عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jun-2024

أوروبا الفاشستية*فارس الحباشنة

 الدستور

في انتخابات البرلمان الأوروبي هروب نحو اقصى اليمين. وبحسب ما اعلن من نتائج انتخابية، فان اليمين الاوروبي يكتسح ويتقدم. من يتنافس في انتخابات البرلمان الاوروبي، اليمين واليسار ؟! يبدو ان اليسار في اوروبا قد مات واندثر، وانقرض موضوعيا.. اليسار الاوروبي لحق في ركب الليبرالية الرأسمالية.
قوى اليمين تتحرك في كل الاتجاهات.. وما يطرق اسماعنا من تصنيفات وتقسيمات لاحزاب اليمين، وهي مجرد دوران تائه حول نقطة واحدة. وحيث ان اليمين هو اليمين المتطرف.
و في اسرائيل، ومن بعد اغتيال رابين، وانحدار حزب العمال، وتقدم احزاب اليمين الليكود وحزب معسكر الدولة، والبيت اليهودي وتكوما، وشاس. نتنياهو يصنف في الاعلام يمينيا معتدلا ووسطيا، وهو سليل اشد مراجعيات الصهيونية تطرفا « جاوبوتنسكي «.. وفي اسرائيل السلطة منذ عقدين في يد اليمين المتطرف.
هو انقلاب في الرأي العام. وقد ضاق الرأي العام خنقا من افكار اليسار الباردة، وقضايا البئية وحقوق الحيوانات والمثليين.
و في اوروبا اليمين يصعد ويتقدم، والفاشستية الاوروبية هي المرجعية الحاكمة سياسيا وثقافيا، واجتماعيا.
و في اوروبا، الشعوب الاصلية رافضة لحركة الهجرة، وترفض وجود مسلمين وعرب وافارقة على ارض اوروبا.
و يطرح منظرو اليمين الاوروبي افكارا متطرفة ضد غير البيض والاوروبيين. وفي عامين كم واقعة حرق للقرآن الكريم سجلت في دول اوروبية ؟! قضايا البئية والقضايا الاجتماعية والحريات ليست من اولويات وبرامج اليمين المتطرف.
افكار اليمين المتطرف تتقاطع مع الليبرالية الراسمالية المتطرفة، توحش واستبداد اقتصادي، سحق طبقي وتمييع للهويات الوطنية، وتوسع افقي في فرض سياسيات الضرائب، وانغلاق ديني وثقافي، ومحاربة للهويات الاخرى.
مشاريع افكار الليبرالية الرأسمالية تسربت الى دول العالم الثالث.. وهناك دول خضعت لوصفات اصلاحية من البنك الدولي، وطبقت حرفيا وصايا الاقتصاد الرأسمالي المتوحش والمستبد. و طبعا، عندما ينتخب الاوروبيون اليمين المتطرف. واليمين يتقدم في 8 دول اوروبية، ويحصد حصة كبيرة من مقاعد البرلمان، فان ذلك سوف ينعكس على السياسة الخارجية للدول الاوروبية، وحيث تصعد تيارات وقوى يمينية متطرفة تصدر افكار كراهية وعدوانية واكثر انحيازا لاسرائيل، وتحارب وتضرب اي مشاريع وطنية و عربية قد تناهض او تقاوم المشروع الصهيوني في فلسطين والعالم العربي. و هذه هي اوروبا وامريكا والغرب.. ولا داعي للتعويل على نتائج انتخابات، والحلم والدعاء للسماء بان تفوز احزاب يسارية او ان يفوز بايدن ويخسر ترامب.
و هذه هي الحقيقة.. والمضحك عربيا، ان العالم الغربي يعود الى اصوليته الهوياتية والاثنية، ويعود الى جذور التطرف اليمني دينيا واجتماعيا.. ونحن في بلادنا العربية نذهب اكثر نحو افكار ليبرالية في السياسية ورأسمالية في الاقتصاد، والعالم تحرر منها ورماها خلف ظهره، ولم تعد تصلح الا لفرضها على شعوب ودول تابعة وتدور في فلك المركزية الاوروبية والامريكية.