عمان –الدستور - هيثم الخريشة - بعدما تعرضت اية اغابي ابنة الـ 26 عاما لحادث سير في عام 2009، أدى إلى فقدها القدرة على الحركة ومنعها من ارتياد الأماكن التي كانت ترتادها من قبل، ولأن هذه الأماكن ليست مهيأة لاستقبال أصحاب الكراسي المتحركة؛ فكان هذا الأمر سببا في جعلها تنظر إلى الأمور بنظرة أخرى، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء موقع لمساعدة من يعيشون مثلها، وتم انشاء موقع «الأردن المهيأ» (Accessible Jordan) والذي يضم كل أماكن الخروج والمتنزهات المهيأة لمتحدي الإعاقة البدنية، وهي تحلم بأن يصبح الأردن كله مهيأً تماما لذوي الاحتياجات الخاصة.
مهمة شاقة
قصة اية كما روتها لملحق «دروب الدستور» كانت مهمة شاقة أن أبحث في كل مرة أريد فيها الخروج عن أماكن سهلة الوصول والدخول لقد كان عليَّ أن أتصل بكل مطعم أو شركة لأسألهم إن كانوا مُهَيَّئين ولديهم درج أو مصعد كهربائي أو رصيفٌ منحدر لأعرف إمكانية وكيفية الوصول إليهم؛ لكني عندما ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتحقت بالجامعة هناك، اكتشفت أن بإمكان أي شخص إيجاد هذه المعلومات عن طريق الإنترنت، وان هذا الامر من ضمن القانون لديهم.
واشارت ان كثرة الاسئلة والاستفسارات عن الاماكن المهيأة، وصعوبة ايجاد مثل هذه الاماكن، كان السبب الاكبر في فكرة إنشاء موقع إلكتروني أُدرِج فيه كل الأماكن التي أذهب إليها والتي تُعتبر سهلة الوصول والدخول مع إرفاق صورٍ لها وشرحٍ عنها ليتمكن الآخرون من معرفة الطريقة التي يمكنهم الوصول بها إلى هذه الأماكن.
وفي سؤالنا لها عن نسبة تطبيق الفكرة، وعن المعوقات التي تواجهها.
تقول ايه لقد عملت مع العديد من المطاعم والمؤسسات والسفارات والبنوك ووزارة السياحة والآثار لتهيئة اماكنهم، وحان الان توظيف فريق للعمل؛ لأنني لا استطيع المضي في هذه المبادرة كشخص واحد متطوع، لذلك تم انشاء شركة استشارات لتوظيف اشخاص من ذوي الاعاقة، وان يكونوا متخصصين بموضوع التهيئة البيئية وامكانية الوصول لنتمكن من العمل مع اماكن اخرى تخدم هذه الشريحة.
فكرة دمج الاطفال
كثيراً ما يُحرم الأطفال ذوو الإعاقة من حقوقهم الاساسية، ونقوم بعزلهم من المجتمع، وفي كثير من الأحيان يتم التغاضي عن المواهب الفريدة لهؤلاء الأطفال، ولا نراهم كاشخاص قادرين على ان يكونوا فعالين في المستقبل.
هنا تتلخص فكرة دمج الاطفال بموضوع مهم جدا لنستطيع ان ندمج الاشخاص ذوي الاعاقة؛ ليكونوا اعضاء فعالين في المجتمع،لذلك علينا ان نبدأ من عمر صغير لنعلم اطفالنا ان يتقبلوا اطفالا بجميع ومختلف القدرات.
وتضيف اية عندما ندمج الاطفال ذوي الاعاقة مع اطفال من غير اعاقات فنحن نعطيهم ثقة ومستويات الاكتفاء الذاتي، انهم ليسوا مختلفين عن الاطفال الآخرين ويمكنهم العيش بالمجتمع كباقي الاطفال، فهذا يساعد ويحسن من مهاراتهم في التواصل الاجتماعي اضافة على ان الدمج يساعد الاطفال من غير الاعاقات في تطوير الفهم الايجابي لديهم ويعزز لديهم تقدير التنوع والتسامح.
الدعم الواجب
تقول اية يجب علينا كمجتمع تقبل الاشخاص ذوي الاعاقة في مجتمعنا واعطاؤهم الفرصة للتعليم والعمل، لكي يكونوا اعضاء فعالين غير معزولين عن العالم، ومعتمدين على التبرعات والصدقات من اجل العيش، لذالك يجب علينا العمل اكثر مع المجتمعات والحكومات من اجل تحسين امكانية الوصول والتهيئة البيئية، وتوفير المواد الميسرة؛ لتمكننا من اعطاء الفرصة للاشخاص ذوي الاعاقة والتي ستحسن مجتمعنا اقتصاديا واجتماعيا.
اما الداعمون والشركاء لتنفيذ وتطبيق الافكار التي نسعى اليها، فهم المجلس الاعلى لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، واليونسكو، والاتحاد الاوروبي، ووزارة السياحة، والجمعية الاردنية للسياحة الوافدة، وبعض الداعمين والشركاء.
حلم اية لعام 2019
ان يكون لديها فريق من مختلف القدرات للعمل مع اماكن اكثر؛ لتحسين امكانية الوصول والتهيئة البيئية اليهم وزيادة التوعية في المجتمع عن حقوق وصعوبات الاشخاص ذوي الاعاقة.
وفي نهاية اللقاء قالت ان في تجربتها الملهمة أهمية اقتصادية على المدى البعيد؛ لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة وتحديدا الأطفال لتصبح القدرة على العيش باستقلالية واقعا وليس مجرد شعارات، وعلينا مساعدة هذة الشريحة حتى لايصبحوا عبئا على المجتمع، وعلينا صناعة الامل لمثل هذه الفئات؛ لنبني جيلا يعي حقوق ذوي الاعاقة وتقبلهم.