عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Feb-2019

الفسطينيون غاضبون من مطبعي “وراسو”

 

مهند حامد
 
رام الله- “القدس العربي”: أثارت اللقاءات التي جمعت بين مسؤلين عرب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر “وارسو” للأمن والسلام في الشرق الأوسط، الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي في بولندا، غضب وسخط الفلسطينيين.
 
التطبيع العلني غير مسبوق للسعودية، والبحرين، والامارات، وعمان، مع إسرائيل “شكل سابقة تاريخية لإسرائيل”، كما قال نتنياهو، بينما اعتبره الفلسطينيون نكسة جديدة تشجع إسرائيل على قتل الفلسطينيين والاستمرار بفرض سياسية الاضطهاد والأمر الواقع على الأراضي الفلسطينية.
 
ووفق ما سرب عن الاجتماع من مداخلات فقد كان هناك توافق عربي إسرائيلي حول الخطر المشترك المتمثل بإيران، بينما منح العرب الشرعية لإسرائيل في ممارسة الدفاع عن نفسها. ووجه وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير انتقادات للفصائل الفلسطينية.
 
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتور مصطفى البرغوثي، في حديث مع “القدس العربي” إن المؤتمر برمته خطير على المنطقة، حيث سعى لتحقيق ثلاث أهداف رئيسية: أولها إعادة رسم الصراعات في الشرق الأوسط بحيث تخدم المصالح الإسرائيلية وعلى رأسها تحويل إسرائيل من دولة خطر على العرب الى دولة صديقة بإدعاء ان ايران هي الخطر على المنطقة.
 
والهدف الثاني تهميش القضية الفلسطينية حيث كان  المؤتمر منصبا حول الخطر الإيراني وما يجرى في منطقة الخليج، والأمر الثالث محاولة تمرير التطبيع على حساب القضية الفلسطينية، حيث كان فريق صفقة القرن حاضرا لشطب المبادرة العربية وقلبها، بفتح الطريق للتطبيع بدون حل القضية الفلسطينية.
 
“لكن المقاطعة الفلسطينية أضعفت نتائج المؤتمر، والذي همش قوى دولية من روسيا إلى الصين والاتحاد الأوروبي أيضا،” كما يقول البرغوثي.
 
واشار إلى أن المؤتمر يدعونا إلى ضرورة التصدي لمحاولة التطبييع على حساب  القبول باضطهاد الفلسطينيين واحتلال الأراضي العربية، مضيفا نحن متأكدون ان الشعوب العريبة لن تنطلي عليها مظاهر التطبيع لانهم واقفون إلى جانب قضيتهم العادلة.
 
وبين أن ما جرى في “واسور” يؤكد لنا أيضا على ضرورة حماية الإرادة الفلسطينية  ومواجهة محاولة سلب الشعب الفلسطيني حق تمثيل نفسه، ودعوة الى الاسراع باتمام المصالحة وتقوية منظمة التحرير التي بدونها سيتآمر الكثير على سلب التمثيل الفلسيطني كما حصل.
 
ويتجنب المسؤولن الفلسطينيون انتقاد اللقاءات التطبيعية التي تقودها دول خلجية لاعتبارات مالية وسياسية، حيث  تحاول القيادة الفلسطينية المحافظة على علاقة جيدة مع السعودية خاصة عقب تراجع الدور المصري بالمنطقة، وتدهور علاقتها مع القيادة المصرية.
 
رأي الشارع الفلسطيني
 
“القدس العربي” استطلعت أراء بعض المارة في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، حيث أعربوا عن استيائهم وغضبهم من التطبيع العربي الذي تقوده السعودية، وقال محمد صبيح، الذي يعمل موظفا في أحد بنوك المدينة: “إنه من المؤسف أن نصل في هذه المرحلة إلى البيع العلني والمجاني للدم الفلسطيني”، مضيفا انتقلوا المتلهثين إلى التطبيع إلى المرحلة العلنية وهذا يشكل انتكاسة غير مسبوقة في تاريخ قضيتنا، ومن شأن أن يعزز غطرسة إسرائيل ويعطيها الشرعية في قتلنا”. بينما قال طبيب الأسنان محمد سوالمة: نحن أمام انعطاف تاريخي”مخزي” لقادة بعض الدول العربية، حيث وصل بهم الأمر إلى المجاهرة بانهم غير معنيون بالقضية الفلسطينية، مضيفا انه بمثابة الضوء الأخضر لإسرائيل لاستكمال عملية القتل وتصفية الحقوق الفلسطينية.
 
وقال الحاج الستيني أبو سليم، الذي كان يجلس في أحد مقاهي المدينة القديمة وهو استاذ تاريخ متقاعد: “كنا نسمع في الماضي عن التطبيع ولم نكن نصدق ذلك بسبب العروبة التي تملأ قلوبنا،  لكن اليوم بات على الملئ، لم يعد أحد يكترث بالشعب الفلسطيني، ولا أحد من هؤلاء المسؤولين بات يخجل من نفسه ومن شعبه أمام جريمة الخيانة لقضية الأمة العربية، وتابع كانت السعودية مركز الدعم للقضية الفلسطينية واليوم تسابق إلى قيادة المنطقة بالتطبيع.
 
واشار إلى “أننا في مرحلة وجود قيادة منحدرة تتخلى بشكل غير مسبوق عن التاريخ، والعروبة، وقضية الأمة، سيخجل التاريخ من هذه المرحلة الموثقة والتي لا يمكن لاحد أن يتنصل منها كما كان بالماضي عندما اثير الحديث حول قضايا خيانة لقادة في السابق”.
 
من جهته، قال استاذ الاعلام في جامعة بيرزيت، نشأت الاقطش، في حديث مع “القدس العربي” ان وجود السلطة الفلسطينية شجع الانظمة على الاعلان عن علاقتها السرية مع إسرائيل خاصة دفاع القيادة عن مسألة التنسيق الامني، وبالتالي  لم يعد هناك حرج عند الانظمة العربية، واضاف هناك رغبة اسرائيلية باظهار هذه العلاقة الى العلنية خاصة بعض الضغوطات من الاتحاد الاوروبي على إسرائيل الذي يطالب بتحسين شروط حياة الفلسطينين، وهناك ايضا دعوات إلى مقاطعة إسرائيل، حيث تريد القول إسرائيل: “ان علاقتنا مع الفلسطينيين والعرب جيدة لماذا كل هذه الادعاءات والدعوات؟”.
 
لكن الأخطر بحسب الأقطش انه جرى مناقشة القضية الفلسطينية والايرانية دون وجود اصحاب العلاقة، حيث كان يجب ان يشترط العرب حضور الفلسطينيين الى المؤتمر، لكن هذا يؤشر على وجود مخطط أمريكي تريد فرضه بالمنطقة من خلال هذه الانظمة على الفلسطينيين. وتابع، فشل الفصائل الفلسطينية في مؤتمر “موسكو” بالخروج في بيان مشترك أعطى المجتمعين في “وارسو” تاكيدات انه لا يوجد شريك فلسطيني وبالتالي كان بمثابة الضوء الأخضر لفرض الحل الأمريكي.
 
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، صب النشطاء غضبهم على المطبعين، ووجهوا انتقادات حادة لهم، وتناقلوا عبارات وصور متهكمة وساخرة من المطبعين، بينما اشادوا بموقف الكويت الرافض لأي عملية تطبييع قبل حل عادل للقضية الفلسطينية.