الدستور - وضعت نتائج الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة الشعب الفلسطيني وقيادته امام خيار واحد وهو: المقاومة او الاستسلام...
فهذه الانتخابات والتي تعتبر بحق بداية مرحلة، ونهاية أخرى في الصراع الفلسطيني –الاسرائيلي، صبت نتائجها في مربع الفاشية، وأعطث الثقة لنتنياهو.. لبرنامجه.. ولخططه الاستئصالية.. الفاشية القائمة على اعتبار فلسطين من البحر الى النهر»ارض اسرائيل».. فلا مكان لدولة فلسطينية، انما حكم ذاتي.. ولا عودة لتقسيم القدس.. ولا عودة اللاجئين..الخ.
هذه الانتخابات أكدت أن غالبية ما يسمى بالمجتمع الاسرائيلي هو مجتمع يميني متطرف لا يعترف بالآخر، رضع لبان الفاشية والنازية، وبالتالي لا يعترف بحق الشعب الفلسطيني بالوجود، ولا بحقه في تقرير المصير، اسوة بباقي شعوب الارض..
هذا الواقع الجديد، الذي افرزته صناديق الاقتراع، أو بالاحرى أكدت عليه، من شأنه أن يضع الشعب الفلسطيني، وقيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، امام الحقيقة المرة، التي طالما حاولت ان تغمض عينها عنها، وحاولت الا تصطدم معها، وحاولت ولا تزال الالتفاف عليها، واصرت ولا تزال على المناورة.. والمناورة فقط لكسب الوقت..ولعل وعسى.!!
ومن هنا..
لم يعد أمام هذه القيادة ترف الخيارات، وترف المناورة، وانما هو خيار واحد ملخصه: مواجهة العدوان الصهيوني الفاشي،، الذي لن يمهل الشعب الفلسطيني، ولن يمهل القيادة الفلسطينية، وسيعمل فوراعلى تنفيذ خططه ومخططاته التي لخصها ما يسمى بقانون « القومية» الصهيوني..
العدوان الصهيوني يفرض على القيادة الفلسطينية تغييرا جذريا في التفكير.. وفي الاسلوب.. وفي الية العمل، يفرض استراتجية جديدة... تقوم على الخروج من مربع الاوهام، فلم يعد مكان لحل الدولتين.. ولا مكان للمفاوضات... في ظل الرفض الصهيوني المطلق بوقف الاستيطان، والاصرار على الاستمرار في تهويد القدس.. وسرقة الارض.. لتحقيق احلام «نتنياهو» كما عبر عنها في كتابه « مكان تحت الشمس»..
فالارض كل الارض لاسرائيل.. والفلسطينيون ليسوا سوى اقلية تعيش على هذه الارض، بلا امل ولا كرامة.. بلا وطن ولا ارض..ولا هوية.. تعيش على صدقات وهبات الدولة العبرية.. تعيش على اعتاب الاسياد من قوم «يهودا».. فهم وغيرهم من الاقوام ليسوا سوى «غوييم».. اي اقل من الحيوانات شأنا.. واليهود وحدهم هم «شعب الله المختار» كانوا وسيبقون...!!
القيادة الفلسطينية عليها ان تمزق الثوب الذي لبسته خلال ربع قرن.. ثوب «اوسلو».. وعليها تمزيق ورقة الاعتراف بـ»دولة « العدو الصهيوني وتمزيق اتفاقية « اوسلو» التي مزقتها دبابات «شارون « وهي تدمر المقاطعة، وتزرع السم للرئيس عرفات.. فيقضي شهيدا..شهيدا على يد الموساد وعملاء الموساد... والعودة الى المقاومة..والمقاومة فقط، وتشكيل قيادة وطنية تتولى تحديد وتنفيذ فعاليات هذه الانتفاضة، والتي نامل ان تكون النسخة الثانية من ثورة الحجارة المجيدة..
ومن ناحية أخرى نذكر القيادة الفلسطينية بتصريحات «نتنياهو» الاخيرة، قبل اجراء الانتخابات بيومين.. معلنا بانه سيقوم بضم المستوطنات المقامة في الضفة الغربية الى اسرائيل، وهو ما سيقوم القرصان «ترامب» بتأييده، بعد قراره بضم القدس للكيان الغاصب، وبعد قراره الغاء « الاونروا».. والغاء حق العودة المقدس..
ونعود ونسأل..كما سأل الرمز المبدع المقاوم غسان كنفاني..
ماذا تبقى لكم؟؟
لم يبق الا ان تنحازوا لخيارات الشعب الفلسطيني.. الى خيارات المقاومة، فهي السبيل الوحيد للبقاء... والسبيل الوحيد للجم العدوان الصهيوني.. والسبيل الوحيد لرفع السكين الصهيوني من على رقاب اطفال فلسطين..
فإما النصر.. وإما النصر..
فهو السبيل الوحيد للبقاء والعيش بكرامة.