عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Aug-2019

عمان الهاشمية.. قهوة وهيل.. وقمرا نورت ليل ورا ليل

 

يا ليلة العيد آنستينا ... وجددتي الأمل فينا
هلاك هل لعنينا ...  فرحنا له وغنينا
وقلنا السعد حيجينا ... على قدومك يا ليلة العيد
جمعت الأنس ع الخلان ... ودار الكاس على الندمان
وغني الطير على الأغصان ... يحيي الفجر ليلة العيد
حبيبي مركبه تجري ... وروحي في النسيم تسري
قولوا له يا جميل بدري ... حرام النوم في ليلة العيد
عمان  - الدستور - محمود كريشان - انه العيد السعيد.. وكل عام وانتم بخير.. الاردن وقائده الباني الملك عبدالله الثاني وشعبه الأبي.. بألف خير.. وها هي عمان الهاشمية تزهو بالفرح وهي تستقبل العيد السعيد وترتدي مدرقة مطرزة بالجوري الشهري لتكون على عهدها جميلة الجميلات..
ومع اشراقة عيد الفطر السعيد، تنهض ذاكرة الفرح ايام زمان في عمان القديمة، حيث كان العيدان؛ الفطر والأضحى، من اجمل ايام السنة في حياة سكان عمان القديمة كما يقول المؤرخ عبدالله رشيد، فقد جرت العادة عند معظم سكان المدينة ان تنهمك النسوة في تنظيف البيوت، ثم يعكفن على صناعة الحلويات، وابرزها كعك العيد وهو عبارة عن العجين المخلوط بالسمن البلقاوي والسكر والسمسم والكركم الاصفر، وترق هذه العجينة فوق الغربال ثم تخبز في الطابون، اما النسوة الشاميات والنابلسيات فيصنعن المعمول بالجوز والعجوة.
خيالة وموسيقى
وبهذا الجانب، قال المؤرخ عبدالله رشيد انه وفي صباح العيد كان الناس يتوجهون الى المساجد لاداء شعائر صلاة العيد، وكان المسجد الحسيني الكبير في وسط البلد يستقطب معظم الناس لحضور احتفال موسيقى للجيش العربي في الساحة الخارجية للمسجد، حيث كانت فرقة موسيقات الجيش العربي والخيالة يطوفون شوارع وسط المدينة.
ويضيف رشيد ان الناس وبعد اداء صلاة العيد يتوجهون لزيارة المقابر ومن هذه المقابر مقبرة وسط المدينة جسر الحمام ومقبرة رأس العين ومقبرة الهاشمي قرب مركز الاطفائية، ومقبرة المصدار، وهناك يتجولون بين قبور اقربائهم ومعارفهم ويقرأون الفاتحة ويشربون القهوة السادة ويأكلون الحلويات التي اعدتها النسوة وجئن بها الى المقابر مع طلوع الفجر، ويتجول الفقراء في المقابر لقبول الصدقات كما يتجول الصبية لقراءة القرآن من سورة ياسين، فيحصلون على اكراميات من اقرباء الميت.
كعيكبان وملبس
يقول الشيخ محمد الرشيد البدوي ان الناس يستقبلون في بيوتهم المهنئين، بينما يغادر الرجال مصطحبين اطفالهم لزيارة الارحام  والجيران والاقارب، فيتناولون كعك العيد والكعيكبان وملبس الحامض حلو والراحة، وحالما يحصل الاطفال على العيدية، من النقود يسارعون الى المراجيح او الركوب في باص المحطة، حيث كانت ساحة المدرج الروماني الموقع الرئيس للمراجيح الخشبية وبسطات الباعة التي تحمل اكلة العيد الرئيسة وهي الفول النابت، حيث يجلس الاطفال على مقاعد خشبية حول صحون الفول يأكلون منه ويشربون من شرابه. واذا صعد الاطفال الى المراجيح ينشدون هذه الكلمات المغناة: (اليوم عيدي يا لالا.. والبست جديدي يا لالا .. فستان مكشكش يا لالا.. ع الصدر مرشرش يا لالا.. اليوم العيد وبنعيد.. نذبح بقرة السيد.. والسيد ما لو بقرة.. نذبح بنته هالشقرة.. قهوتها او اويها بنجدد.. علينا علينا بتعريفة).
اما عند ركوب باص المحطة ذهابا وايابا فيغنون: (ع المحطة بتعريفة.. روحة وجية بتعريفة).
مسرح المدرج
اما الزجال الشعبي الحاج كايد الخطيب فيقول عن احتفالات المدرج الروماني: ان ايام الاعياد الدينية هي المناسبات التي تقام فيها الاحتفالات الشعبية على مسرح المدرج، فمع اطلالة اول يوم من ايام العيد يزحف اهالي المدينة من احياء القلعة والمهاجرين والجوفة ووادي سرور في مواكب من الاهازيج والدبكات متجهين نحو المدرج يصاحبهم سكان القرى المجاورة وهي ابوعلندا والقويسمة، وعند وصولهم الى ساحة المدرج الخارجية التي تنتشر فيها اراجيح الاطفال واطباق المأكولات الشعبية، يكون الناس أخذوا مكانهم على المدرج حتى انه كان يضيق بهم فيصعدون الى ربوته. ويضيف الخطيب انه وفي تلك الاحتفالات كان لكل حي من احياء المدينة شباب عرفوا بمهارتهم في ممارسة الدبكة والغناء ينتخبون فيما بينهم من يرقص هذه الدبكات وتؤلف كل جماعة حلقة وغالبا ما كانوا يرقصون الدبكة الشمالية شمال الاردن لانها مريحة، وكانت الدبكات تبدأ بأغاني الدلعونا الحماسية مثل: (يام السنون الذهب الملاح/ لا تغضي النظر عن اللواح/ اوعي تفتكري محسوبك صاح/ اسباب جنوني من هالعيونا!/ يلي بتطلوا لا تجننونا/ واشوية شوية لا تكهربونا/ وربك بطعم اللحمة يا خونا/ اللي بثمه ما فيش سنونا).
ويذكر ان اهالي عمان كانوا يبتاعون القهوة العربية الفاخرة ليلة الوقفة من محلات الحمصي بجانب البنك الاهلي وسط البلد ومن محلات الشربجي «سمراء عدن» بجوار دخلة حبيبة في شارع فيصل وهذه المحلات تعمل حتى الان بتقاليد عريقة في اعداد القهوة.
مجمل الفرح.. كل عام وانتم بألف خير.. وان يبقى السرور يتدفق في الأرجاء الأردنية الآمنة المستقرة بإذن الله.