عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2019

”لا تترکي أثرا“.. قوة عاطفیة تسیطر علی مشاهد الفیلم
 
عمان -الغد – تعرض لجنة السینما في مؤسسة عبد الحمید شومان، في السادسة والنصف من
مساء الیوم الثلاثاء، الفیلم الأمیركي ”لا تتركي أثرا“ للمخرجة دیبرا جرانیك التي اشتركت في كتابة السیناریو مع الكاتبة السینمائیة آني روزیلیني استنادا إلى كتاب ”التخلي عني“، الذي صدر في العام 2010 ،وھو من تألیف الكاتب بیتر روك.
والشخصیتان الرئیسیتان في الفیلم ھما العسكري الأمیركي المتقاعد الأب ویل (الممثل بین فوستر) وابنتھ توم ابنة الثالثة عشرة سنة (الممثلة النیوزیلندیة توماسین ماكینزي).
بعد وفاة زوجة الأب، یعیش الأب مع ابنتھ على مدى عدة سنوات سرا في غابة صغیرة تقع خارج مدینة بورتلاند بولایة أوریجون الأمیركیة في عزلة تامة، حیث یقوم بتعلیمھا كیف تتاقلم مع الطبیعة وتعیش فیھا، وذلك باستثناء دخولھما إلى المدینة لشراء المواد الغذائیة الضروریة التي یعتمدان في الحصول على المال لشرائھا عن طریق بیع الأدویة التي توزعھا القوات المسلحة الأمیركیة على المحاربین العسكریین المتقاعدین.
وتتمیز العلاقة بین الأب وابنتھ بأنھا تخلو من الجدل أو المشاحنة، ویسود علاقتھما التفاھم والمسامحة واغتنام الفرص المشتركة.
وبعد اكتشاف وجود الأب بمحض الصدفة في الغابة یعتقلھ رجال الأمن ھو وابنتھ توم ویحو ّ لانھما إلى الخدمات الاجتماعیة، حیث یقدم لھما الطعام ویوفر لھما منزلا وعملا للأب في مزرعة، فیما تلتحق الابنة بإحدى المدارس وتصادق الأطفال المحلیین. إلا أن الأب ویل لا یشعر بالارتیاح ویقرر العودة مع ابنتھ إلى الغابة، رغم اعتراض ابنتھ، ویقیمان في كوخ مھجور.
وعند خروج الأب للبحث عن الطعام ذات یوم یتزحلق ویفقد وعیھ، ثم تعثر علیھ ابنتھ وتستعین بالمارة الذین یساعدونھ ویوفرون لھما السكن وسط الغابة في مخیم یقیم فیھ بعض كبار السن، حیث یتلقى الأب العنایة من ممرض عسكري متقاعد.
وتشعر الابنة بالارتیاح في العیش وسط ھذا المجتمع المتآلف رغم إصرار الأب على العودة إلى الغابة واعتراض الابنة على ذلك.
ّ یقدم الفیلم حكایة بسیطة في ظاھرھا، لكنھا غنیة بالتفاصیل المعبرة وملیئة بالأفكار التي تكمن ما
بین السطور والتي تحتاج إلى التأمل فیھا. وربما ھذا ما أدى إلى أن یستقبل فیلم ”لا تتركي أثرا“
بثناء كبیر من نقاد السینما حول العالم، ویسجل الفیلم معدل 100 % في موقع تقییم الأفلام السینمائیة الذي یضم أكبر عدد من نقاد السینما الأمیركیین، وھو أعلى معدل یسجلھ أي فیلم من
أفلام العام 2018.
وفیلم ”لا تتركي أثرا“ من الأفلام الأمیركیة المستقلة، ویتمیز بقوة الإخراج وسلاسة السیناریو والتوازن بین القوة العاطفیة والوقع الدرامي القوي وبین بساطة الحكایة وقوة التشویق وبراعة التصویر في تقدیم العرض البصري الواقعي لمشاھد الفیلم المصورة في معظمھا وسط الغابات.
كما یتمیز بالأداء الواقعي للممثلین، وفي مقدمتھم بطلا الفیلم الممثل بین فوستر والممثلة الطفلة
توماسین ماكینزي. وبذلت المخرجة وكاتبة السیناریو المشاركة دیبرا جرانیك جھودا كبیرة لاختیار الممثلین المحترفین والھواة لھذا الفیلم وإیجاد المواقع المناسبة لتصویر مشاھد الفیلم من أجل تحقیق الأجواء الواقعیة للفیلم.
وافتتح فیلم ”لا تتركي أثرا“ في تسع من دور السینما الأمیركیة فقط في أسبوعھ الافتتاحي، ثم ازداد العدد إلى 361 من دور السینما خلال الأسابیع التالیة، وذلك مقارنة بعدد من الأفلام الأمیركیة التي تفتتح في أكثر من 4000 من دور السینما الأمیركیة. واقتصرت إیرادات ھذا الفیلم على سبعة ملایین دولار.
ومخرجة الفیلم دیبرا جرانیك فنانة متعددة المواھب تجمع بین الإخراج السینمائي والإنتاج وكتابة السیناریو والتصویر والمونتاج، ورشحت خلال مسیرتھا السینمائیة لما مجموعھ 101 جائزة سینمائیة شملت جائزة الأوسكار وفازت بأربع وأربعین جائزة شملت عددا من جوائز المھرجانات السینمائیة.