عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Dec-2019

الاعتداءات بحق المزارعين الفلسطينيين بالضفة ترتفع 50 % - بقلم: هاغر شيزاف

 

هآرتس
 
في موسم قطف الزيتون الحالي في الضفة الغربية حدث ارتفاع بنحو 50 % في عدد الاحداث ضد المزارعين الفلسطينيين مقارنة مع السنة الماضية. هذا حسب معطيات مكتب التنسيق الانساني للامم المتحدة “أوتشا”. في كل سنة موسم قطف الزيتون يتميز بارتفاع عدد احداث العنف ضد الفلسطينيين وقطع الاشجار وشكاوى عن سرقة أدوات القطف الزيتون. الوصول الى عدد من اشجار الزيتون للفلسطينيين في الضفة، لا سيما القريبة من المستوطنات، تحتاج الى تنسيق مسبق مع الجيش. وقائمة القسائم التي تحتاج الى التنسيق يتم تحديثها كل سنة. في عدد من الحالات يتم اعطاء اوامر منطقة عسكرية مغلقة على قسائم بأثر رجعي أو اثناء موسم قطف الزيتون.
حسب معطيات “اوتشا”، في موسم قطف الزيتون الحالي كانت هناك 47 مواجهة اعتبرت استثنائية، منها 9 احداث عنف ضد الفلسطينيين، و47 حادثة من سرقة الزيتون أو المعدات و11 حادثة لقطع الاشجار. وهذا لا يشمل 30 شجرة زيتون قطعت في قرية الساوية الجمعة الماضي. حسب المعطيات، في هذه الاحداث تضررت 437 شجرة، وجدت معظمها في منطقة نابلس ومنطقة رام الله.
“في كل سنة هناك احداث كثيرة اثناء قطف الزيتون. ولكن في هذه السنة كانت الاحداث قاسية بشكل خاص”، قال للصحيفة رئيس المجلس القروي في ياسوف، خالد اعبية. والمزارع راجح محمود من ياسوف قال إنه في شهر تموز (يوليو) الماضي تم قطع 16 شجرة له عمرها مئات السنين. وفي شهر ايلول (سبتمبر) الماضي عندما وصل الى ارضه اكتشف أن هناك 38 شجرة تم قطفها. وفي الاسبوع الماضي تم قطف زيتون من 47 شجرة اخرى. “هذا يؤثر علينا اقتصاديا. فنحن نقوم بفلاحة الارض ونريد أن نكسب منها بعد ذلك”، قال محمود وأضاف “حسب تقديري، في السنتين الاخيرتين سرق مني 300 كغم من الزيت”.
عصام عبد الله، من سكان ياسوف، اكتشف في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) بأن 45 شجرة زيتون من الاشجار التي يتعهدها تم قطعها. وقبل يوم من ذلك كان موجود في الحقل حتى السادسة مساء مع زوجته. وحسب قوله، رغم أنه شاهد عدد من المستوطنين يتجهون نحو ارضه، إلا أنه لم يخف بسبب وجود شارع يفصل بين قسيمة ارضه وبين المستوطنة. وفي اليوم التالي عندما جاء الى الارض في الساعة السابعة صباحا، اكتشف أنه تم قطع الاشجار. “عندما شاهدت اشجار الزيتون بهذه الصورة بدأت أبكي”، قال. “هذه خسارة اقتصادية، لكن هذا ايضا يؤثر نفسيا، أن نشاهد الاشجار بهذه الصورة”.
وقد جاء الى ارضه المسؤول عن التنسيق في الارتباط الفلسطيني والاسرائيلي، لكنه قال إن الشرطة لم تحضر الى المكان. “انا شخص احافظ على القانون، وأريد تقديم شكوى”، واضاف “أنا لا افهم ذلك. اذا اقترب احد السكان الفلسطينيين من جدار المستوطنة فخلال لحظة يأتي اليهم أحد من الجيش. توجد هنا كاميرات في كل مكان، فلماذا عندما يقوم شخص ما بالسرقة أو المس بالأشجار لا أحد يفعل شيئا؟”. وعبد الله قال إن الاشجار بحاجة الى 4 – 5 سنوات من اجل اعادة تأهيلها واجتياز هذه الاضرار. وبعد بضعة ايام على الحادثة حضر متطوعون اسرائيليون لمساعدته ولونوا باللون الاسود قلب الشجرة الذي انكشف بعد قطع الاغصان كي لا تدخل الدودة اليها. في كل سنة ترافق منظمة “يوجد حكم” الفلسطينيين المعنيين بتقديم شكاوى في الشرطة. معطيات السنة الحالية لم يتم تحديثها بعد، لكن تجربة السنوات السابقة يمكن أن تدل على مصير الشكاوى: في موسم قطف الزيتون في العام 2017 رافقت المنظمة القانونية تقديم ست شكاوى. اربعة ملفات تحقيق منها اغلقت بذريعة “مجرم مجهول”. في احد الملفات تم تقديم التماس على اغلاق الملف، وما يزال ينتظر القرار. والاخير ما يزال يوجد قيد التحقيق. في العام 2018 رافقت المنظمة خمس شكاوى، منها اربعة اغلقت بذريعة أن الفاعل “مجهول”. وملف واحد اغلق بذريعة “عدم اهتمام الجمهور بالامر”.
متطوعون اسرائيليون جاؤوا ايضا لمساعدة محمد عصعوص (29 سنة) من قرية بورين المجاورة لمستوطنة يتسهار. عدد من الاشجار التي يقوم بقطفها توجد خلف الشارع الذي يفصل بين بورين ويتسهار. على بعد عشرات الامتار عن المستوطنة. اشجار اخرى توجد قرب مستوطنة هار براخا، لكن لأن الوصول اليها مشروط بتنسيق امني مع الجيش، توقف عن قطفها. “في السنوات الخمس الاخيرة يرافقني متطوعون اسرائيليون في عملية القطف”، قال عصعوص. “لقد بدأت في استدعائهم لأنني شعرت بأن الذهاب وحيدا يعرضني للخطر”. وقد قال إنه في موسم القطف الاخير تم رشق الحجارة عليه عدة مرات.
في احد ايام القطف في ارضه جاء متطوعون من منظمة “حاخامات من اجل حقوق الانسان” لمساعدته. واثناء العمل، حسب المنظمة، جاء عدد من المستوطنين وبدؤوا يرشقون الحجارة على المتطوعين وهاجموهم بالعصي. في اليوم التالي عندما جاء عصعوص الى ارضه مع المتطوعين قيل له بأن الموقع تم اغلاقه بموجب أمر، وأنه هو وحده فقط يمكنه قطف الزيتون، بدون وجود المتطوعين. وفي اليوم التالي تم اصدار أمر آخر. وعندما رفض اخلاء المكان قام جنود حرس الحدود بإخلائه بالقوة من ارضه. “لماذا يسمحون للمستوطنين بالمجيء الى الارض ولا يسمحون لنا؟ أنا فقط اريد أخذ الزيتون والذهاب”، قال، وجاء من الشرطة ردا على ذلك: “قوات الامن مستعدة وتنتشر في المنطقة طوال الوقت، خاصة في موسم قطف الزيتون، من اجل منع الاخلال بالنظام والاحتكاك والجريمة بين مجموعات السكان المختلفة. وذلك بهدف الحفاظ على أمن السكان وتمكين الفلسطينيين من قطف الزيتون في اراضيهم التي بملكيتهم”.