وقال مدير مديرية آثار مادبا خالد الهواري: “إنه تم تأهيل الموقع من خلال دائرة الآثار العامة بالتعاون مع الوكالة الأميركية للإنماء الدولي والمركز الأميركي للدراسات الشرقية في العام 1995”.

ويحتوي المتنزه على أهم المعالم الأثرية التي تتحدث عن تطور مدينة مادبا الحضاري كالشارع الروماني الذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي الذي كان يقطع المدينة من الشرق إلى الغرب ويقود إلى بوابات وأسوار تحيط بالمدينة، والشارع مرصوف بالحجارة الكبيرة تحيطه قواعد أعمدة على جانبيه.

وأضاف، إن هناك العديد من المعالم التي تعود إلى القرون من الرابع وحتى الثامن الميلادي منها كنيسة العـذراء التي بنيت في القرن الثامن الميلادي في الفترة الأموية، وقاعة هيبـوليتوس التي مثل فيها الفنان المادباوي على أرضيتها الفسيفيسائية قصصا وروايات شبه خلالها مادبا بملكة وجعلها بجانب مدينتي روما وجورجيا ما يدل على أهمية مادبا في العصر البيزنطي. ويوجد في الموقع كنيسة النبي ايليا، وقبو النبي اليانوس ويعودان إلى القرن السادس الميلادي.

وبين الهواري أن الموقع يعتبر متحفا مفتوحا يعرض اللوحات الفسيفيسائية التي تم نقلها من أماكنها الأصلية للحفاظ عليها من جهة وعرضها للزوار من جهة أخرى، كلوحة قلعة مكاور الفسيفسائية التي تعتبر أقدم لوحة تم اكتشافها في الأردن وتعود إلى القرن الأول الميلادي، إضافة إلى أرضية فسيفيساء كنيسة الاكروبوليس في ماعين التي مثلت فيها مجموعة من المدن الأردنية على أرضياتها.

ويذكر أن جامعة بيروجيا الإيطالية تقوم حاليا بمشروع يسمى مشروع تطوير وسط مدينة مادبا أو (اكتشف مادبا) والذي يهدف إلى إعادة رصف أرضية فسيفيساء كنيسة النبي ايليا وتأهيل الموقع سياحيا إضافة إلى تطوير مواقع أخرى وتأهيلها سياحيا مثل كنيسة الكاتدرائية وأرضيات فسيفيساء القصر المحترق.

من جهته بين مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني أنه يتم دخول المتنزه من خلال تذكرة تشمل زيارة مواقع أخرى كالقصر المحترق وكنيسة الرسل والمتحف الأثري ويتم استقبال الزوار على مدار أيام الاسبوع وسعر التذكرة للأجانب ثلاثة دنانير وللأردني ربع دينار، ويتم اعتماد تذاكر “جوردن باس” التي يتم اقتطاعها في المطار عند دخول الزائر. وأضاف، إن المتنزه الأثري يستخدم في كثير من الأحيان لإقامة الندوات والحفلات الثقافية والفنية والمحاضرات بهدف ترويج وتسويق هذا الموقع وربط هذه الفعاليات بالماضي.

وبين أن المتنزه الأثري يحتل مكانة متميزة هذا العام بعد حصول مادبا على لقب عاصمة السياحة العربية للعام 2022، من خلال إقامة فعاليات متميزة ومتنوعة فيه مثل الأزياء الشعبية والأدوات والمنتوجات التقليدية نظرا لموقعه المتميز وسط مادبا وأهميته التاريخية والأثرية.-(بترا)