عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jun-2020

مزامير «نتنياهو».. - محمد سلامة

 

الدستور- بدأ رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو أقواله وبياناته ومواقفه ما بين مجلس المستوطنات وما بين المتطرفين من حزب «كاحول لافان» بزعامة بني غانتس المؤدين لقرار ضم الأغوار والمستوطنات وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة،وكأنها مزامير جديدة توحي بأن قائلها يهوى الأناشيد على طريقة مزامير التوراة المئة والخمسين. 
 
آخر مزامير نتنياهو أنه اوفد رئيس الموساد يوسي كوهين إلى عدة دول عربية ويحمل رسائل إليها مفادها أن قرار الضم لا يشمل الأغوار، وبعبارة أخرى يريد أن تتفاعل معه دول الجوار وأن يتحرك رئيس السلطة لإعادة التنسيق الأمني وكأن شيئا لم يكن. 
 
مزامير نتنياهو منذ فشله في حسم جولة الانتخابات الأخيرة نجحت بتأليف حكومة هشة وضعيفة مع «كاحول لافان» بزعامة بني غانتس، ونجح بأضعاف خصومه ويتحضر لجولة جديدة من الإنتخابات،وقبلها أشبع وسائل الإعلام مزاميرا بكل الاتجاهات حتى أن الصحافة أطلقت عليه لقب ملك اليهود الأول، وكل مزاميره تعتمد على اليمين المتطرف، ويحاول جر شريحة متعاطفة معه، وكأنه يقول أنني المنقذ اليهود في هذا الزمان. 
 
الصحافة العبرية تناولت تصريحاته المتكررة ضد العرب وضد من يخالفه الرأى، ووصفتها بالهودج الذي يسير بدفع من بعض المتحالفين معه فاتحا الطريق أمام الزفة التراتيمية والمماثلة لمزامير التوراة والتي وردت على لسان سيدنا داوود علية السلام.
 
مزامير نتنياهو أخرجت حزب العمل من الساحة السياسية، وأدخلت أحزاب وقوى متطرفة واركبها على الهودج في حفلة تراتيل وترانيم باشرها يوميا مع وضد هؤلاء وأولئك، والمحصلة أن الدولة الإسرائيلية باتت كلها ترتل مزاميره في ضم المستوطنات، وتأجيل الباقي إلى مرحلة أخرى، وواضح أن الساحة الحزبية غائبة ومغيبة في مزامير تضليله اليومي. 
 
مزامير نتنياهو زادت عن المئة والخمسين، وزادت عن عيار الأناشيد لتتحول إلى قرع لطبول الحرب،واوقعت في تراتيلها دواعش التطرف الإسرائيلي، وحولت إمكانية التعايش بين شعوب المنطقة إلى كراهية دائمة واضحى العنوان الأساس لهذه المزامير،يبقى نتنياهو في السلطة وتحرق اسرائيل ومن فيها وحولها، فيما الحقيقة الناصعة للعالم كله أن أرض فلسطين ستعود حتما الى أصحابها مهما طال الزمن أو قصر.