عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-May-2019

مسألة وقت - عودید تیرا
معاریف
 
الناس یتحدثون. یتحدثون عن تفویت الفرصة لتوجیھ ضربة عسكریة لحماس في جولة القتال
الاخیرة ویتحدثون عن الحاجة ”لخطوة سیاسیة“ لغرض استكمال الضربة العسكریة. فھل یبدو ھذا
منطقیا؟ نعم. ھل ینجح في اختبار الواقع الاستراتیجي؟ لا. مجرد احادیث. ابدأ من الموضوع الثاني
في سیاق ”الخطوة السیاسیة“.
اطلب من كل من یروج بثبات ومثابرة لخطوة سیاسیة مع حماس في غزة، سواء كانت مباشرة أم
غیر مباشرة، أن یفصل. فلیفصل ما ھي الخطوة السیاسیة التي ینبغي تنفیذھا. للاسف، فان الترویج
لخطوة سیاسیة في ھذه اللحظة ھو ھراء. فلباب وسبب وجود زعماء حماس ھو ابادتنا. لباب
الوجود ھذا یجلب المقدرات اللازمة لزعماء حماس للحیاة الطیبة، وھو یعطیھم احساسا بالسیطرة
على الناس بل واحساس من الانجاز الایدیولوجي، الذي یبدو لنا غیر منطقي. فعلى حد نھجھم، فان
الایدیولوجیا منطقیة واذا ما طوت حماس علمھا، فانھا بذلك تلغي مجرد وجودھا. بمعنى ان من
یروج للخطوة السیاسیة، فلیشرح كیف یحل ھذا التناقض العمیق الذي ھو: حماس تعیش على التطلع لإبادتنا، ونحن بحاجة الى التسویة معھم كي نعیش بأمان.
المشكلة أخطر بأضعاف لأن أغلبیة الفلسطینیین، في غزة وفي الضفة سیصوتون لحماس في
انتخابات حرة، مثلما كان في الانتخابات الاخیرة. وھذا ھو ایضا السبب الذي لا یجعل فتح معنیة
بتسویة سلمیة مع اسرائیل، إذ انھا اذا وافقت على ذلك، فانھا ستدفع بتصفیتھا الى الامام. لا اعرف
اناسا یریدون ان یصفوا، ولا سیما لیس اناسا یستمتعون بامتیازات حرة. في ظل رماح الجیش
الاسرائیلي، فتح لا تسقط، وھي تستمتع بوضع مریح ومثالي، ولغرض ابداء مظھر من الكفاحیة،
تھدد بالمس بنا في المحكمة الدولیة او في الجمعیة العمومیة للامم المتحدة.
وبالنسبة للضربة المرغوب فیھا لحماس، والتي فوتت، اقتبس بدایة ما قالھ لي ایاكوكا، الذي كان
رئیس كرایزر. فقد قال: ”خلاصة الحیاة ھي التوقیت“. فقد اعتقدت بان توقیت الضربة الھامة
لحماس لیس في ھذه اللحظة. اقترحت التجلد الى ما بعد الایروفزیون وبعدھا، في الفرصة السیاسیة
أو الامنیة الاولى، توجیھ ذات الضربة الھامة. من یحتج على أننا لم نھاجم غزة بقوة في الجولة
القتالیة الاخیرة، ملزم بان یفھم المعنى السیاسي لاقوالھ. ھجوم شدید كان سیؤدي الى الغاء
الایروفزیون في اسرائیل. سببان اساسیا كانا سیؤدیان الى ذلك: السبب الاول ھو خوف الفنانین
والمشاھدین على امنھم. والامر كان سیؤدي الى الغاء المجي بل والى انصراف من كان جاء.
والسبب الاخر ھو انھ كنتیجة للھجوم الاسرائیلي الھام كانت ستصدر في وسائل الاعلام، في اوروبا
صور اطفال ونساء اصیبوا في الھجوم، وكان سینشأ ضغط دولي لالغاء الحدث.
وما كان سینشأ في العالم جراء الغاء الایروفزیون ھو أن اسرائیل لا یمكنھا ان تدافع عن مراكز
المدن التي تدار فیھا علاقاتھا التجاریة مع العالم. والمعنى ھو انھ لیس آمنا المجيء الى اسرائیل
َ والتجارة معھا. فلم المخاطرة؟ في افضل الاحوال كانوا سیقولون ان اللقاءات التجاریة ستعقد حالیا
في قبرص وفي اسوأ الحالات كانوا سیتخلون عن بعض من الصفقات على الاطلاق ولفترة زمنیة
لا بأس بھا. ھذه النتیجة كانت ستخلق ایضا احساسا بنصر غیر مسبوق في قوتھ لدى حماس.
المعنى ھو ان توقیت الھجوم الھام كان مغلوطا.
وعلیھ، فان من یروج لـ ”خطوة سیاسیة فلیفصلھا، ومن یعتقد اننا فوتنا الفرصة لتوجیھ ضربة لحماس، فلیتذكر قول ایاكوكا ان خلاصة الحیاة ھي التوقیت.