عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jun-2022

النمري يخط شهادة إبداعية بتجاربه في تشكيل المنحوتات

 الغد-عزيزة علي

 قدّم الفنان الدكتور كرام النمري، تجربته مع الأعمال النحتية على خشب الزيتون، والحجر والمعادن، وتحدث عن أبرز المنحوتات التي قام بنحتها، منها: في مسرح المخطوطات بالمركز الإسلامي في الجامعة الأردنية عام 1989، وهو من الفابير جلاس، وتمثال صلاح الدين في الكرك عام 1984، إلى جانب اقتراحه لإقامة تمثال “ذاكرة المكان” في إربد عاصمة الثقافة العربية من مادة DAS.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها منتدى الرواد الكبار بعنوان “مبدع وتجربة”، وحضرها مجموعة من الفنانين والمهتمين بالشأن الفني، وأدارتها المستشارة الثقافية سحر ملص في المنتدى، والتي أشارت الى أن النمري فنان ونحات مرهف الإحساس، أصيل متجذر في عروبته يأخذ من التاريخ ويعيد تشكيله بأسلوب حديث، بفكرة عبقرية أدخل فكرة النحت والتماثيل إلى المجتمع الأردني المحافظ ثم اتخذ منها رسالة فكرية سامية.
وقالت ملص إن النمري عشق الأرض والإنسان والحجر والشجر، وجاب مع والده غابات اشتفينا، فعشق الأشجار وهو يرى والده يزرعها، أيقن أن للحجر والشجر والمكان ذاكرة عميقة، فحول كل ما بين أيدينا إلى فن وإبداع، لافتة إلى أنه اثناء العاصفة الثلجية أليكسا 2013، ومجاراة للعصر وتحدي العولمة قام النمري مع فريقة من الطلبة في الجامعة الأردنية بتحويل الأشجار إلى منحوتات خشبية.
وقالت مديرة المنتدى هيفاء البشير إن برنامج “مبدع وتجربة”، والذي يستضيف فيه المنتدى رمزاً مهماً من الرموز الأردنية التي تخط بإبداعه حدود وطننا العزيز، الدكتور كرام النمري الفنان الأكاديمي المبدع الذي ترك بصمة خاصة في عالم الفن منطلقاً من إيمانه الراسخ بالعروبة والهوية.
وأشارت البشير إلى أن تجربة النمري الابداعية غنية وقيمة وثمينة، تجعلنا ندرك الجذور التي انطلق منها إضافة إلى التعرف إلى رسالته في الحياة، لافتة إلى أنه تم إقامة معرض نحتي للنمري في المنتدى، وكان تحت رعاية سمو الأميرة وجدان قبل سنوات.
النمري تحدث عن تجربته في التلفزيون الأردني والبعثة إلى بريطانيا للتدريب في قناة BBC، والعمل كمصمم ديكور في التلفزيون الأردني الذي كان أول تلفزيون ملون في المنطقة، حيث قام بتصميم ديكور للعديد من المسرحيات والمسلسلات مثل مسلسل “صلاح الدين الايوبي”، الذي كان يصور في اليونان، ومن هذا المسلسل استوحى تمثال صلاح الدين الموجود الآن في الكرك ويصل طوله إلى “10” أمتار، كما تحدث عن تجربته في: الجامعة الأردنية، الجامعة الأمريكية، قصر القصعة، وجزيرة فرعون المصرية.
وعن النحت على الخشب قال بأنه اختار خشب الزيتون بشكل كبير في بعض منحوتاته؛ لأن شجرة الزيتون “تحتفظ بذاكرة لمدة طويلة، كما هو حال شجر الزيتون التى تعمر لآلاف السنين، فعندما ارسم منحوتة على خشب الزيتون تبقى خالدة”، مبينا أنه اشتغل النحت على الخشب في الخليل وكذلك بعض الحرف الشعبية، وتأثر بالمنحوتات هناك مثل: الجمال-مريم العذراء، وسبب ذلك هو أن والده كان يعمل طواف “حراش”.
وأشار النمري إلى أن كل شجرة تختزن في داخلها آلاف الذكريات، وهي أصدق من كتب التاريخ، وهذا ما يدعى “ذاكرة المكان والكهف والأشجار”، فهي تسجل أصوات الإنسان الذي مر بهذه المنطقة بتجارب، فمن الغرب جاءتنا الحروب الصليبية، ومن الشرق جاءنا هولاكو.
وعن المعادن تحدث النمري عن تمثال “البساط الطائر”، الموجود على طريق المطار وهو عمل مقترح يتواجد في القصر الملكي، والصرح أمام الجامعة الأردنية، وصرح المخطوطات، لافتا إلى أنه يعتمد في أعماله النحتية على إبراز علاقة الكتلة مع الفراغ، من مرحلة التعبير عن القضايا الإنسانية، إلى صياغات حداثية تعتمد على مفاهيم التجريد المعاصر، ومن هذه الأعمال في الميادين العامة نُصب “الرقاع”، الموجود بمحاذاة مسجد الجامعة الأردنية الذي أهدته أمانة عمان في العام 1989 إلى الجامعة، مؤكدا أن كل فنان عليه أن يبحث عن جذوره.
وقال النمري إن الفن ينقسم إلى قسمين: فن جماهير الذي يخاطب بائع الخضار والسائق التكسي والموظف واستاذ الجامعة، والفن الواقعي، يخاطب الذين ليس لديهم سوى الواقع للمقارنة وأخذ العبر التاريخية، وخير دليل على هذا تمثال صلاح الدين في الكرك، ومثله موجود في فيلا “صالح المقطش”، في دابوق، ومنحوتة “الرياح الغريبة”، التي مزج فيها الحديد مع النحاس، مبينا أنه يوجد في الأردن الحجر الجيري هو حجر رسوبي متوفر في الأردن.
وأشار النمري إلى منحوته “اربد عاصمة الثقافة العربية”، قائلا “لقد استوحيت هذه المنحوتة من قصيدة عرار التي تقول (قالوا: تدمشق، قولوا: ما يزال على علاته إربدي اللون حوراني قالوا: يحب، أجل، إنّي أحب متى كانّ الهوى سبّة يا أهل عمان؟)”.
ويذكر أن الفنان الدكتور كرام النمري فنان أردني، يعدّ أحد رواد الجيل الثاني من الفنانين التشكيليين الأردنيين، وأحد أبرز رواد النحت في الأردن الذين ظهروا في بداية سبعينيات القرن العشرين.
حصل النمري على شهادة البكالوريوس في تخصص النحت من جامعة دمشق عام 1970، ثم حصل على دبلوما في النحت على الرخام من معهد كاريرا لتقنيات الرخام في إيطاليا عام 1975.
أكمل النمري دراساته العليا في الولايات المتحدة، حيث حصل على درجة الماجستير في فن الاستديو- نحت أساسي من جامعة كارولاينا الجنوبية عام 1980 ودرجة الدكتوراة في الفلسفة في الفنون المقارنة من جامعة أوهايو في أوهايو، عام 1995، كما حصل على تدريبات احترافية في الإنتاج التلفزيوني في برلين عام 1988 وفي فيينا عام 1979 ولندن عام 1975.
وقد درس النمري النحت في كلية الفنون الجميلة في الجامعة الأردنية، ومنح درجة أستاذ مشارك ضمن نظام ترقية المبدعين الذي أسسته الأميرة وجدان الهاشمي حينما كانت عميدة لكلية الفنون والتصميم وفعلته إدارة الجامعة الحالية.