عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Aug-2025

الأردن من العرب وللعرب*سلطان الحطاب

 الراي 

كنّا مع فلسطين وسنظل، فهي قضيتنا الأولى والمركزية، خلاف أي طرف آخر، وستظل رغم كل اشكال الضغوط والاستهداف والتشويش، وسيبقى الالتزام الملكي هو التزام الأردنيين جميعاً.
 
وكنا مع سوريا وهي تكابد وتعاني لسنوات طويلة واستقبلنا اللجوء السوري وساعدنا بالقدر الذي نستطيع، وبما جاء في شهادات السوريين الذين أقاموا على الارض الأردنية.
 
في سياستنا الموضوعية وذات الحياد الإيجابي، جرى اختبار الموقف الأردني في أكثر من مناسبة وموقف حين كانت التهديدات والكوارث، تلتف على سوريا الشقيقة. ظل الأردن يبتعد عن الاستقطاب ويعاني، استمرار المشي على الحبل حتى لا يسجل عليه أنه غدر بالاشقاء السوريين او استقوى
 
عليهم، فسوريا امتدادنا الجغرافي وجزء من شعبنا العربي وهي قلب العروبة، دافع الأردن عنها وأرسل قواته عام 1973، لتدافع عن دمشق وهناك شهادات مكتوبة وغير مكتوبة مما بذله الأردن في سبيل سوريا ووحدة ترابها الوطني.
 
مد الأردن يده للشعب السوري وساعده بالقدر الذي استطاع، ومنذ العهد الجديد في سوريا والعلاقات تتواصل والأردن يضع خبراته الممتدة، بين يدي القيادة السورية التي ما زالت تواجه تحديات الاستقرار واستمرار مواجهة التهديد بالانقسام والمس بوحدة سوريا، واستقبل الأردن الرئيس السوري الشرع وعمل على إعادة تأهيل سوريا لعلاقات عربية أوسع، وقد نجح الى حد كبير في ذلك، ويذكر له السوريون هذا، ولعل التحرك المستمر الذي يقوم به وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بتعليمات من جلالة الملك، نموذج على ذلك فهو ماثل بجهده وموظف للدبلوماسية الاردنية في خدمة الاشقاء السوريين.
 
كان الأردن مساعداً لسوريا ويوم شبت الحرائق في الغرب السوري، كان الأردن بأمكانياته هناك للاطفاء والانقاذ والمساعدة.
 
سوريا اليوم تتصدر ايضاً قائمة الاهتمامات الأردنية التي تضع أمام رؤيتها انجاز الاستقرار في السويداء وايجاد صيغة تعايش أعمق وأقوى مع الدروز حتى لا يدخل على سوريا من هذا الباب حيث التهديد او يجري العبث بأمنها.بفتح باب التقسيم
 
وما زالت الجهود الأردنية في هذا المجال قائمة وما زال الأردن يتحدث للمجتمع الدولي والقوى السياسية العالمية والجهات المؤثرة في الاقليم والعالم عن سوريا وضرورة استقرارها واعطائها الفرصة الأوسع للمساهمة.
 
وفي بعد آخر يولي الأردن الشقيقة لبنان المتابعة ولم يتردد في مساعدة اللبنانيين على مختلف اتجاهاتهم وطوائفهم، منذ الحرب الأهلية اللبنانية، "اللي تنذكر وما تنعاد" كما يقول اللبنانيين، فقد استقبل اللبنانيين الهاربين من جحيمها وساعدهم وعمل على دعم الدولة اللبنانية والانتصار لها في المحافل الدولية، واستقبل أمس رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، حيث ما زالت الخيارات اللبنانية ضيقة وخطرة، ودون تدخل في الشأن اللبناني ومع الحرص أن يبقى الأردن على نفس المسافة من كل القوى اللبنانية ومكونات لبنان السياسية والاجتماعية، فقد ظل الموقف الأردني هو الأوضح في الحرص على أمن لبنان واستقراره وتطبيع علاقاته العربية وضمان إعادة صلة لبنان بمحيطه العربي، كما ظل الأردن يدرك حجم التحديات التي يواجهها لبنان من العدوان الاسرائيلي ، و.... وافتعال اسرائيل آزمات الاعتداء على لبنان وحتى احتلال أراضيه في الجنوب، وما يشكله العدوان الاسرائيلي من توتر في جبهة لبنان الداخلية التي يريد عدو لبنان بها أن يجره الى حروب داخلية حيث نسمع بداية صرخاتها.
 
كان الأردن الى جانب لبنان وما زال، وقد (دق صدره) حين احتاج لبنان الى الكهرباء، وقد بدأت محطاته الكهربائية تتعطل، وكان الأردن على استعداد أن يوصل الكهرباء الى لبنان عبر سوريا، وقد أقام شراكة في هذه الرؤية مع مصر وعبر الجامعة العربية حتى لا تنفرد قوى معادية للبنان من خلال حاجاته.
 
مازال لبنان على مفترق طرق وقد استمع الملك عبد الله الثاني من رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، الزائر الى عمان، الى التحديات التي تواجه لبنان والضغوط المتزايدة عليه والتي هي بحاجة الى ردها عبر جهد عربي متصل يساعد لبنان ويحرص على تحرير اراضيه وأبعاده عن الحرائق والصراعات.
 
يدرك لبنان ان حالات الاستقطاب عليه تتزايد وأن لبنان هو القادر إذا صفت نوايا الفرقاء على خلع أشواكه بيده حتى لا تتكرر مأساة الحرب الأهلية، فما زلنا نسمع تصريحات خطيرة تستهدف لبنان من اسرائيل اولا و التي تحتل جزءا من اراضيه وتهدد بالتوسع على حسابه، والتهديدات المعلنة الاخرى التي تجعل المبعوث الأمريكي يتحدث باسلوب الهذيان عن اعادة لبنان الى سوريا باعتبار أن تقسيمات سايكس بيكو يجب تجاوزها دون أن نعرف لصالح من هذا التجاوز ونحن نرى مشاريع التوسعية الاسرائيلية المدعمة بالاسلحة الأمريكية والقرار السياسي لصالح إسرائيل هي سيدة الموقف.