عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Apr-2019

الحرب على المرتزقة - د.حسان ابوعرقوب

 

الدستور - يعرف مرتزقة الحروب المسلحة بأنهم من يتم تجنيدهم خصيصا للقتال في النزاع المسلح، والهدف تحقيق المغانم الشخصية (الاسترزاق) فقد يكون المرتزق ليس من رعايا أحد طرفي النزاع، فالنزاع بحد ذاته لا يمسه، ولا يدوس له على طرف، ولكنه طلبا للمال والغنيمة، يختار صفا يقاتل معه ليربح المال، والرزق يحب الخفيّة، ومحل ما تُرزق إلزق.
هذا على الصعيد العسكري والقتالي، لكن في ميدان الثقافة والعلم والأدب حتى الدين لن نعدم المرتزقة، الذي لا يحملون مبدأ، ولا ينحنون لأخلاق ولا ينقادون لقيم، ربهم الدرهم والدينار، ورسولهم الدولار، وجنتهم اليورو، يقفون مع من يدفع لهم، ومن يدفع أكثر يكسب، فلا مانع أن يكون المرتزق في صف زيد ليهاجم عبيد، فإذا دفع عبيد مبلغا أكبر واشترى الذمة والضمير بثمن بخس، تحولت القبلة، وهاجم زيد بعد أن كان معه، والتبرير دائما: اللي يوخذ أمي أقول له: يا عمي.
طبعا هؤلاء المرتزقة تفتح لهم أبواب التلفزيونات والإذاعات، وتسلط الأضواء عليهم، وتصرف عليهم الملايين، في محاولات بائسة لتشكيل رأي عام، أو السيطرة عليه، لكن لأن بضاعتهم مغشوشة، وعقولهم موبوءة، وأخلاقهم معدومة، سرعان ما ينقلبون على سيدهم الأول ليقفوا بجانب سيدهم الجديد، فالعبد إن طالت عبوديته لا يستطيع أن يستلذّ بطعم الحرية بسهولة، فيفضل أن يظلّ عبدا، حتى لو أعتقه سيده، بحث عن سيد آخر.
هؤلاء المرتزقة الذين يبيعون فكرا مزيفا وثقافة مزيفة، حتى أحكاما شرعية مزيفة لا بدّ من محاربتهم، وفضح توجهاتهم الرخيصة، وكشف زيف بضاعتهم، حتى لا يقع أبناء المجتمع فريسة سهلة لألاعيبهم؛ لأن هؤلاء المرتزقة هم تجار الأخلاق، والفكر، والثقافة، والدين، عليهم من الله ما يستحقون.