عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Mar-2019

عودة الشرعة يتأمل «المجتمع الشامي في العصر المملوكي»
عمّان
في هذا الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» في عمّان يدرس المؤرخ الأردني د.عودة رافع الشرعة «المجتمع الشامي في العصر المملوكي» الذي يمتد في الفترة (648-923هـ/1250- 1517م).
وأهمية قراءة تلك الفترة أنها جاءت بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي وتفسّخ دولته وانقسامها بين أبنائه وإخوته وأبناء عمومته؛ الأمر الذي أدّى إلى عدد من المشاحنات والنزاعات والحروب الداخلية التي انعكست على استقرار المنطقة وتردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للعامة.
يشتمل الكتاب الصادر بدعم وزارة الثقافة الأردنية على مقدمة تعاين الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية قبل العصر المملوكي، وأربعة فصول تتناول المماليك الأتراك (البحرية) والشراكسة، وعلماء بلاد الشام، الصوفية في بلاد الشام، والحرافيش والزعر في بلاد الشام في ذلك العصر، كما يحتوي الكتاب الذي يقع في 415 صفحة من القطع الكبير على خاتمة تلخص أهم نتائج الدراسة التي أجملها الكاتب في دور المماليك في التصدي للمغول والفرنجة، ومحافظتهم على علاقة طيبة مع العامة ولكنهم تمتعوا بامتيازات وصلت حد البذخ.
وقد حظي العلماء في تلك الفترة بالاحترام والتقدير من السلطة المملوكية، ولكن تلك العلاقة ظلت متذبذبة بين الرضا والسخط، وانحاز العلماء للعامة في كثير من المواقف، وأدت الحركات الصوفية دورا اجتماعيا وتعليميا، بينما لعبت الجماعات الشعبية، ومنها الحرافيش والزعر دورا في نشر الفوضى.
يحتوي الفصل الأول على قراءة في أصول المماليك، ووصولهم للحكم ونفوذهم السياسي والاقتصادي وعلاقتهم مع العامة، أما الفصل الثاني فيعاين أحوال العلماء ومكانتهم الاجتماعية في المجتمع الشامي، وحالتهم الاقتصادية، ولباسهم وزيهم، وعلاقة العلماء بالسلطة الإيجابي منها والسلبي، وعلاقة العلماء بالعامة من الشعب.
ويلقي الفصل الثالث الضوء على الحركات الصوفية لجهة الجذور والنشأة، موضحا ذلك من خلال المفهوم، لافتا إلى بدايات الحركة الصوفية في المجتمع الشامي، وأحوال الطرق الصوفية مبينا طرائقهم في الربط والخوانق والزوايا، والوقف على الصوفية وعلاقة الحركات الصوفية مع السلطة والعامة.
الفصل الرابع يتناول التنظيمات الشعبية في بلاد الشام، ومنها الفتوة والحرافيش والزعر متناول معانيها ودلالاتها وأصولها وأحوالهم وأماكن تواجدهم وعوامل ظهور مثل هذه الحركات وتأثيرها على الأحداث وعلاقتهم بالسلطة المملوكية من جهة، وعلاقتهم بالمجتمع الشامي من جهة أخرى.
وتكمن أهمية الكتاب في ما يلقي من ضوء على تلك الفترة المملوكية التي امتدت طويلا في الزمن ومرّت خلاله الكثير من الأحداث الجسام، وتحديدا الصراع مع الفرنجة والغزو المغولي والمطامع الأوروبية والعثمانية.
ويسعى الكتاب بحسب المؤلف إلى توضيح العلاقة بين القوى الفاعلة في المجتمع الشامي، وهي: المماليك والشراكسة والعلماء والمتصوفة.
ويقدم الكتاب صورة عن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وضمنه الثقافي الذي كان يعيشه أبناء منطقة الشام في تلك الفترة، وتساعدنا القراءة العلمية على فهم وتصحيح فهمنا للتاريخ السياسي وبواعثه العميقة.
يشار إلى أن د. الشرعة المولود عام 1981 حاصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في التاريخ من جامعة آل البيت، وصدر له كتاب «أوقاف المرأة في دمشق في العهد الأيوبي»، وشارك في عدد من المؤتمرات، ومنها مؤتمر القدس الذي أقيم في رام الله.