عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Aug-2025

وقفات احتجاجية*حمادة فراعنة

 الدستور

وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأميركية في إسطنبول، رفعت شعار «وقف المساعدات الأميركية إلى المستعمرة»، وقفة فيها عز وكرامة، في موقعها ومكانتها، ذات مضمون سياسي، وحملت وأوصلت رسالة ذات مضمون انساني، للاميركيين، ومضمونها ومحتواها ومطلبها عدم تقديم واشنطن الدعم والاسناد للمستعمرة الإسرائيلية.
 
الوقفة الاحتجاجية في إسطنبول، وقف خلفها وقادها وبادر لها أحزاب وقيادات سياسية وشخصيات اجتماعية تركية، و شارك فيها وبها، من المواطنين العرب الزائرين أو المقيمين في إسطنبول. 
 
قرار وتوجه وممارسة وخيار «يرفع الرأس»، مثلما يقدم للإنسان الفلسطيني رافعة تساعده معنويا على تحمل معاناته، ووجعه وجوعه وعطشه، ويقدم للفلسطينيين رسالة، أن أشقاء له يقفون معه في محنته، وفي مسار طريقه نحو الحرية والاستقلال، حيث يدفع الشعب الفلسطيني ثمن حريته واستقلاله، واستعادة كرامته وحقوقه في وطنه الذي لا وطن له غيره، عبر التضحيات التي يقدمها في مواجهة عدوه الوطني القومي الديني الإنساني: المستعمرة الإسرائيلية. 
 
خيار يشكل حوافز لكافة العرب والمسلمين والمسيحيين في العالم كي يفعلوا ما فعله الأتراك أمام القنصلية الأميركية في اسطنبول، خيار مدني سلمي، وسلوك حضاري، يؤدي الغرض السياسي في مطلبه وهو: وقف المساعدات والدعم والاسناد السياسي والعسكري والتكنولوجي والاستخباري والمالي الأميركي للمستعمرة الإسرائيلية. 
 
المساعدات الأميركية للمستعمرة، هي أحد أهم عوامل التفوق الإسرائيلي، وهي أداة مواصلة الاستعمار والاحتلال والتوسع والقتل والجرائم بحق ثلاثة بلدان وشعوب عربية اسلامية مسيحية: فلسطين ولبنان وسوريا، يتم مواصلة احتلال أرضها، واستباحة سيادتها، وتدمير قدراتها، ومحاولة احباط عزائمها نحو خيارات الحرية والاستقلال والكرامة. 
 
ما فعلته القوى السياسية التركية والعرب والمسلمين والمسيحيين، وما يتم فعله المماثل في عواصم وبلدان الأخرى، هو المطلوب، وليس تغيير بوصلة الاحتجاج نحو سفارات مصر والأردن والسعودية والإمارات، بل توجيه الأولويات نحو توسيع حجم الاحتجاجات لمن يُقدم الدعم والاسناد للمستعمرة، وأن يكون الاحتجاج موجها ضد المستعمرة وما تفعله من احتلال وجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وليس ضد من يقف مع الشعب الفلسطيني ويسانده بما يملك من إمكانات ودعم وتعاطف وإسناد. 
 
في مقابلة مع إحدى محطات التلفزيون العربية، بمشاركة أكاديمي عربي، اتهم كمال خطيب ورائد صلاح، أنهم عملاء أو أدوات أو ما قاموا به ضد السفارة المصرية في تل أبيب، تم بتعليمات من قبل المخابرات الإسرائيلية الشاباك، رفضت الاتهام الموجه لهما، ووصفتهما أنهما من الوطنيين القوميين الإسلاميين، ولكنهما وقعا في ضيق الأفق والغباء السياسي، عبر الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة المصرية في تل أبيب، وهتفوا ضد مصر والأردن والسعودية والإمارات، لذلك يجب عدم خلط الأوراق وعدم تبرئة المستعمرة من جرائمها واحتلالها واستعمارها لفلسطين، وعدم تبرئة الإدارة الأميركية في مواصلة دعمها وإسنادها للمستعمرة. 
 
وقف المساعدات الأميركية للمستعمرة الإسرائيلية مطلب محق وشرعي يجب اتساع تداوله، أمام الرأي العام العالمي، ولدى كل شعوب الأرض، وإشاعة هذه السياسة، وهذا الخيار حتى يخجل من يقوم به ويتراجع عنه، بعد وضوح الصورة والمشهد عن حجم الجرائم التي قارفتها المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني.