عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Feb-2021

في ذكرى الثورة السورية وثائق*إسماعيل الشريف

 الدستور

(كيف يجتمع مئات الألوف دون قيادة مركزية، ودون رموزٍ تُوجِّه، وبلا ملامح واضحة؟! كيف يتواطؤون وينزلون إلى الشارع في لحظة واحدة؟!!)، عن صفحة إبراهيم العسعس.
رُفعت السريّة عن مذكرة لوكالة الاستخبارات الأمريكية صدرت في شهر تموز من عام 1986، أعدها مركز التخريب وعدم الاستقرار الأجنبي، وعنوانها «سوريا: سيناريوهات التغيير الدرامي»، وهي تتحدث عن سيناريوهات متعددة لتغيير النظام في سوريا، ونظرًا لحساسيتها فقد اقتصر توزيعها آنذاك على كبار إدارة ريجان .
وجاءت المذكرة في وقت عاشت فيه سوريا عزلة سياسية ودبلوماسية، واتهامات بدعمها لعمليات عدائية ضد الكيان الصهيوني والغرب.
التقرير عبارة عن 24 صفحة، فيه الكثير من الفقرات المتسقة تمامًا مع انطلاقة الثورة السورية عام 2011، ففي الصفحة الثانية مثلًا يتحدث التقرير عن حركة انشقاق سنية أسموها بالتحدي السني الثاني – الحركة الأولى كانت قمع الحكومة الوحشي لحركة الإخوان المسلمين التي توجت بمذبحة حماة عام 1982 – ستؤدي إلى ردة فعل عنيفة من النظام، يمكن أن يحفز عددًا من المجندين والضباط الصغار السنة الذي يشكلون 60 % من الجيش السوري إلى النزوح إلى الصحراء مما سيمهد لحرب أهلية، أو قيام الجيش بالانقلاب على النظام.
ويتحدث التقرير عن إمكانية قيام الإخوان المسلمين بقيادة تمرد مسلح في المستقبل تؤدي إلى تغيير النظام، وبالترجمة الحرفية: على الرغم من أن قمع الإخوان المسلمين قد قلل بشكل كبير فرصة الانشقاق المسلح، إلا أننا نرى فرصة كبيرة لحركة معارضة سنية سيكون للإخوان دور فيها، وقد يصبح بقاياهم قادة معارضة الحركة السنية الجديدة.
ويصف التقرير المرحلة الأخيرة من الحرب الطائفية التي ستشهد تدفق مقاتلين من الدول المجاورة، سيفضي بالنهاية عن دولة سنية متشددة مطيعة تخدم المصالح الاقتصادية الأمريكية، ويذكر التقرير شخصيات مرشحة لخلافة الأسد؛ كرفعت الأسد وعبد الحليم خدام.
ولا يمكن قراءة هذا التقرير دون النظر إلى تقارير أخرى تؤيد وتتسق تمامًا مع هذا التقرير، كالتقرير الصادر عام 1983 الذي يدعو إلى عملية سرية أمريكية تستخدم العراق المتحالف مع الولايات المتحدة كقاعدة للهجوم على سوريا، أو البرقية التي أرسلها الملحق الدبلوماسي في السفارة الأمريكية في دمشق ويليام رويبيك في 13-12-2006 بعنوان التاثير على الحكومة السورية Influencing the SARGE (Syrian Government)  .
وهذه البرقية تفسر إلى حد كبير ما يجري في المنطقة، وملخصها أن الهدف هو إسقاط نظام الحكم في سوريا، من خلال تغذية الصراع السني الشيعي، والتصوير المستمر لفساد الأسد وبطانته والمؤسسة العسكرية، وفشل إصلاحاته الاقتصادية، وعزل سوريا عن محيطها العربي، ودعم المعارضة السورية والكردية، وإدخال المسلحين المتطرفين إلى سوريا.
أما لماذا حدث كل هذا الدمار والقتل في سوريا أو غيرها، فالوثيقة رقم 09TELAVIV1688 في تموز من عام 2009 تجيب على هذا السؤال بإجابة واضحة شافية؛ فأثناء زيارة أندرو شابيرو مساعد وزير الخارجية الاميريكي للشؤون العسكرية إلى تل أبيب، قال: إن الأولوية الأولى للسياسة الأمريكية هي استمرار التفوق الصهيوني في المنطقة.