عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jun-2019

حفتر: معركة تحرير طرابلس لن تتوقف... ومبادرة السراج تفتقد للجدية

 «الجيش الوطني» يكبّد الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد

 
القاهرة - الشرق الاوسط- خالد محمود - أكد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، أن العملية العسكرية التي أطلقها لتحرير العاصمة الليبية طرابلس في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، سوف تستمر، وأعلن رفضه للمبادرة التي طرحها فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق لحل الأزمة في البلاد، منتقدا خضوعه لهيمنة الميليشيات المسلحة وجماعة «الإخوان» المسلمين.
 
وقال حفتر في مقابلة أجراها مع صحيفتي «المرصد» و«العنوان» الليبيتين الإلكترونيتين، تم نشرها في وقت متأخر من مساء أول من أمس، إن «المناخ السياسي الملائم سيتوفر عقب انتهاء العملية»، واعتبر أن العملية العسكرية الراهنة لتحرير العاصمة طرابلس «تستهدف أوضاعاً مستعصية عجزت كل السبل عن معالجتها»، من وجود القيادات الإرهابية ونشاطها في تجنيد خلايا داخل طرابلس، إلى وجود وانتشار الميليشيات وسيطرتها على أموال الشعب الليبي. مؤكدا أن «هذا هو المستهدف من العملية العسكرية، وما عدا ذلك سيجد له الشعب الليبي الحلول عبر الحوار، والنقاش بوسائل سلمية وسياسية وديمقراطية».
 
ووصف حفتر الوضع القتالي لقواته بأنه ممتاز، ودعا الشعب الليبي لعدم الالتفات إلى ما يشاع «من أننا قد نتراجع، أو حتى نفكر بالتوقف في هذه المرحلة»، مشدداً على أن العملية العسكرية لن تتوقف قبل أن تنجز أهدافها كافة، وأن «معنويات الجيش مرتفعة، وقادته يعرفون جيداً أنهم يقومون بمهمة وطنية كبيرة وتاريخية، والأوامر لديهم واضحة وصريحة. فهم يعلمون أن ليبيا في خطر، وأن واجب إنقاذها لا تراجع عنه».
 
وبخصوص مرحلة ما بعد تحرير طرابلس، قال حفتر: «سندخل في مرحلة انتقالية واضحة ومنضبطة، على أن تُنجز عدة مهام أساسية، منها حل جميع الميليشيات ونزع سلاحها، ومنح الضمانات لكل من يتعاون في هذا المجال، وحل جميع الأجسام المنبثقة عن اتفاق السلام المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب»، معتبرا أن مدة الاتفاق انتهت بعدما فشل في إيجاد أي مخرج للأزمة، بل خلق أزمات على حد تعبيره.
 
كما تحدث حفتر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال بهذا الخصوص: «ستكون لدينا بإذن الله مرحلة انتقالية، تديرها حكومة وحدة وطنية، ستعمل بعد تحرير طرابلس مباشرة، وإذا لم تتمكن من العمل لأسباب لوجيستية أو أمنية مؤقتة فقد تباشر عملها من أي مدينة أخرى». متهما حكومة السراج بتعطيل الانتخابات طوال العام الماضي، وبمنع التمويل عن مفوضية الانتخابات، وعجزها عن تأمين مقرها حتى دمرها الإرهابيون، بالإضافة إلى الطعن في قانون الاستفتاء، وخلق معضلة عويصة حول القاعدة الدستورية أو بالتحجج بالظروف الأمنية، حسب تعبيره.
 
أما بخصوص الموقف الدولي من حرب طرابلس، فقد قال حفتر إن «أغلبه داعم للجيش بشكل مباشر أو غير مباشر... ومن لم يدعمنا، أرسل لنا ليؤكد تفهمه لموقف الجيش وتحركاته»، كما وصف الموقف الإقليمي بأنه ممتاز، وقال بهذا الخصوص: «سجلنا تطوراً مهماً في علاقاتنا مع الجزائر والسودان. ونعتقد أنهم باتوا يتفهمون طبيعة حركة الجيش، وإسهامه إلى جانب شعبنا في محاولة الخروج من الوضع الخانق، إلى مرحلة انتقالية، ثم إلى مرحلة دائمة تنتهي فيها كل المعاناة... وهذا ما سترونه قريباً بعد تحرير طرابلس»، معربا عن تمنياته بالاستقرار للسودان والجزائر في هذه المرحلة الدقيقة، التي يمر بها البلدان مؤخراً.
 
وحول مبادرة رئيس حكومة الوفاق الأخيرة، رأى حفتر أن السراج ليس لديه ما يقوله، بقوله «هذا الرجل مرتبك وقراره ليس في يده. لقد خَبِرتُه وعرفته جيداً منذ عدة سنوات، وتحدثت معه بشكل مباشر كما تعلمون. إنه حقاً لا يدري ماذا يريد، ولا يستطيع أن يوقع أي اتفاق». مشددا على أن المبادرة «تفتقد للجدية، وخالية من بنود معالجة أسباب الأزمة. وهي أيضاً ليست للسراج، بل هي عبارة عن صدى لكلام غسان سلامة المكرر، فالمبادرات لا معنى لها ما لم تكن شجاعة، وتحمل بنوداً صريحة تمس صلب الأزمة وتعالجها جذرياً. ولذا فهي غير ذات قيمة». لكنه أكد في المقابل عدم معارضته «الحلول السياسية أو العملية الديمقراطية أو الانتخابات»، مشددا على صعوبتها في «ظل سيطرة الإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين والميليشيات وعصابات الجريمة».
 
ميدانيا، قالت وكالة الأنباء الموالية للجيش الوطني إن الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج تكبدت ما وصفته بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بعد الهجوم الفاشل على مطار طرابلس الدولي، مشيرة إلى قيام الهلال الأحمر بنقل 40 جثمانا تابعا للميليشيات، ووقوع 15 آخرين في الأسر لدى قوات الجيش.
 
من جهته، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، التابع لقوات الجيش الوطني، إن وتيرة عملها في القضاء على العصابات الإرهابية، صنيعة «الإخوان»، ترتفع يوما بعد آخر، مشيرا إلى تكرار ما وصفه بـ«محاولات يائسة لتحقيق أي إنجاز عسكري للعصابات الميليشياوية قصد رفع معنوياتها، والتغلب على الآثار المعنوية السيئة، التي أصبحوا عليها بسبب هزائمهم المتكررة».
 
من جانبها، نشرت «غرفة عمليات سرت الكبرى»، التابعة للجيش الوطني في بيان أصدرته أمس، أسماء 15 جنديا، وضابط برتبة نقيب، قالت إنهم قتلوا أول من أمس، فيما وصفته بـ«المعركة الأعنف في محور المطار» الواقع جنوب طرابلس.
 
في المقابل، أعلنت عملية بركان الغضب، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج مساء أول من أمس، أن قواتها لاحقت من وصفتهم بالمتمردين بمطار طرابلس ومواقع أخرى، بعد قطع الإمداد عنهم، ودمرت طائرة استهدفت مستشفى تاجوراء منذ يومين.