يدعو الفيلسوف التربوي والمفكر الناقد تيموثي رُدمند في مجلة:

SI:vol. 49 No.3, May – June ,2025 إلى اكتساب المفكر الناقد سبع عادات لازمة لاتصافه ذلك، وهي كالتالي: 

 

 

1. عادة الاستطلاع أي كن مستطلعاً: أي اطرح على نفسك أسئلة كثيرة مثل: كيف يعمل هذا الأمر؟ ولماذا يقوم البشر بهذا أو بذاك؟ ولماذا أؤمن بهذه المعتقدات؟ 

2. عادة المثابرة أو الاجتهاد، أي كن مثابراً / مجتهداً: إن طرح الأسئلة عمل شاق، وربما تطورنا لنكون بخلاء معرفياً، لكن التفكير الناقد قد يجعلنا ننزعج أو يضعنا في إشكال أو ضيق. ومع ان التسرع او العجلة أسهل علينا وكذلك مجرد الشعور بالشيء. إلا انه من الضروري – في الأعم الأغلب- أن نقف ونفكر ونتأمل. 

3. عادة الشك أي كن شاكاً: لا تكن ساذجاً تصدق ادعاءً بغياب الدليل، لكن لا تكن شرساً في طلبه، فترفض الادعاء بحضور الدليل. ولأنك ناقد، أو تدعي أنك ناقد لا يعني انك تفكر نقدياً. بدلاً من ذلك كن شاكاً لكن ليس شاكاً مطلقاً، وإنما شاكاً منهجياً. وكما قال الفيلسوف البريطاني ديفيد هيو (1711 - 1776 ): قايس معتقدتك بالدليل. 

4. عادة التواضع أي كن متواضعاً: كن مستعداً للقول أنه ليس لدي معلومات كافية لتكوين رأي في هذا الموضوع أو في هذه القضية ، أو في هذه المسألة، أو قل لقد أخطأت في هذه أو تلك، وقد غيرت عقلي أو موقفي أو رأيي تذكر المبدأ الذي وضعه أحد علماء الفيزياء الكبار – ريتشارد فينمان (1912-1988) وهو: « يجب عليك الا تخدع نفسك، لأنك الشخص الأسهل قابلية للانخداع». 

5. عادة الجدل المنصف أي كن جدلياً ولكن منصفاً عقلياً: يجب على المفكر الناقد البحث عن الجدل والحوار والمرافعة والدليل وهي ليست مباراة في الصراخ كالذي نراه يحدث أحياناً في برنامج الاتجاه المعاكس وأمثاله من البرامج التلفزيونية، وإنما هو تبادل في الأسباب والعوامل مع أو ضد. وعندما نقوم بذلك فإن من الضروري أن نكون منصفين عقلياً، وأن نخضع لوصية الفيلسوف الأميركي في التربية والتفكير الناقد آندي  نورمان: « إنك سوف تستلم للسبب الأفضل: Thou shalt yield to the better reason 

6. عادة الشجاعة أي كن شجاعاً: يقول الروائي الروسي الكبير ليوتولستوي ( 1828 – 1910) إن المفكرين الأحرار هم الراغبون في استخدام عقولهم بدون الخوف من الأفكار والمعتقدات التي تصطدم مع أفكارهم او معتقدتهم».

اعلم انه ليس سهلاً عليك أنت قبول الدليل عندما يجعلك هذا الدليل في ضيق مع زملائك، أو مع أقرانك، أو مع أصدقائك، فالتكفير الناقد يلزمك بدفع الضريبة المعرفية. كما يمكن ان يؤدي إلى كلفة اجتماعية. وعليه فإن على المفكر الناقد أن يكون شجاعاً. 

7. عادة العطف أي كن عطوفاً: يجب على المفكر الناقد أن يكون عطوفاً او حنوناً مثل الفيلسوف اليهودي الهولندي – الشاب باروخ سبينوزا ( 1632-1677). يجب على المفكر الناقد أن يبذل جهداً مستمراً ليس للهزء او للسخرية من أفكار الناس أو الآخرين، او ان يمارس الخداع أو احتقار أفعال الناس وإنما لفهمها. 

يجب أن يكون المفكر الناقد عطوفاً نحو أولئك الناس الذين ليس لديهم خلفية في التفكير الناقد. وأنها لوقاحة كبيرة وعبث وخداع شخص ما لإخضاعه او لإرهابه لينصاع لانحياز معرفي أو لمغالطة منطقية أنت ترغب فيه. 

وأخيراً لا آخراً ، فإنه يجب علينا كمفكرين ناقدين شمول أنفسنا بعطفنا، لأننا نفشل أحياناً في الارتفاع إلى مستوى متطلبات التفكير الناقد، وعندما نقوم بذلك يجب علينا أن نعترف بخطئنا، وأن نقبله كما هو عليه، فهو فرصة لاقترابنا من الحقيقة.