عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Nov-2019

خرق إيران الأخير يثير معضلة كبيرة - تسفي برئيل

 

هآرتس
 
ايران اعلنت أمس عن خرق آخر للاتفاق النووي مع الدول العظمى الذي فيه ستضاعف الى 60 عدد اجهزة الطرد المركزي المتطورة من نوع “آي.آر6”. هذه محطة اخرى في مسار خرق الاتفاق الذي بدأت السير فيه طهران في شهر أيار، بهدف جعل الولايات المتحدة واوروبا ترفع العقوبات التي فرضتها عليها. هدف الخرق هو أن ايران يمكنها تخصيب اليورانيوم بسرعة أعلى بـ 7 – 10 مرات عن تلك التي كان بامكان اجهزة الطرد المركزي القديمة من نوع “آي.آر 1” تحقيقه. ولكن زيادة سرعة التخصيب بحد ذاتها لا تكفي من اجل التوصل الى انتاج قنبلة نووية. من اجل انتاج يورانيوم لأغراض عسكرية يجب عليها تخصيب يورانيوم بمستوى 95 في المائة. وزيادة كمية اليورانيوم المخصبة التي تنتجها. في هذه الاثناء ايران حذرة من خرق سقف الـ 20 في المائة من التخصيب، الذي يشكل اشارة واضحة على نية انتاج سلاح نووي. ولكن استخدام اجهزة الطرد المركزي السريعة يؤثر على “زمن الاختراق” – الفترة الزمنية التي فيها تستطيع أن تخصب ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج السلاح النووي.
اجهزة الطرد المركزي السريعة يمكنها تقصير زمن الاختراق من 12 شهرا الى بضعة اشهر. حسب الاتفاق ايران يمكنها أن تشغل اجهزة طرد مركزي من نوع “آي.آر 6” بعد ثماني سنوات منذ تاريخ التوقيع على الاتفاق، ولكن سيكون عليها في المقابل تفكيك اجهزة الطرد المركزي من النوع القديم من اجل عدم تقصير “زمن الاختراق”. ايران بدأت بتشغيل اجهزة الطرد المركزي الجديدة قبل الموعد المحدد في الاتفاق قبل اربع سنوات تقريبا، لكن ليس من الواضح اذا كانت ستزيد حجم التخصيب أو نسبة تخصيب اليورانيوم.
هذه المعطيات المقلقة تدل على مجال عمل ايران حتى اللحظة التي فيها يعتبر ما تفعله خروقات حاسمة أو اعتبار أنها ستؤدي بها الى نقطة اللاعودة وتقتضي ردا فعليا. حتى الآن، ايران اعلنت مسبقا عن نيتها خرق الاتفاق، وهي حتى تسمح لجهات الرقابة بفحص حجم الخروقات.
في نفس الوقت يبدو أن ايران لا تنجح حتى بواسطة الخروقات في احداث انعطافة في سياسة العقوبات، وجعل الدول الاوروبية تطبق نظام الالتفاف الذي بقي على الورق أو تعميق الشرخ بين اوروبا واميركا، الذي وجد عندما انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي. ولكنها تضع الدول الخمسة التي بقيت عضوة في الاتفاق النووي في معضلة صعبة تجبرها على أن تحدد ليس فقط متى ايران ستخرق بصورة حاسمة الاتفاق، بل بالاساس كيف سترد على ذلك.
إن احتمالية وقف حملة الخروقات الايرانية تكمن كما يبدو في مفاوضات مباشرة بين ايران والولايات المتحدة، وهي خطوة يسعى اليها الرئيس ترامب، لكن في هذه الاثناء يتم الرد عليه بالرفض. الزعيم الاعلى علي خامنئي اعلن مرة اخرى هذا الاسبوع بأنه لا يرى أي فرصة لمفاوضات كهذه قبل رفع العقوبات طبقا للاتفاق النووي.
الولايات المتحدة غير المعنية بالوصول الى مواجهة عسكرية مع ايران استنفدت معظم الخطوات غير الحربية التي توجد لديها، منها فرض عقوبات اقتصادية وشخصية. ولكن رغم الازمة الاقتصادية الشديدة التي خلقتها العقوبات في ايران، لا يبدو في هذه الاثناء أن ايران تغير سياستها. الاقتصاد الايراني يعمل ولا يظهر أي اشارات على ازمة يمكن أن تعرض للخطر استقرار النظام هناك. يبدو أن ايران قلقة اكثر من المظاهرات ضدها في العراق ولبنان التي وصلت الى الذروة عند مهاجمة القنصلية الايرانية في مدينة كربلاء في العراق واحراق صور خامنئي وروحاني في عدة مدن.
ايران تدعي أن السعودية واسرائيل والولايات المتحدة هي التي تقف من وراء المظاهرات وتدفع بالعراق الى اتخاذ سياسة متشددة ضد المتظاهرين. طهران حتى تهدد بارسال قوات ايرانية الى العراق من اجل وقف وقمع المظاهرات. المناخ المناهض لأميركا اشعله المتظاهرون الذين تجمعوا أول أمس في شوارع ايران لإحياء الذكرى السنوية الاربعين على سيطرة قوات الثورة على السفارة الاميركية في طهران. “الحرب ضد الولايات المتحدة هي من اجل استقلالنا وحريتنا”، قال قائد الجيش الايراني، في الوقت الذي ظهر فيه المتظاهرون في الشوارع مع شعارات “الموت لأميركا” وصور تمثال الحرية مبتور اليد. الحكومة قررت أن برنامج التعليم في الدولة سيشمل مساقات تعرض “جرائم الولايات المتحدة ضد ايران على مدى التاريخ”.