صدر في بيروت عن دار «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» كتاب «هاني الحسن صوت الحضور الأنيق والنوء العاصف» للكاتب والدبلوماسي الفلسطيني حسان البلعاوي.

يتناول الكتاب الواقع في 416 صفحة سيرة القائد السياسي الراحل هاني الحسن منذ ولادته في 1937 في حيفا الى وفاته 2012، وينطلق من نشأته مع اخوته في بيت وطني مجاهد حيث كان والده من رفاق الشيخ السوري عزالدين القسام، قائد أول ثورة مسلحة في فلسطين ثم ينتقل الى مرحلة الاقتلاع مع النكبة والتي كان الحسن شاهدا عليها مع اسرته في مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا الى أن انتقل إلى ألمانيا، في الخمسينيات ليدرس الهندسة ويؤسس مع طلاب فلسطينيين، وتحديدا هايل عبد الحميد ( أبو الهول ) فرعا للاتحاد العام لطلبة فلسطين في ألمانيا والنمسا، وهو الفرع الذي سيكون نواة لما عرف ب» مجموعة ألمانيا « كإحدى المجموعات المؤسسة لحركة فتح في الكويت عام 1962.

يلقي الكتاب الضوء على بروز اسم هاني الحسن في العمل الفلسطيني في الأردن في نهاية الستينيات وتوليه مواقع مهمة ومشاركته في اول دورة عسكرية متقدمة لكادر حركة فتح في الصين، والى الدور المهم الذي اظلع به على الساحة اللبنانية بعد انتقال المقاومة الفلسطينية لها حين عينه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مستشارا سياسيا له ليلعب أدوارا مهمة في ملفات صعبة داخل لبنان وخارجها ومنها توليه موقع اول سفير لفلسطين في طهران بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979. يتحدث الكاتب عن تفاصيل مشاركة الحسن باسم منظمة التحرير الفلسطينية في مفاوضات شاقة في لبنان خلال مراحل الوجود الفلسطيني به ان كان مع أطراف لبنانية متعددة او عربية او أمريكية وفرنسية تتعلق بخروج المنظمة من بيروت نهاية أغسطس 1982.

هاني الحسن والمعروف بابو طارق كان صاحب الجملة الشهيرة « الكفاح المسلح يزرع والعمل السياسي يحصد « والتي راجت في نهاية السبعينيات عندما بدأت منظمة التحرير الفلسطينية تسعى للالتحاق بقطار التسوية السلمية للوصول الى دولة فلسطينية على جزء من الأرض الفلسطينية ومع ذلك اختلف مع الرئيس ياسر عرفات في مشاركة منظمة التحرير في مؤتمر مدريد 1991 ولاحقا في توقيعها لاتفاق « أوسلو « لكن ذلك لم يمنعه العودة لفلسطين لإيمانه بضرورة تغير المسار داخل فلسطين أولا.

الكتاب هو سيرة قائد جمع بين العمل الجماهيري، الفكري، لأمني والعسكري والسياسي ليعكس مسيرة حركة فتح ذاتها في مراحلها المتعددة.

المؤلف حسان البلعاوي هو كاتب ودبلوماسي فلسطيني مقيم في بلجيكا، أنهي دراسته الجامعية جامعة السوربون في فرنسا « المدرسة القومية للإدارة ENA « ويعمل في منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1991 وله كتابان عن غزة والحركة الوطنية الفلسطينية وأبحاث ومقالات عن المتاحف والإعلام في فلسطين.