عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Nov-2019

بالدعم والمساندة يتجاوز الأشخاص آلام وأوجاع فقدان أحد الأحبة

 

ديمة محبوبة
 
عمان –الغد-  يصعب على العديد من الناس تجاوز فكرة فقدان أحد الأحبة، إذ تبدأ حالة الإنكار من ثم الشعور بالحزن الشديد والآلام النفسية المرافقة لذلك، في حين أن البعض يعيش بحالة من تأنيب الضمير والشعور بالتقصير أنه لم يكن متواجدا دائما برفقة من فقده.
وتختلف هذه الحالة من شخص إلى آخر، فهنالك من يستطيع تجاوز الحزن الشديد بسبب وقوف الأصدقاء بجانبه ومساعدته على مواصلة الحياة كما كانت، إذ يقدمون له كل الدعم والمساندة والمواساة لكي يتعدا هذه المرحلة الصعبة. غير أن هنالك أشخاصا يرفضون تصديق فكرة الغياب، ويختارون الانعزال والبعد لعيش حزنهم كما هو، رافضين كل محاولات المساعدة.
والفقد تجربة القاسية، تترك حطاما كبيرا، لذا يكون للأفراد والمحيطين دور كبير لتخفيف هذه الأزمة النفسية عن الشخص، والوقوف بجانبه ومساندته، حتى وإن رفض ذلك الشيء.
سعيد مروان الذي فقد والده بشكل مفاجئ قبل عامين، لم يستطع تجاوز الحالة حتى اللحظة، إذ أتعبه ذلك كثيرا، وبالرغم من حبه وتعلقه الشديد بوالده وبره الدائم له، إلا أنه يشعر بالذنب والتقصير بحق ذلك الرجل العظيم على حد تعبيره، إذ كان يغيب أحيانا بسبب انشغالاته الكثيرة والتزاماته العملية لوقت متأخر فيمضي الأسبوع من دون أن يرا عائلته. وبعد أن عرف أن والده أصيب بنوبة قلبية حادة، عاد شريط الحياة منذ طفولته وحتى شبابه ومواقف والده معه، وشعر أنه لم يره ويكون بجانبه كما يجب.
يؤكد الثلاثيني أنه ما يزال يشعر بحرقة القلب، وفي كل مرة يخرج بها للعمل يلوم نفسه على فترة بعده عن والده، وأن لا شيء أهم من أن تقضي الوقت مع عائلتك والأشخاص الذين تحبهم، متمنيا لو يعود الزمان به، ليترك كل ما كان يشغله ويعيش أياما جميلة برفقة ذلك الرجل الطيب وفق قوله. وتعيش رولا محمد والتي فقدت والدتها منذ خمسة أعوام حالة نفسية صعبة، بعد أن أصاب الأخيرة مرض ألزهايمر، مبينة أنها قامت بواجبها تجاه والدتها لكنه لم يكن كافيا برأيها، فأحيانا كانت تستعين بعاملة مساعدة عازية ذلك لتعبها وقلة الحيلة، وعدم قدرتها على التعامل مع هذا المرض الصعب. وتشعر أن كل حياتها توقفت منذ أن غادرت والدتها هذه الحياة، لكن ما سهل عليها وجود أصدقاء حقيقيين حولها دعموها وساندوها ووقفوا الى جانبها لتستعيد قوتها من جديد وتتوازن من جديد.
اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة يؤكد أن من أصعب ما يواجهه الإنسان هو فقدان أحد الأحبة، ويؤكد أنه ومهما مرت السنين وتغير الحال يبقى الفقد والشعور بالاشتياق يزداد مع مرور الوقت، لكن يمكن أن يكون الأثر على النفس أخف وأكثر تقبلا بعد فترة إن تم فهم وإدراك طبيعة المشاعر التي شعر بها، إلى جانب مساندة المحيطين.
ويبين أن شعور الشخص بأنه كان مقصرا بحق من فقده، هو مؤلم وفيه تأنيب للضمير، لافتا إلى أن هذه الحالة أمر طبيعي ولكن ينبغي لا تكون هنالك مبالغة في جلد الذات.
ويلفت مطارنة أن البعض يعتقد أنه سيصاب بالجنون من كثر التفكير وتخبط المشاعر المتناقضة وعدم تصديق أن هذا الشخص لن يراه مرة أخرى ولن يلتقيه، ولكن مع الوقت بامكانه تجاوز المرحلة الصعبة. وترى المرشدة السلوكية رائدة الكيلاني أن ما يواجهه الشخص في حالة الفقد من ألم وحزن شديدين يمكن أن يتم تجاوزهما بوجود الأصدقاء والمقربين والمحبين حوله ممن يقدمون السند والرعاية ويتفهمون حالته ويسمعونه جيدا.
وتؤكد أن الشخص عند سماع خبر الوفاة أول ما ينتابه هو شعور الانكار وعدم التصديق، ومن ثم الغضب ليتبع ذلك الحزن الشديد، وبعد ذلك قد يستطيع تفهم الأمر وتقبله وتصديقه رغم قسوته ومحاولة استعادة الذاكرة الجميلة مع من فقده وأن يعيش على دائما ذكراه.