الدستور
مسيرة شعبية حزبية حاشدة في باريس، ومماثلها ضخمة في لندن، كما في روما، ولدى العديد من العواصم والمدن الأوروبية، دعماً وتأييداً وتعاطفاً بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.
دوافع عاطفية إنسانية سياسية أوروبية وعالمية في نفس الوقت، وهذا يعود لسببين:
أولاً: تعاطفاً وتضامناً مع معاناة الشعب الفلسطيني وأوجاعه وما يتعرض له من عذابات وبطش وتنكيل، وقتل وتصفية وتدمير، علناً ، تحت الاضواء، وفي نهار الشمس،ومراقبة الكاميرا وصورها، وهي التي جعلت شوارع أوروبا تضج بالفعاليات الاحتجاجية.
وثانياً: جرائم المستعمرة وجيشها وأجهزتها ومستوطنيها، بلا كلل، بلا خوف، بلا قلق من أية عقوبات أو ردع، جرائم ومجازر علنية بكل وقاحة وتطرف وعداء وعنصرية، جعلت العالم يقرف، يشمئز من السلوك الإسرائيلي وأفعاله، بلا محرمات، ضد النساء والأطفال، والكهول والشباب.
ما تفعله المستعمرة وجيشها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الفلسطينية، لا تحتمله أعصاب المشاهدين والمراقبين والمحايدين، استفز الأوروبيون الذين كانوا متعاطفين مع الإسرائيليين، على خلفية ما تعرض له اليهود من أذى في اوروبا، والتضليل الدعائي الإسرائيلي أنهم يتعرضوا من وسط محيط عربي إسلامي مسيحي معادي.
سلوك المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني بأسره، فضح «الطابق» وكشف الأكاذيب الصهيونية الإسرائيلية، حيث لا يوجد شكل من أشكال الجرائم والمجازر لم يفعلوها، لم يرتكبوها، بحق المدنيين مع تصريحات مرافقة من قياداتهم تدلل على مكنونات ما لديهم مجسدة بأفعالهم الإجرامية، التي ادانتها المحافل الدولية، بالأمم المتحدة، ومحكمة العدل، ومحكمة الجنايات، ولجان حقوق الإنسان وغيرها من المؤسسات والمنظمات الدولية.
لم يكتفوا بالجرائم مع ولدى الشعب الفلسطيني، بل ها هم علناً يقارفون نفس الأفعال الإجرامية بحق السوريين وضد اللبنانيين.
ما سبق وفعلوه مع قطر، أيقظ ليس فقط الدولة القطرية، بل البلدان الخليجية أن هؤلاء لا صداقات لهم، ولا ثقة بهم، ولا التزام جدي من طرفهم لأي اتفاق أو عهد أو وعد، فهم يسعون للهيمنة والسيطرة والتغول على كافة مكونات الشرق العربي، وجعلها ذيلية تابعة ترضخ لمصالحهم التوسعية.
دمشق ضمت مظاهر في ساحة الامويين لأول مرة منذ سقوط النظام السابق، ضد سياسة المستعمرة التوسعية على الأرض السورية، ولم يكن ذلك ليتم لولا كشف حقيقة موقف المستعمرة من عملية التطبيع، عبر محاولات فرض الرضوخ السوري بقبول ضم الجولان السوري لخارطة المستعمرة، ومشاريعها التوسعية نحو جنوب سوريا في محافظتي القنيطرة والسويداء.
سياسة التوسع والهيمنة الإسرائيلية لن تمر بالرضوخ العربي الفلسطيني السوري اللبناني، بل ستجد المقاومة والصلابة والإيمان والحرص على حرية بلادهم وحمايتها، و ستكون هزيمة المستعمرة واندحارها عن كامل الأرض العربية الفلسطينية اللبنانية السورية، وهذا ما سوف يتم ويأتي مستقبلاً، مهما قست الظروف وتعقدت أمام تطلعات العرب نحو الحرية والاستقلال والكرامة.