عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Mar-2019

افتتاح متحف قطر الوطني: 11 صالة عرض للاکتشاف والإبداع والتفاعل المجتمعي
ھشال العضایلة
الدوحة –الغد-  افتتح وسط حضور عالمي أول من أمس، في العاصمة القطریة الدوحة متحف قطر
الوطني برعایة الشیخ تمیم بن حمد بن خلیفة آل ثاني أمیر دولة قطر.
ویروي المتحف الوطني قصة قطر منذ نشأتھا الجیولوجیة قبل ملایین السنین إلى وقتنا الحاضر في شكل رحلة زمنیة یخوضھا الزائر عبر 11 صالة عرض تمتد على مسافة 5.1ٍ كم في مسار ّمتعرِج.
ً وتتمیز كل صالة بشخصیتھا المستقلة وبیئتھا المتكاملة، إذ تروي كل واحدة فصلا من فصول
 من الوسائل المختلفة تتنوع بین الموسیقي والشعر والمرویات قصة قطر عبر مزیج ممیٍز
التاریخیة والروائح المثیرة للذكریات والمقتنیات الأثریة والتراثیة والأعمال الفنیة المصممة َعرض على جدران الصالات خصیصا للعرض في المتحف، إلى جانب الأفلام الفنیة التي تُ
بأحجامھا الھائلة، وغیر ذلك من الوسائل.
ّ ویمنح المتحف صوتا لقطر للتعریف بتراثھا الثري وثقافتھا والتعبیر عن طموحات شعبھا،
ویمثل مركزا للاكتشاف والإبداع والتفاعل المجتمعي، ویشكل منصة غنیة بالفرص التعلیمیة
ً المتنوعة، ومنبراتعزز قطر من خلالھ رؤیتھا الثقافیة على الصعید الدولي.
ویقع في قلب متحف قطر الوطني المدھش، بمساحتھ التي تصل إلى 000.52 متر مربع (000.560 قدم مربع)، القصر التاریخي – الذي أعید ترمیمھ – للشیخ عبدالله بن جاسم آل ثاني (1880-1957 ،(نجل مؤسس قطر الحدیثة. وھو المبنى الذي كان یستخدم في العصور  اللعائلة المالكة ومقرا للحكومة، وتحول لاحقًا لمبنى المتحف الوطني القدیم، ثم السابقة مسكنً أصبح الآن المحطة الختامیة للزائر في رحلتھ داخل صالات العرض بالمتحف الجدید.
من جانبھا، قالت الشیخة آمنة بنت عبدالعزیز بن جاسم آل ثاني، مدیرة متحف قطر الوطني:
ً ”بعدما أمضینا أكثر من عقد من التخطیط والتنفیذ في بناء ھذا الصرح شكلا ومضمونًا، یسرنا الیوم ببالغ الفخر أن نرحب بالشعب القطري وضیوفنا من جمیع أنحاء العالم في ھذا المتحف التفاعلي المثیر الذي یقدم للزائر تجربة متعددة المستویات. منذ اللحظة الأولى، أدركت متاحف قطر ومعھا فریق متحف قطر الوطني ضرورة تقدیم تجربة حیة لشعبنا؛ متحف لھ قلب ینبض بالحیاة. ومن ثم، أنشأنا صالات عرض مفعمة بالحركة والصوت والألوان تستولي على ألباب الجمھور وتدفعھ للانغماس فیھا بحواسھ وعواطفھ وذھنھ. وقد بنینا محتوى إبداعیا وأصیلا شدیدا جدیدا في كل مرة یرتاد فیھا المتحف. والآن حان وقت الاكتشاف“.
الثراء سیجد معھ الزائر شیئً
استلھم جان نوفیل تصمیم المتحف الوطني من وردة الصحراء التي تنتشر في منطقة الخلیج،ّ وھي عبارة عن بلورات رملیة تكون تشكیلات زخرفیة وفنیة بدیعة على شكل الزھور تحت الرمال بسبب التفاعلات بین المعادن وبخار المیاه الجوفیة. وقد وصفھا نوفیل بأنھا ”أول تركیب معماري تصنعھ الطبیعة“. وعلى غرار وردة الصحراء، صمم جان نوفیل المتحف بأقراصھ الضخمة المتشابكة ذات األبعاد والمنحنیات المختلفة، فبعضھا رأسي یشكل دعائم للمتحف، وبعضھا أفقي یستند على غیره من الأقراص. وتحیط ھذه الأقراص بالقصر التاریخي على شكل قلادة. وفي وسط الحلقة التي تشكلھا صالات العرض من الخارج، تقع البراحة، وھي مكان مثالي لممارسة الأنشطة الثقافیة في الھواء الطلق. ویتماشى اللون الرملي للأسطح الخرسانیة الخارجیة للمتحف مع البیئة الصحراویة، لتمنح المبنى مظھرا یبدو معھ وكأنھ نبت خارج من الأرض ومتوحد معھا. ولا یقتصر وجود الأقراص المتشابكة على التصمیم الخارجي فقط، بل ً تعلن عن حضورھا داخل المتحف أیض ّ ا لتشكل ساحات متفاوتة الأحجام.
من جانبھ، قال مصمم المتحف المعماري الفرنسي جان نوفیل: ”تصمیم المتحف على شكل وردة
ّ الصحراء كان تصورا متطورا للغایة، بل كانت فكرة خیالیة. لكي نشید مبنى بأقراص ضخمة مائلة وتقاطعات وزوایا ناتئة على نحو یضاھي شكل وردة الصحراء، كان علینا أن نتغلب على ً تحدیات فنیة ھائلة. ھذا المبنى یشبھ قطر تماما في تجسیده لقمة التطور التكنولوجي، ونتیجة لذلك یقدم تجربة شاملة؛ معماریة ومكانیة وحسیة، ومساحاتھ الداخلیة لیس لھا نظیر في أي مكان آخر في العالم“. 
ّ استمر العمل على بناء محتوى المتحف أكثر من عقد من الزمان، وخلالھا نظم متحف قطر الوطني أكثر من 12 جلسة اجتمع فیھا مع العامة، ودعا إلیھا مئات القطریین للمشاركة بالقصص والمواد التي یرغبون في تقدیمھا للمتحف، كما تم الاستماع منھم إلى نوعیة المحتوى الذي یریدون رؤیتھ وسماعھ في متحفھم الوطني. كماسجل متحف قطر الوطني أكثر من 500 مقابلة مصورة روى فیھا المشاركون ذكریاتھم الشخصیة المرتبطة بقطر، لیخرج المتحف بكم ھائل من المعلومات التي ترجمھا لاحقا في شكل محتوى یمثل جوھر المتحف الجدید. كما ساعدت النقاشات المعمقة مع الخبراء المحلیین والدولیین من تخصصات مختلفة في اختیار موضوعات المتحف.
تمتد حدیقة المتحف العامة التي صممھا مھندس المناظر الطبیعیة میشیل دیسفجینز على طول 000.112 متر مربع، ویوجد بھا ممرات، وبحیرة، وتنتشر بھا النباتات القطریة الأصیلة.
وتحتضن الحدیقة ساحات تعلیمیة تفاعلیة تناسب العائلات. وفي ھذه الساحات الخارجیة، یمكن
للأطفال التعلم من خلال اللعب والاستكشاف، والتعرف على جوانب الحیاة المھمة في قطر، حیث تقدم ھذه الساحات نموذجا تعلیمیا یحاكي ما یتعلمھ الأطفال داخل المتحف.