عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Nov-2019

ثلاثة أيّام من الحزن والفرح - كامل النصيرات

 

الدستور- نعم كسبتُ القضية على نقابتي وأعادت المحكمة الإدارية العضويّة إليّ..ولكن قبل تلك اللحظة كان هناك تفاصيل كثيرة..تفاصيل أورثتني الهمّ والغمّ والحزن والبكاء أيضاً..نعم بكيت ولن أستحي من قول ذلك..!
كان يوم السبت قاسياً عليّ..عمّي حسن سيوارى التراب..وهو كبيرنا وعميدنا ؛ وهو من شكّل جزءاً مهما من ذاكرتي..منتهى الحزن..ولكنني تذكرتُ أن في ذات توقيت طقوس الجنازة  يجب أن أكون موجوداً في رابطة الكتاب الأردنيين لإجراء القرعة بيني وبين زميلي نزار السرطاوي ليفوز أحدنا بالهيئة الإدارية..وما من حلّ إلا أن أحضر أو أفوّض خطيّا أحد الزملاء ففوضتُ الزميلة القاصّة هديل الرحامنة ..والناس تسلّم عليّ وتقول لي : عظم الله أجركم ؛ يأتي تلفون : مبروك ؛ فزتَ أنت..! أية مشاعر لحظتها..أية تداخلات بيني وبيني..والتلفونات تتوالى ..عظم الله أجركم ومبروك..وأنا التائه بين الحالتين..!
كنتُ أعلم أن يوم الاثنين هو يوم قرار المحكمة بقضية فصلي من النقابة وهو ثالث أيام العزاء ..لن أدعي الصمود وأنها مش فارقة معي..لا ..كنتُ على أعصابي..ومتوتراً في كثير من اللحظات..أردتُ لكلّ هذا الظلم أن ينزاح..أردتُ لتأميني الصحي أن يعود..أردت أن أعود للنشاطات الإعلامية بعد أن منعتُ نفسي عنها لشهور نتيجة القيل والقال والأثر النفسي الذي كان يكبر كلّ يوم..أردتُ أشياء كثيرة..تحققت الساعة العاشرة والنصف صباحا حينما تمّ ابلاغي بأنني كسبت القضية..مبروك..ولن أنسى جملة المحامي مروان سالم عندما قال لي: بس طلع القرار وسمعته من القاضي قشعر بدني..! إذا هو قشعر بدنه فماذا أقول أنا..؟
أما المحامي محمد قطيشات فذاك حكاية أخرى ..حكاية لو عبرت على بحر لصارت سفينة يلوذ بها من يريد النجاة..فقبل اتخاذ قرار فصلي قال لي ضاحكا: ما تخاف ؛ أنا رح أرجعك..! وعندما تم فصلي قال : قضيتك على حسابي ولن تدفع شيئاً وهي هدية مني لقامة مثلك ..ضحكت على (قامة) التي انفصلت قبل قليل..!! لن أنسى خوفه عليّ..ومواساته لي..وضحكه على قلقي وتوتري..ولن أنسى أيضاً شريكه الثالث في (مكتب الفصل ) المحامي عبد الرحمن الشراري الذي التقيته مرة واحدة وقال لي: انت راجع واللي صار معك عيب..! والآن اضحك على عودتي من الفصل على يد مكتب الفصل وكأنه (مكتب الفصل لإلغاء الفصل)..!
اليوم الثالث عزاء..يوم كبير..من المعزّين والمباركين..مئات الرسائل وعشرات الرنات التي لم استطع الرد عليها..عاجز عن شكركم جميعاً..عاجز عن حضنكم واحداً واحداً..عاجز عن فعل شيء..فقد قلت لمحمد قطيشات الصديق لحظتها وليس المحامي: أنا بكامل ارتباكي ومش عارف شو أكتب؟ فقال لي ببساطة: لا تكتب واقعد واهدأ وبس..حتى إنه رفض الحلوان..وقال لي: ما تورجيني حالك إلا بعد شهر..
وشكر الله سعيكم ويبارك فيكم ..ثلاثة أيام فاصلة من الحزن والفرح.