عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Mar-2019

نتنیاهو یعزز الاشتباه بتضارب المصالح من جانبه - ھارئیل عاموس
ھآرتس
 
ھذه خمس نقاط من النقاط الرئیسیة التي تظھر في المقابلة المفاجئة التي اجراھا یوم السبت الماضي رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو لشبكة الاخبار. بعد قضیة الغواصات والاسھم استدعتھ
بصورة استثنائیة إلى الاستودیو.
*نتنیاھو اعترف للمرة الاولى بعد الامتناع عن الرد والتملص طوال سنتین تقریبا، بأنھ ھو الذي
ابلغ المانیا بشأن رفع المعارضة الإسرائیلیة عن منع بیع غواصات متطورة لمصر.
*نتنیاھو صادق، ایضا بھذا الشأن، على أنھ أبعد وزیر الأمن في حینھ موشیھ یعلون ورئیس الاركان بیني غانتس عن القرار. وحتى لم یخبرھما بشأن اتصالاتھ مع الالمان بأثر رجعي.
*نتنیاھو اعترف بأن الثمن الذي حصل علیھ عن الاسھم التي امتلكھا في الشركات الأمیركیة
”سي دریفت“ و“غرافتیك انترناشیونال“ (التي تعتبر المزودة لمنتجة السفن الالمانیة تینسكروب)- علاوة على 70 % من الاستثمار الاصلي، عكس الامكانیة الكامنة المستقبلیة للاسھم.
*نتنیاھو اعترف بأن ابن عمھ، رجل الاعمال الأمیركي نتان میلكوفسكي، بقي صاحب اسھم
كبیرة في الشركة، طوال فترة طویلة بعد بیع رئیس الحكومة لاسھمھ.
*نتنیاھو أكد، بصورة غیر مباشرة ومن خلال التقلیل من أھمیة الموضوع، على أن ھذه الشركة
قامت بدور المورد الثانوي لحوض بناء السفن الالماني.
كل ھذه الاكتشافات التي تأتي للمرة الاولى من رئیس الحكومة ترتبط بشك رئیسي واحد: فوق
نتنیاھو تحلق غیمة من تضارب المصالح. لقد باع في 2010 بعد نحو سنة من عودتھ إلى منصب رئیس الحكومة اسھما لشركة تقوم بدور المزود لتینسكوب على اساس توقع ارتفاع كبیر في قیمة الشركة. قبل البیع وایضا بعد وقت قصیر منھ، نتنیاھو استخدم الضغط على جھاز الامن من اجل أن یشتري من المانیا غواصة سادسة.
بعد ذلك، قاد نتنیاھو عملیة لشراء مستقبلي لثلاث غواصات اخرى، رغم تحفظ كبار الجھات في جھاز الامن؛ في نفس الوقت ناقش شراء سفن لسلاح البحریة من حوض بناء السفن الالماني، الذي شروط المطالب العملیة بالنسبة لھا زاد بصورة مفاجئة، بصورة ترفع بدرجة كبیرة تكالیف المشروع؛ وفي السنوات 2014 و2015 ،في الوقت الذي كان فیھ ابن عمھ میلكوفسكي ما یزال ھو صاحب الاسھم الرئیسي في الشركة الأمیركیة، ایضا صادق على بیع الغواصات الالمانیة لمصر.
میلكوفسكي الممول الرئیس للدفاع القانوني عن نتنیاھو (حتى الآن) والذي نقل الیھ ایضا خلال
السنوات الاموال النقدیة، یحظى بصورة مباشرة بأرباح الشركة الأمیركیة ومن ارتفاع قیمة اسھمھا. في نفس الوقت ابن عام آخر لرئیس الحكومة، المحامي دافید شومرون، الذي یمثلھ في جمیع المواضیع القانونیة والسیاسیة، اطلع على كل ھذه الحقائق. شومرون یعالج صفقات الاسھم امام میلكوفسكي، الذي في الشركة الثانیة، الاسھم بیعت على اساس قیمتھا المستقبلیة المتوقع
ارتفاعھا.
ولكن ھذا لیس النھایة: أولا، شریك شومرون، یتسحاق مولخو (ایضا ھو قریب عائلة بعید لنتنیاھو عن طریق شومرون) ھو الذي مثل رئیس الحكومة والدولة في اتصالات سیاسیة حساسة منھا مع المانیا ودول عربیة منھا مصر. ثانیا، الشریك، إبن العم شومرون، ربط في تلك السنوات مع الوسیط میكي غنور، ومن شأنھ أن یحصل على مكاسب، كمستشار قانوني، من الصفقة التي تتسع لشراء الغواصات.
روایة نتنیاھو في قضیة الاسھم مرت بتغییرات غیر بسیطة، بخصوص مواعید الشراء ودرجة تمكنھ من الاستثمارات المشتركة مع ابن عمھ. ایضا اقوالھ امس حول ذلك تطرح اسئلة كثیرة، كما وصف غور مجیدو في ”ذي ماركر“ وآخرین.
ولكن من الجوانب الامنیة یجدر التوقف عند الجزء الاكثر اثارة في ھذه القضیة – السماح بالشراء لمصر. خلافا للادعاءات التي تسمع مؤخرا، یبدو أن مصر لم تتمكن من شراء غواصات بجودة مشابھة من دول اخرى. المصریون ارادوا غواصات المانیة متقدمة، وھذا ھو التصریح الذي منحھ نتنیاھو للمستشارة الالمانیة انغیلا میركل وفقا لاتفاق مسبق بین الدولتین، الذي یقضي بألا تبیع المانیا سلاح متطور لجیران إسرائیل دون أخذ ضوء اخضر منھا.
حسب روایة یعلون، التي نشرت بشكل موسع قبل سنتین، لیس فقط أن نتنیاھو أقصاه عن العملیة، بل إن رئیس الحكومة كذب علیھ عندما سألھ عن ذلك وحتى نفى أنھ اعطى ھذه المصادقة (في مكتب رئیس الحكومة رفضوا ادعاءات یعلون في حینھ). أمس اعترف نتنیاھو أنھ ابعد وزیر الأمن ورئیس الاركان وشرح بأن مبرر قراره السماح بالصفقة المصریة، ھو سري. ”ھناك امور حتى وزیر الأمن ورئیس الاركان لا یجب أن یعرفاھا، قال.
من الذي عرف اذا؟ المستشارون لشؤون الامن القومي یعقوب مریدور (الذي استقال في 2013 (ویعقوب نیغل والمستشار القانوني مندلبلیت (نتنیاھو شرح لھ، ھكذا یبدو، اثناء التحقیق. مندلبلیت نفى ذلك ھذا المساء). إلا أن نیغل قال في الاسبوع الماضي في مقابلة مع رادیو 103 بأنھ ”لا یوجد وضع طلب فیھ الالمان مصادقة من إسرائیل لبیع غواصات لمصر“.
الامر الذي اكده نتنیاھو أمس. ونتنیاھو نسي الرد على ادعاءات شریك آخر رئیسي في السر في
القضیة المصریة: یتسحاق مولخو نفسھ، قریب العائلة والمستشار السیاسي والشخص الذي یثق
بھ في الموضوع المصري، الذي كان مشاركا ایضا في الاتصالات مع الالمان – حسب ما نشر في ”یدیعوت احرونوت“ قبل سنتین تقریبا، فقد قام بنقل مصادقة رئیس الحكومة إلى المستشارة الالمانیة انغیلا میركل.
ھذه نقطة یصعب المبالغة في اھمیتھا. مولخو ھو شخص عادي لا یعمل كموظف دولة، الذي
التسویة بخصوص قواعد عملھ باسم نتنیاھو یشوبھا الخلل، ھذا اذا وضعنا الامور بصورة مبسطة. مولخو استقال بناء على طلبھ من وظیفتھ قبل سنتین تقریبا. بعد وقت قصیر من تفجر قضیة الغواصات التي شغل فیھا دور رئیسي شریكھ شومرون (الذي توصي الشرطة الآن بتقدیمھ للمحاكمة)، قبل لحظة من أن تناقش المحكمة العلیا في التماس یتعلق بشروط توظیفھ.
حسب ما نشر في ”الاخبار“، مولخو یعرف ومتمكن من قضیة امنیة سریة جدا اھمیتھا كما یرمز نتنیاھو، كبیرة. لیس لیعلون وغانتس أي فكرة عن صفقة لھا تداعیات على التحدیات البحریة للجیش الإسرائیلي – لا أحد یبلغ أو یشرف أو یمكنھ طرح اعتبار آخر، في مسألة تدور بشكل حصري بین رئیس الحكومة ومستشاریھ المقربین؟.
التقدیرات السائدة ھي أن نتنیاھو اختار التوقف لاجراء مقابلة في استودیوھات نشرة الاخبار للقناة 12 في نفیھ ایلان بعد أن ساد انطباع في مقر اللیكود بأن الفیلم القصیر الذي نشره یوم الجمعة لم ینجح في صد الاسئلة والتساؤلات التي طرحتھا ضده حملة ازرق ابیض بخصوص قضیة الغواصات. ولكن المقابلة التلفزیونیة ابقت اسئلة كثیرة مفتوحة ویبدو أن نتنیاھو وجد صعوبة في تقدیم روایة مقنعة كفایة في جزء من الادعاءات المطروحة في القضیة المعقدة ھذه