عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Oct-2019

فتیات یحترفن تصلیح الهواتف الذکیة بأول مشغل خاص بهن في الأردن
 
تغرید السعایدة
عمان –الغد-  بھمة وحرفیة عالیة وشغف بمھنة لطالما اقتصرت على الرجال؛ یبدع فریق مشغل ”Mode Security-تلفونك بامان“، لیكون أول محل نسائي في الأردن متخصص بتصلیح الھواتف.
الكادر الذي یقتصر على الفتیات فقط، خضع لدورات متخصصة، واحترفت كل واحدة من العاملات بھذا المجال صیانة وتصلیح الھاتف، لتساھم في تعزیز ما تطمح لھ المرأة دائما: ”تلفونك بامان“.
ولا یقتصر المكان على كونھ محلا تشغیلیا لتصلیح الھواتف، بل یختزل قصة سیدات احترفن العمل المھني والذي كان مقتصرا على الشباب فقط، لیكون أیضا فرصة لتمكین المرأة الأردنیة في المجتمع المحلي وخاصة في مدینة الرصیفة التي یوجد فیھا المشغل.
وأبدت الفتیات العاملات رغبة كبیرة في التمیز والدقة لیثبتن أن ”المرأة باستطاعتھا تحقیق النجاح والإتقان في كل فرص العمل المتاحة“. وفي تفاصیل المشروع، تقول عبیر عازم، وھي من الفتیات العاملات في تصلیح الھواتف ومشرفة أیضاً، إن جمعیة ”أثر“ لتنمیة الشباب وتمكین المرأة كانت قد طرحت الفكرة حول وجود محل بصبغة نسائیة كاملة لتصلیح الھواتف للسیدات والرجال في ذات الوقت، وكانت من ضمن اللواتي تم اختیارھن للتدریب.
وعبیر الآن ھي إحدى العاملات الأربع المتواجدات في المحل الذي یزوره الكثیرون بحثا عن مكان آمن لتصلیح الھواتف والذي یمتاز بسریة وخصوصیة تامة خلال مراحل التصلیح، بعد أن خضعن لما یقارب 120 ساعة تدریبیة، وتم توفیر دورات لھن في كیفیة التعامل التسویقي، وأصبحن یمتلكن شھادات مزاولة مھنة من وزارة العمل، ویعملن على فترتین صباحیة ومسائیة، لیتمكن من إنجاز عملھن بشكل سریع للزبائن.
وأشارت عبیر إلى أنھا والفتیات في المحل لدیھن القدرة الكبیرة على إصلاح جمیع أعطال الھواتف الذكیة، على الرغم من وجود آراء معارضة ومؤیدة في بدایة العمل قبل عدة أشھر، كونھا كانت مھنة حكرا على الرجال فقط، إلا أنھن حصلن على تشجیع من الكثیرین، خصوصا مع أھمیة وجود أماكن تستطیع السیدة أن تضع فیھ ھاتفھا للتصلیح مع ضمان ”الخصوصیة“، كون أغلبھن یحتفظن بصور خاصة أو مقاطع فیدیو وغیرھا من الأمور الخاصة التي باتت تمتلئ بھا الھواتف.
وتعتقد عبیر أن السرعة في التصلیح التي تتبعھا الفتیات في العمل، لھا دور في زیادة إقبال أفراد المجتمع على المحل، كون العمل یتم خلال ساعات أو اقل وأمام الزبون مباشرة، وھذا حفز الكثیر من الفتیات للحضور من محافظات أخرى قریبة من أجل تصلیح ھواتفھن في المحل دون اللجوء إلى ”فلترة الھاتف للتخلص من الأمور الخاصة“، كما كان علیھ الأمر حینما یصلحن ھواتفھن في محلات أخرى عامة.
المشروع التشغیلي للمحل، تعود فكرتھ في البدایة إلى مؤسسة أثر، التي تم تأسیسھا في العام 2013 ،والتي یرأسھا الناشط أنس بیلیھ، الذي بین لـ ”الغد“ أنھا مؤسسة غیر ربحیة تُعنى بكل ما یخص الشباب الأردني، وتوعیتھم وتمكین المرأة وتوفیر البنیة التحتیة للمشاریع الإنتاجیة لیكونوا قادرین ومساھمین في التنمیة المجتمعیة المستدامة، كذلك في توفیر الدعم النفسي الاجتماعي لتخفیف الضغوطات لدى الشباب.
وحول مشروع مشغل ”تلفونك بأمان“، یوضح بیلیھ أن النساء في الرصیفة كما غیرھن، قادرات على العمل بحرف غیر تقلیدیة ویتعمدن إثبات إنفسھن فیھا، حیث تبین لنا من خلال استبیان خاص تم فیھ توجیھ أسئلة عما تحتاجھ السیدات حول ھواتفھن الخلویة، لیتبین أن 91 % منھن لا یشعرن بأمان عند تصلیح الھواتف في المحال المختلفة، بغض النظر عن مدى الخصوصیة فیھا، خاصة مع وجود قضایا ابتزاز مختلفة تم التوصل لھا من خلال وحدة الجرائم الإلكترونیة.
عبیر وبعد مرور أشھر على عملھا في المشغل تبین أنھا أحبتھ كثیرا في ھذا المجال، لكونھا ”مھنة مرنة وتساعد الفتیات وتشعرھن بالأمان عند تصلیح ھواتفھن“، كل ذلك یحفز على الاستمرار والعمل بحرفیة عالیة لإثبات الوجود في ھذا المجال بالمجتمع الذي ”استھجن“ ھذه الفكرة في البدایة.
وما كان یبعث على ”الطرافة“ في بدایة العمل في المحل، كما تروي عبیر وجود أشخاص یستغربون وجود نساء یعملن في ھذا المجال، كما في المحال التي یتم التعامل معھا لشراء قطع التصلیح، وسؤالھن بشكل دائم ”ھل لدیك القدرة على العمل والتصلیح أو تجریب الشاشات وتشخیص الأعطال“، وغیرھا من الأسئلة المتعلقة في ھذا المجال، إلا أنھم مع الوقت أصبحوا یتقبلون وجود العاملات في ھذا المجال ویتعاونون معھن بشكل كبیر.
وتفتخر عبیر لكونھا مثالا للفتاة التي تثبت وجودھا في العمل في أي مجال یمكن أن یكون حرفیا، ومھنیا، وتشغیلیا، وھي سعیدة بعملھا، ولدیھا القدرة كما تقول على مساعدة الفتیات اللواتي قد
یتعرضن ”لقضایا ابتزار إلكتروني“، وتوعیتھن في كیفیة المحافظة على صورھن ومقتنیاتھن الخاصة على الھاتف.
لذا، یؤكد بیلیھ أن الفكرة كانت بمشغل یعمل على تأھیل النساء في العمل الحرفي، وتوفیر بیئة آمنة لتصلیح الھواتف الذكیة بأیدي فتیات وبالسرعة المطلوبة، وبطریقة تحفظ لھن الخصوصیة خاصة بوجود جھة تنفیذیة قائمة على المشروع، حیث تم توفیر الدعم من مؤسسة أثر ومؤسسة إنقاذ الطفل.
ویشیر بیلیھ إلى أن أي مشروع یتم تفعیلھ، یكون عبر قیاس أثره النفسي على الناس، لتحقیق مبدأ الدعم النفسي، مؤكدا أن التطلع نحو وجود أشخاص لدیھم القدرة على التعامل مع الزبائن بكل حرفیة، مؤكدا أن العمل جار لإیجاد فروع أخرى في باقي المدن الأردنیة لتعمیم الفكرة وایصال الخدمة لأكبر عدد ممكن وتمكین فتیات آخریات كذلك.
ویشار إلى أن مؤسسة أثر لھا العدید من الأھداف والأنشطة أبرزھا؛ نبذ ومحاربة العنف بأشكالھ وخلق حلول وحملات لمحاربتھ، والتركیز على لبنات المجتمع الأساسیة (أسرة، مدرسة، جامعة) عن طریق فعالیات وجلسات وأنشطة متعددة، بالإضافة إلى نشر الإبداع والثقافة.