عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Apr-2019

الیسار یرکل العرب..لکنه یرید منهم إنقاذه - حلبي رباح
ھآرتس
 
في اعقاب الانتخابات تحول العرب في اسرائیل، كما ھي الحال دائما، الى كبش فداء – ھذه المرة بسبب المقاطعة التي كانت أو لم تكن. أولا یجب علینا القول إنھ رغم دعوة عدد قلیل من الاشخاص للمقاطعة، في نھایة المطاف نسبة التصویت بلغت 55 في المائة. وھذه نسبة التصویت المعتادة في اوساط العرب، باستثناء الانتخابات السابقة التي تجاوزت 60 في المائة بسبب توحد جمیع الاحزاب العربیة.
الوسط – یسار في المجتمع الاسرائیلي خاب أملھ من العرب، الذین لم یتدفقوا نحو صنادیق الاقتراع من اجل خلق كتلة مانعة تمنع نتنیاھو من تشكیل الحكومة. وكأن العرب یجب علیھم القیام بالعمل لصالح المعسكر العلماني – اللیبرالي، أي النخبة القدیمة التي خشیت من أن تصبح الدولة اصولیة، وأرادت اعادة السیطرة التي فقدتھا قبل عقود لنفسھا.
أولا، من الجدیر التذكیر أنھ حتى لو أن العرب صوتوا بنسبة مشابھة أو أعلى مما في الانتخابات السابقة، وحتى لو حصلوا على 15 مقعدا، فان ھذا لم یكن لیمنع تشكیل حكومة یمینیة. لأن المقاعد الخمسة الاخرى كانت ستأتي على حساب الیمین وعلى حساب الوسط – یسار. والیمین كان سیبقى مع اغلبیة اكثر من 60 مقعدا. نتائج الانتخابات الاخیرة مثل كل النتائج السابقة، تعكس التیارات العمیقة في المجتمع الاسرائیلي، وتعكس ایضا تبادل النخب بین الشرقیین والتقلیدیین والمتدینین والعلمانیین اللیبرالیین. جمیعھم یھود. على ھذه الخلفیة فان توقع الیھود اللیبرالیین العلمانیین في أن ینقذونا من زیادة اصولیة الدولة ھو توقع غریب، ولا نرید القول وقح. بشكل خاص ازاء حقیقة أنھم في المقابل یرفضون شرعیة مشاركة العرب في الحكم. ازرق ابیض حتى نفى أنھ یخطط للاستناد الى كتلة حاسمة للعرب. وحاول الابتعاد عنھم مثل الابتعاد عن النار. ھم غیر مستعدین للاعتراف بنا حتى كوسیلة لصد الیمین، لكنھم یریدون منا المشاركة في اسقاطھ.
توجد فجوة كبیرة بین الیھود والعرب في اسرائیل، وھي تزداد وتتسع. الیھود لا یدركون تماما ما ھو شعورنا، وبشكل خاص ھذه الامور صحیحة بالنسبة للاشكناز الذین یسألون لماذا نحن لا نتدفق نحو صنادیق الاقتراع من اجل تغییر وضعنا. وباستثناء حقیقة أن نسبة تصویتنا لا تشكل عامل في نتائج الانتخابات، إلا أننا نشعر بأننا خارج اللعبة ولا یمكننا التأثیر على نتائجھا. ھذا الامر یشبھ اللاعبین في مباراة كرة قدم الذین دائما یجلسون على المقاعد ولا یتم ارسالھم للعب على ارض
الملعب. دائما عشنا على ھامش المجتمع، لكن في السنوات الاخیرة الوضع ازداد خطورة. قانون ”كامنتس“ الذي استھدف تعزیز تطبیق قوانین التخطیط والبناء، بالاساس في البلدات العربیة، یخنقنا ویمنعنا من البناء في اراضینا. قانون القومیة الذي استھدف التقریر بصورة رسمیة حقیقة أننا لسنا جزءا لا یتجزأ من الدولة الیھودیة. فقط نحن ضیوف فیھا. وفي النھایة مطلوب منا التصویت في الانتخابات لممثلین لا یمكنھم المشاركة في اتخاذ القرارات – ممثلون مثل الزینة في الكنیست.
الرفض والاقصاء ونزع الشرعیة من جانب الیھود والدول تؤدي الى خیبة الأمل والاحباط والاغتراب والشعور بعدم الانتماء للمكان وللدولة. في وضع كھذا لیس غریبا أن عددا كبیرا من العرب لا یجد أنھ من الصواب التصویت في حملة انتخابیة لدولة لا تعترف بوجودھم، وأنھم لا یشعرون بأنھم جزء منھا، وتصویتھم في الانتخابات لا یؤثر على مصیرھم.
نحن حقا نعیش في الدیمقراطیة الوحیدة في الشرق الاوسط، كما یتفاخر زعماؤھا دائما، لكن ھذه الدیمقراطیة ھي للیھود فقط. ھذه دیمقراطیة اجرائیة ولكنھا غیر جوھریة، لا تشمل الاقلیات ولا تدافع عنھم مثلما ھو مطلوب في دیمقراطیة حقیقیة. أنا لا ارید الذھاب بعیدا، ولا ارید الادعاء بأننا وصلنا الى وضع قریب من الابرتھاید. وأن ھناك خطرا سیحل علینا ذات یوم. ولكن الغاء العرب من قبل الحزبین الكبیرین واحزاب الیمین، الذي تفسیره ھو أنھ لا یوجد مجال لدخول العرب الى الحكومة، یذكر بأسس العنصریة التي استند الیھا ھذا النظام.