمر حول الأحداث والتعبير عن حبهم لفلسطين في جمل إنشائية وعبر حصة التعبير وحتى بالرسومات والطابور الصباحي.
مشاهدات ومتابعات أولياء الأمور واهتماماتهم السياسية، اكتسبها الأبناء منذ العدوان على غزة، وانعكست على دفاترهم المدرسية وواجباتهم اليومية، فقد أصبحت فلسطين، غزة، أطفال فلسطين والمقاومة  عناوينهم وجملهم وتعبيرهم عن الغضب لما يحدث في فلسطين.
تلك الأماني النقية كقلوبهم والدعوات الصادقة؛ وجهتها جهود معلمات ومعلمين، حيث نشروا الوعي الحقيقي حول القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين منذ النكبة وحقهم في العودة، الذي لن يتنازلوا عنه أبدا.
هذا ما حاولت أن تقوم به التربوية إيمان عريقات من خلال مجموعة من التدريبات الصفية في اللغة العربية مزجت من خلالها آراء الطلبة بالقضية الفلسطينية وما يعرفونه عن الفلسطينيين وتوظيفها في جمل مفيدة.
طرحت عريقات سؤالا طلبت خلاله من الطلبة توظيف كلمات غزة، المقاومة، أطفال فلسطين، كيان الاحتلال في جمل مفيدة لتتفاجأ بدورها بالجمل التي عبر الأطفال من خلالها عن تضمانهم مع غزة، وإيمانهم بالقضية الفلسطينية.
وتقول عريقات: "طلابي أثلجوا صدري بما كتبوا عن فلسطين"، مشيرة إلى بعض ما كتبوه من جمل "سنصلي يوما في القدس"،"سيحرر الشهداء فلسطين بدمائهم"، "سندافع عن حقنا في فلسطين إلى يوم القيامة".
في الوقت الذي استوقف خالد عادل سؤال معلمة اللغة العربية الذي أنهت به أسئلة الامتحان، مطالبة بالتعبير عن المشاعر عندما يسمع وقع كلمات معينة ترتبط بما يحدث في قطاع غزة.
يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال، أخذ وقتا طويلا من التفكير ولعل المشاعر التي جاشت في صدر خالد، صوت استغاثة الأمهات في غزة، مكتفيا بكتابة "لا يمكن للكلمات وصف هذه المشاعر.. اللهم انصر أهل غزة".
في حين، لفتت سجود عطية معلمة التربية الوطنية، إلى رغبتها الكبيرة في تعريف طلابها تاريخ نضال الفلسطينيين وتهجيرهم قسرا من بيوتهم وأراضيهم على أمل العودة إلى بيوتهم التي ما يزالون ينتظرونها إلى اليوم.
في زاوية داخل الصف عرضت عطية جانبا من النثريات والأواني التراثية، التي تعرف بتراث وأصالة وعراقة الدولة الفلسطينية، وكان ضمن تلك المقتنيات والنثريات مفتاح قديم وقنديل منذ العام1970، المنجل الصغير كان للقمح والفلاحة، والنحاسيات أثريات كان يحضرها التجار من التجار عبر المرفأ.
من جهتها، أكدت التربوية تسنيم رحاحلة الدور الكبير للمعلمين في هذا الوقت، لرفع وعي الطلبة بالقضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب اليوم في قطاع غزة من عدوان وحشي وجرائم حرب حتى يعي الأطفال حجم الظلم الكبير وحتى لا ينسوا يوما قضيتهم.
ووفق الرحاحلة، فإن المعلم في هذه الأيام العصيبة التي تمر على الأمة بأجمعها، يقوم بتوظيف القضية الفلسطينية في الدراسة والكتابة وتمكين الطلبة تاريخيا وسياسيا ليعوا من هو عدوهم ويعرفون أنهم هم أصحاب الحق والقضية.
وتشير الرحاحلة، إلى أنه ما يتم تداوله أن هذا جيل الإنترنت الذي لا خير فيه، فهذا كلام غير صحيح فالخير بهذا الجيل الذي يجب أن يوظف مهاراته على الإنترنت والأجهزة الذكية، بتدشين حملات توعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي يستخدمها الطلاب وكذلك تمكينهم من التعبير عن آرائهم. ويوافقها الرأي التربوي خالد الحديدي، الذي يناشد زملاءه المعلمين من جهة وأولياء الأمور من جهة أخرى، بضرورة أن يعرف الطلبة رواية القضية الفلسطينية من منبعها الصحيح ومن خلال معلميهم وأسرهم، وألا يتركوا للمعلومات المغلوطة التي تزدحم بها الشبكة العنكبوتية.
ليس طلاب الأردن وحدهم من جعلوا القضية الفلسطينية بوصلتهم والدعاء لغزة هدفهم الوحيد ونصرتهم غايتهم، فالحال ذاته، ينطبق الطلابفي الدول العربية كافة، فما يملك هؤلاء الأطفال أمام مشاهد الموت المتتالية وحجم الدمار الكبير الذي يواجهه أقرانهم في غزة وفلسطين سوى التعبير في الدراسة والكتابة عن غزة ورجالها ونسائها وأطفالها، وكذلك المقاومة التي أصبحت اليوم لسان حال الأطفال الذين ينشدون الحرية لأهالي فلسطين.