عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Feb-2019

٢٥ مؤلِّفا.. كتاب جماعي عن الحرية في الفكر العربي المعاصر

 

 
عمران عبد الله
 
صدر حديثا كتاب "الحرية في الفكر العربي المعاصر" عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وهو خلاصة بحوث مختارة من أوراق المؤتمر السنوي الخامس للعلوم الاجتماعية والإنسانية الذي نظمه المركز في الدوحة خلال الفترة من 12 إلى 14 مارس/آذار 2016.
وتناول المؤلفون مفهوم الحرية وقضايا الفكر العربي منذ انطلاق النهضة العربية الحديثة وحتى الآن، وعالجوا الإشكالات التي تحيط بمفهوم الحرية، وطريقة مقاربة وإعادة صوغه بما يجيب على أسئلة التقدم والتنمية والحداثة في المجتمعات العربية، وكذلك علاقة مفهوم الحرية بالليبرالية والحرية الدينية والإبداع الفكري والمشروعية السياسية والدستورية، والتحرر الوطني وقضايا المرأة.
 
وافتتح فهمي جدعان بكلمة عن "الاستبداد"، مذكرا بإرث الوطنية العربية التاريخي المستمد من استبداد ذي مرجعية مدنية أو علمانية، أو استبداد مستند على فقهاء حرموا الخروج على الحاكم.
 
ويتألف الكتاب الجديد من 872 صفحة، تشمل المقدمة والافتتاحية و25 فصلا، وتضمنت أوراقه مشاركات علي مبروك وشمس الكيلاني والمنجي السرياني وعبد الرزاق بلعقروز ورجا بهلول ومهند مصطفى وعبد اللطيف المتدين، إضافة لعبد الوهاب الأفندي ومحمد أوريا وثناء فؤاد ومعتز الخطيب وسعيد أقيور ومحاسن عبد الجليل وسهيل الحبيب وأحمد مفلح وفريدريك معتوق.
 
وشارك كذلك في فصول الكتاب الذي توزعت مضامينه على ثمانية فصول، كل من علي مُولي وشاكر الحوكي ونابي بوعلي ومحمد مريني وعبد الحق هقي ومحمد الحاج محمد وسامية إدريس وخالد العسري وإبراهيم بوتشيش.
 
الحرية في فكر النهضة
في القسم الأول "سؤال الحرية في فكر النهضة وفي الإنتاج الفكري والفلسفي العربي المعاصر"، تناول علي مبروك وشمس الدين الكيلاني والمنجي السرباجي مسألة الشريعة كأداة للتحرر وتقييد السلطة عند مفكري النهضة.
 
واعتبر مبروك أن الإصلاحي خير الدين التونسي نموذج يمكن من خلاله المقارنة بين انفتاح التفكير في الشريعة عند آباء النهضة وبين ورثتهم المتأخرين.
 
وقسم شمس الدين الكيلاني النهضة لمرحلتين يجمعهما سؤال التقدم، وتناول جدل الحرية والمساواة في ميزان فكر النهضة العربية.
 
في حين تناول السرباجي معنى الحرية الذي لا يمكن تمثّله خارج انتساب الفرد لجماعة ما، محذرا من أن التنزيل السياقي لمسألة الحرية ضمن مرجعية ثقافية مخصوصة قد يكون مدخلا لتبرير الحد من الحريات باسم الخصوصية.
 
وختم عبد الرزاق بلعقروز القسم الأول ببحث في شروط إمكان العقل الحر، متناولاً حرية المفهوم الفلسفي في الفكر العربي الذي انتقد فيه غياب المعيارية الناظمة لفعل العقل وسياسة تدبير الواقع.
 
حرية الفرد
وفي القسم الثاني، حرية الفرد وسياسات الاعتراف في الفكر العربي المعاصر، تناول رجا بهلول الحرية ومعوقات الفعل ببحث "التأسيس لمفهوم ليبرالي للحرية في الفكر العربي"، مساهما في التأسيس الليبرالي للحرية في الفكر العربي الإسلامي المعاصر، ومقارنا بين عناصر المفهوم الليبرالي للحرية عند المفكرين العرب ونظرائهم الغربيين.
 
وتناول مهند مصطفى سجال سياسة الاعتراف والحرية ومسألة الاعتراف المؤسساتي والدستوري بهُوية المجموعات الثقافية والحقوق الجماعية التي رآها تطويرا لمفهوم الحرية الفردية في المدرسة الليبرالية.
 
أما عبد اللطيف المتدين فتناول في الفصل التالي مفهوم الحريات الفردية في عالمنا المتغير، مركزا على التحول النوعي الذي حدث على مستوى علاقة الفرد بالجماعة، وتصاعد دعوات الحريات الفردية بما فيها الدينية والجنسية، واستجابة بعض الأنظمة السياسية لهذه الاتجاهات الفردانية.
 
ليبرالية الحرية
وفي القسم الثالث، الليبرالية في مقاربات الفكر العربي الحديث للحرية، تناول عبد الوهاب الأفندي اقتصادات الحرية والتحرّر في صراعات الحداثة العربية، مفترضا أن مفهوم الحرية والممارسات المتعلقة به هو مفهوم حديث مصدره الغرب، وتلاه محمد أوريا الذي اقترب من الحرية في الفكر والممارسة العربيين من المنظور الرولزي للعدالة الاجتماعية كإنصاف.
 
وأسست ثناء فؤاد عبد الله بحثها في الفصل العاشر عن سؤال الحرية الليبرالية في السياق العربي، مستشهدةً بتجربة حركة النهضة.
 
حرية معتقد
وفي القسم الرابع، الحرية الدينية وحرية المعتقد، افتتح معتز الخطيب الفصل الأول بالحديث عن الحرية الدينية وقتل المرتد، مطالبا بإعادة التفكير في الاجتهاد الفقهي، وسلط الضوء على حدّ الردّة.
 
واعتبر أنه يثير كثيرًا من الأسئلة والإشكالات بخصوص الحرية الدينية والعلاقة المرجعية والتأويلية بين القرآن والسنة، كما أثار مسألة القيم الأخلاقية الثاوية خلف الأحكام الفقهية.
 
وتناول سعيد أقيور حرية المعتقد في الفصل التالي من السجال الفكري إلى التنزيل الدستوري، معتبرا أن توطين مفهوم الحرية وتبيئته في مجال التداول العربي والإسلامي اصطدما بمعوقات منهجية ومعرفية، منها دلالات المفهوم ونظرة العرب والمسلمين الارتيابية للقضايا التي حملها في نسق ولادته والمضامين التي واكبت تطوره.
 
في حين تناولت محاسن عبد الجليل الحرية في التمثلات الاجتماعية، بين الثقافة العالِمة والثقافة الشعبية من صلب الحلاج إلى إعدام محمود محمد طه في السودان أواسط ثمانينيات القرن الماضي.
 
أزمة فكر الحرية
وفي القسم الخامس، أزمة فكر الحرية في البلاد العربية، تناول سهيل الحبيب أزمة الفكر الأيديولوجي العربي في استيعاب الأنموذج الممكن تاريخيا لدولة الحريات الحديثة في البلاد العربية، وتناول أحمد مفلح قضية غياب الحرية في "عالم الفكر" العربي.
 
وتوقف فريدريك معتوق عند العصبيات آكلة الحريات السياسية، وعند التأثير الهدّام الذي تؤدّيه العصبيات في درء توطين الحريات السياسية في البلدان العربية، ومن ثمّ الالتفاف على الحداثة وعلى الديمقراطية فيها.
 
نماذج معاصرة
في القسم السادس، نماذج معاصرة من مقاربات الحرية، قدم علي الصالح موُلي مقاربة نقدية لتناول راشد الغنوشي لمسألة الحرية، معتبرا الحرية لدى رئيس حركة النهضة مستندة لمقدّمات نظرية بشأن أصل الخلق ووظيفة العمران ومسؤولية الإنسان في الإسلام في إطار منطق التعارض مع فلسفات الغرب ومبادئه.
 
وفي السياق ذاته فرّق شاكر الحوكي في الفصل التالي بين سؤال الحرية لدى الغنوشي ومنصف المرزوقي.
 
وختم نابي بوعلي القسم بتناول الطبيعة التطورية لمفهوم الحرية من خلال مشروع التراث والتجديد لحسن حنفي.
 
فضاءات الفكر والإبداع
في القسم السابع، الحرية وفضاءات الإنتاج الفكري والإبداعي، تناول محمد مريني الحرية وسياسات الرقابة على وسائط الاتصال في الفكر العربي الحديث، من وجهة نظر الخصوصية العربية المحلية المتعلقة بمجريات التحول في الوطن العربي، وكذلك المتعلقة بأبعادها الكونية على اعتبار أن وسائط الاتصال تعدّ أحد أهم المحركات للعولمة وللتغيير العالمي.
 
في حين عرض عبد الحق هقي مقاربة سوسيوثقافية لتجليات الحرية في الإبداع التفاعلي.
 
المشروعية السياسية وحرية المرأة
في القسم الثامن والأخير، أسئلة المشروعية السياسية والدستورانية والتحرّر الوطني وحرية المرأة، درس محمد الحاج محمد دلالة مقصد الحرية على المشروعية السياسية في الإسلام بمعنى الأحقية في الحكم، بينما تناولت سامية إدريس خطاب الحرية والتحرر في السياق الكولونيالي، مستشهدة بحالة الجزائر باحثة في العلاقة بين تصور الحرية في خطابات الحركة الوطنية الجزائرية والهيمنة الثقافية الفرنسية في السياق الكولونيالي.
 
وتناول خالد العسري الدستورانية المغربية في العقد الأول من القرن العشرين وإشكال الفصل بين السلطات، في وقت تناول فيه إبراهيم القادري حرية المرأة في المغرب في ضوء الجدل والتدافع بين المرجعية الإسلامية والمواثيق الدولية.
 
المصدر : الجزيرة