عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Nov-2019

الانتخابات الفلسطينية - بقلم:شمريت مئير

 

يديعوت أحرونوت
 
الاهتمام المحدود منذ البداية بما يجري في الساحة الفلسطينية يقل هذه الايام اكثر بكثير، حين تكون المنطقة بعمومها – من العراق وحتى لبنان – تعتمل، والاسرائيليون مشغولون في الطريق السياسي المسدود خاصتهم (لتشكيل حكومة). ولكن من تحت السطح توجد حراكات مهمة كفيلة بأن تؤثر جدا على الواقع في السنوات القريبة القادمة. واذا اجملنا الاحداث الاخيرة في جملة واحدة: الكل يحث الخطى استعدادا لما بعد ابو مازن.
ظاهرا، لم يحصل أي شيء دراماتيكي. ابو مازن لا ينازع الحياة او ينزل في المستشفى، ولكن الزمن يمر والشائعات عن وضعه الصحي تشتعل من جديد كل بضعة اسابيع. وهو سيحتفل بيوم ميلاده الـ 84 بعد عشرة ايام، فيما هو مريض بالسرطان، يعاني من الاكتئاب ويكثر من التدخين، بعد بضع محاولات غير ناجحة للتوقف ، حسب الشائعة، عزي للمشاكل التي يثيرها له ترامب. صحيح أن صفقة القرن، التي ركز على احباطها جل طاقته في السنتين الاخيرتين، شطبت عن جدول الاعمال، ولكن الوضع الاقتصادي في الضفة في تراجع، والحركة الوطنية الفلسطينية بعد نحو 15 سنة يسمي فيها نفسه “رئيس دولة فلسطين”، توجد في احدى النقاط الادنى في تاريخها.
بشكل عبثي، فان ضعف ابو مازن وسنه بالذات منعا صراع خلافة مبكر او محاولات الاطاحة به، انطلاقا من الافتراض بان الطبيعة ستفعل فعلها. ولكن من ينبغي له ان يستعد، منذ بضع سنوات، انها “حماس”، فبعد سنوت من المعالجة المتفانية من جانب اسرائيل واجهزة الامن الفلسطينية، لا توجد لها تماما تقريبا قوة عسكرية في الضفة. وكنتيجة لذلك، فانهم يفهمون بانهم لن ينجحوا هذه المرة بالقوة، فيسعون الى السيطرة على الامر من خلال خليط من الديمقراطية والاجراءات – انتخابات للبرلمان، تأمل حماس في أن تنال الاغلبية فيها، وربما عبرها السيطرة ايضا على الرئاسة، إذ انه في حالة تعطل قدرة الرئيس على اداء مهامه، فإن رئيس البرلمان يصبح رئيسا مؤقتا.
من الصعب أن نقدر ما هي القوة الانتخابات الحقيقية لحماس، فاستطلاعات الرأي العام في السلطة الفلسطينية من الموصى به ان تعتمد بحذر، إذ ان هذه ليست ديمقراطية، والمشاركون في الاستطلاعات شكاكون. ففي الانتخابات الاخيرة، في 2006، حققت حماس انتصارا مدويا، ولكن هذا كان قبل السيطرة بالقوة على قطاع غزة وحمله الى وضع من المجاعة. كثيرون جدا في الضفة محبطون وممتلئون بالنقد على ابو مازن، والسلطة، والفساد، ولكن مشكوك اذا كانوا ينظرون جنوبا الى غزة، ويريدون مثلها.
في فتح ايضا لا جديد عاصف، في اقصى الاحوال، عودة الى تسعينيات الثنائي رجوب ودحلان. كلاهما لم يعودا الشابين النشطين والمشاغبين اللذين كانا، ولكن أيضا لا ينتميان الى عصبة الشيوخ من تونس. الرجوب يعتبر قوي في الميدان، بل ويتمتع بصورة جماهيرية رفيعة في اعقاب انشغاله بقضايا كرة القدم. اما دحلان فيوجد في المنفى منذ سنين، ولكن جذوره في غزة، ويبدو أنه يحظى ايضا بدعم سياسي من الرئيس المصري السيسي – ما يعكر صفو الاجواء بين مصر وابو مازن.
عداء مرير مثل هذا الذي يكنه ابو مازن لحماس، عداء سببه جوع غزة، لن يكون بعده. كل زعيم فلسطيني آخر سيحاول رأب الصدوع في الشعب الفلسطيني، بالقدر الممكن على الاقل. في كل الاحوال، فان الساحة الفلسطينية معقدة ولكن المعروف أنه في السنوات الاخيرة تظهر بوادر تشي بأن التغيير قادم.